وصفت نسبة الإقبال على الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي نظمت الجمعة ب "غير المسبوقة"، حيث توافد الناخبون الذين قدّر عددهم بنحو 46 مليونا، بكثافة على صناديق الاقتراع، وذلك بحسب ما أفاد مراسلو وكالات الأنباء العالمية. وحرص المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي الذي أدلى بصوته مبكرا على دعوة الإيرانيين للإقبال على التصويت "بناء على آرائهم الخاصة وقراراتهم." * وشبّه مراقبون السباق بين المرشحين الأربعة بسباق1997 الذي كان قد جرى بين الإصلاحي محمد خاتمي والمحافظ ناطق نوري وبلغت نسبة المشاركة وقتها 80 بالمائة من إجمالي الناخبين. وبحسب مصادر إخبارية إيرانية، فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن نسبة مشاركة الرعايا الإيرانيين في الخارج ستكون أكبر مقارنة بالدورات السابقة. * ويتنافس في الانتخابات، وهي العاشرة منذ قيام الجمهورية الإسلامية كلا من الرئيس المنتهية ولايته المحافظ محمود أحمدي نجاد، والإصلاحي مير حسين موسوي، وهو رئيس وزراء سابق ويعد المنافس الرئيسي لنجاد، ويخوض السباق الرئاسي أيضا مرشحان آخران هما الإصلاحي مهدي كروبي والمحافظ محسن رضائي. * ويدور التنافس الحاد بين كل من نجاد وموسوي، حول ما يتوقع أن تكون هناك جولة ثانية في هذه الانتخابات التي يشرف عليها ممثلون عن مجلس صيانة الدستوري الإيراني ومندوبين عن المرشحين. وأعرب أحد المحللين الإيرانيين عن اعتقاده بحصول نتيجة متقاربة بين نجاد وموسوي متوقعا بناء على هذا أن يخوض المرشحان الأكثر حصولا على الأصوات جولة ثانية في 19 جوان. وقد اشتكى المرشح مير حسين موسوي من منع مندوبيه من دخول مراكز اقتراع في بعض المناطق كما اتهم الحرس الثوري - قوات النخبة- وميليشيا الباسيدج، التي عرفت بأنها لعبت دورا حاسما في انتخاب أحمدي نجاد عام 2005، بالتدخل في الانتخابات. * ووصلت هواجس التزوير بموسوي إلى أن أرسل رسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى للثورة، آية الله علي خامنئي، دعاه فيها إلى إعطاء الأوامر الكفيلة بمنع أي محاولة للتلاعب بنتائج الانتخابات، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. وفي المقابل طلب الحرس الثوري التابع لنجاد من موسوي تقديم أدلة لدعم ما يقوله، "وإلا فعليه أن يعتذر" كما ذكرت وكالة فارس الإيرانية. وتشير التوقعات إلى إمكانية إجراء جولة إعادة في 19 جوان الجاري إذا لم يحصل أحد المرشحين على نصف أصوات الناخبين من الجولة الأولى. * وكانت الحملات الانتخابية قد شهدت تنافسا حادا، حيث تبادل المرشحون الاتهامات بالكذب والفساد في مناظرات مباشرة على شاشات التلفزة شاهدها ملايين الإيرانيين. ويولي المجتمع الدولي اهتماما خاصا بالانتخابات الإيرانية لهذا العام، كونها ستحدد توّجهات هذه الدولة خلال المرحلة المقبلة، ويأتي على رأس الدول المهتمة بهذه الانتخابات، إسرائيل والولايات المتحدة التي تسعى إلى فتح نافذة حوار مع طهران منذ وصول الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما إلى البيت الأبيض.