بلخادم في مواجهة ثورة مرتقبة ينصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم يوم الأربعاء القادم اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع، وسط تصاعد الأصوات المعارضة لتشكيلة اللجنة، التي ضمت كافة أعضاء الهيئة التنفيذية، مما طرح جملة من المخاوف حول استقلالية عملها، وكيفية انتقاء المندوبين. * * وتفيد مصادر مطلعة من داخل الحزب العتيد بأن عبد العزيز بلخادم أصر على التمسك بتشكيلة اللجنة التي أعلن عنها مؤخرا، تفاديا لوقوع انزلاقات أثناء التحضير للمؤتمر التاسع، الذي يريده أن يتم في انسجام كامل، دون أن تتخلله مشاكل أو انقسامات، وهو ما جعله يحصر تشكيلتها الأساسية على كافة أعضاء الهيئة التنفيذية، البالغ عددهم 120 عضو، يضاف إليهم نواب المجلس الشعبي الوطني وأعضاء مجلس الأمة، إلى جانب أمناء المحافظات. * ويتخوف المعارضون لتشكيلة اللجنة الوطنية، أن تغيب المقاييس الديمقراطية في انتخاب المندوبين الذين سيمثلون القواعد النضالية في المؤتمر، غير أن هذا الخيار يعد في نظر متتبعين لشؤون الأفلان بمثابة خيار حتمي لا يمكن بأي حال من الأحوال للأمين العام للحزب أن يتجاهله، تجنبا لتعالي أصوات قد تشكك في نتائج المؤتمر القادم، وتطعن في شفافية المؤسسات التي ستتمخض عنه، بما يغلق المجال أمام الانقسامات التي ماتزال تلقي بظلالها على الحزب منذ المؤتمر الثامن. * ويحرص بلخادم على أن تكون اللجنة المكلفة بتحضير المؤتمر موالية للقيادة، بما يسمح بالذهاب إلى مؤتمر تكون نتائجه مضمونة مسبقا، تفاديا لوقوع مفاجآت، أو أن بروز أصوات قد تؤثر على مجراه. * ومن المزمع أن تتكفل اللجنة الوطنية التي سيتوسع تمثيلها إلى نواب البرلمان وأعضاء مجلس الأمة، الذين سيلتحقون باللجان الولائية التي سيرأسها أمناء المحافظات، وهو القرار الذي أثار حفيظة الكثير من مناضلي وإطارات الحزب، بحجة عدم شرعية بعض المحافظين، مما ينزع عنهم شرعية قيادة اللجان الولائية، فضلا عن رفضهم بأن تتولى الهيئة التنفيذية تحضير المؤتمر، بالنظر إلى اعتراضهم على بعض أعضائها، لذلك فهم يطالبون بلجنة محصورة العدد، ومستقلة عن المؤسسات القيادية، إلى جانب الاعتراض على رؤساء اللجان الولائية، بحجة مستواهم التعليمي، وعدم خضوعهم إلى الصندوق في تولي مكاتب المحافظات. * ومن المزمع أن تتكفل اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع بإعداد الوثائق، في حين تتولى مكاتب المحافظات بالتنسيق مع القسمات اختيار المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر، وستكون هذه المرحلة الأصعب في كافة مراحل تحضير هذا الموعد الهام، في ظل إصرار الكثير من المناضلين على التقليل من شأنه، بحجة تراكم المشاكل الهيكلية، وإصرار القيادة على المضي قدما نحو المؤتمر، وهو ما اعتبره المعارضون لتشكيلة اللجنة الوطنية بمثابة سياسة الهروب إلى الأمام.