المنتخب الوطني/صورة: الشروق بيّنت النتائج التي سجلها المنتخب الوطني في المرحلة الأولى من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010 بأن الخضر سجلوا تحسنا واضحا على أكثر من صعيد. فزيادة عن التوازن الذي يعرفه المنتخب على مستوى خطوطه الثلاثة، كشفت المباريات الأخيرة بأن المدرب رابح سعدان بات يملك مجموعة قادرة على منافسة أقوى المنتخبات الإفريقية بفضل فرديات لامعة أثبتت جاهزية فائقة وروح قتالية عالية تفوّقت على السينغال وكشفت عيوب بطل إفريقيا ودفنت تماسيح زامبيا في ملعب الموت. * * المرحلة الثانية ... أو الوجه الجديد للخضر * في العاشر أكتوبر من السنة الماضية، تأهّل المنتخب الوطني إلى المرحلة الأخيرة من التصفيات بأعجوبة وبفضل التعادل الذي فرضته غامبيا على السينغال. وبالرغم من الصعوبة التي وجدها "الخضر" في الصعود إلى الدور الأخير، إلا أنهم أبانوا عن تحسن ملحوظ وتجاوزوا بعض المظاهر السلبية التي كانوا يعانون منها. * بعد الدور الأول، تمكّن المنتخب الوطني من تحريك خط هجومه الذي صام عن التهديف لمدة ليست بالقصيرة، فقد عاد المنتخب الوطني إلى الهجوم * وسجّل سبعة أهداف منها ثلاثة أمام السينغال وثلاثة ضد ليبيريا وهدف في مرمى غامبيا. * وتمكن أشبال سعدان من مواصلة دك شباك خصومهم في المباريات الأخيرة بثلاثية في مرمى منتخب مصر وهدفين ضد زامبيا وعلى أرضها. وبلا شك أن"صحوة" المهاجمين لم تأت من عدم، بل هي نتاج عمل كبير أنجز في الخط الأمامي وبفضل فرديات قدمت الإضافة التي كان يبحث عنها المدرب. * * غزال وجبور ومتمور والآخرون * وبدون أدنى شك أن المدرب سعدان وطاقمه المساعد قد وجدوا في تعداد المنتخب الوطني الحالي الوسيلة الأفضل في رفع مستوى الجاهزية والتنافس. * فبالرغم من أن سعدان احتفظ بمجموعة من اللاعبين الذين اعتمد عليهم في كأس أمم إفريقيا 2004 أمثال ڤاواوي وزياني وعنتر يحيى ومنصوري، فإنه استفاد من قدوم غزال وجبور ومتمور وغيرهم. هذا الجمع بين"جيلين" من اللاعبين مكّن المنتخب الوطني امتلاك عدة أوراق رابحة. في الهجوم، جاء التحاق الثنائي غزال وجبور ليدّعم الوزن الهجومي الضروري لصنع الفارق أمام منافسين من حجم مصر والسينغال. وفي عدد قليل من المباريات الرسمية التي اشترك فيها، سجل غزال في مناسبة واحدة أمام مصر، لكنه كان عنصرا نشطا في الهجوم. ونفس الكلام يمكن قوله بالنسبة لرفيق جبور الذي أبان هو الآخر عن ذكاء خارق بالهدف الذي أحرزه في مرمى الفراعنة أو الهدية التي قدّمها لرفيق صايفي ضد زامبيا.أما عودة كريم متمور التي أثير حولها بعض الجدل، فإنه نجح في تقديم إضافة في النشاط الهجومي الذي كان ثقيلا على أكتاف كريم زياني. وفي المقابلتين الأخيرتين، أبان متمور عن نجاعة كبيرة في مساحة واسعة من الجهة التي حاول تغطيتها وتألق في مباراة مصر، فسّجل الهدف الأول الذي بين طريق النصر لزملائه. * * توازن، فعالية وكرة نظيفة * في المباريات الست الأخيرة التي لعبها، أبان المنتخب الوطني عن ملامح تكتيكية فعالة مكّنته من الوقوف بحزم في وجه منتخبات عرفت بالقوة وحسن التنظيم فوق الميدان. * ويبدو واضحا أن المدرب سعدان قد ركز عمله منذ توليه العارضة الفنية على إعادة النظام في الفريق وخاصة في الوسط الذي عرف قبل اليوم بعض الإرتجاجات أثرت سلبا على المردود العام. * اليوم، أصبح المنتخب الوطني أكثر قتالية في الوسط وقد أثبت ذلك في مباراة زامبيا التي لم تكن سهلة على الإطلاق رغم النتيجة الإيجابية المسجلة. ومن أوجه التجديد التي ساهمت بشكل واضح في النتيجتين الإيجابيتين الأخيرتين تنويع اللعب في حالتي الدفاع والهجوم. فقد لاحظنا أن الخروج بالكرة بلغ سرعة غير مسبوقة، وقد تجلى ذلك في لقطة الهدف الثاني أمام منتخب زامبيا التي تحوّلت من حالة دفاع على خط المرمى إلى حالة هجوم معاكس سريع في حدود ثلاث لمسات فقط. كما عمل المنتخب الوطني أمام مصر وحتى زامبيا على التنويع بين اللعب الطويل والقصير لما تتوّفر المساحات وهو ما زعزع خط الدفاع المصري في مناسبتين على الأقل. ومن جانب آخر، لا يمكنا أن نغفل جانبا من أوجه اللعب الجديد للخضر وهو الاستثمار في الكرات الثابتة التي أصبحت عكس المراحل السابقة سلاحا فتاكا في يد"الخضر"، فقد أحرز المنتخب الوطني أربعة أهداف من كرات ثابتة سجل منها زياني وبوڤرة وغزال وعنتر يحيى وساهمت كلها في ارتقاء المنتخب الوطني إلى المستوى الذي يظهر به في هذه الأسابيع.