الثلاثي زياني، يحيى وجبور تعتبر المباراة التي يخوضها المنتخب الوطني غدا الأحد ضد رواندا كبيرة الأهمية لأنها قد تكون مؤهلة لكأس العالم 2010. ولأول مرة في تاريخ التصفيات، يكون المنتخب الوطني مطالبا بتسجيل عدد كبير من الأهداف في حالة انتصار منافسه المباشر منتخب مصر في زامبيا. * * * لا بديل عن الروح الهجومية.. ورواندا ليست للنزهة * وإذا كان المنتخب الوطني قد أبان في المباريات الأربع التي لعبها، وحتى في الدور التصفوي الثاني عن روح هجومية عالية، فإنه في ذات الوقت برهن على تركيز كبير وتحكم في الأعصاب مكنه من التفوق على كل خصومه، وما زلنا نتذكر كيف أن الفريق الوطني قد تلقى هدفا ضد منتخب السينغال، لكن ردة فعله كانت قوية واستطاع تسجيل ثلاثة أهداف في أقل من ربع ساعة. أما ضد مصر، قد أنهى "الخضر" الشوط الأول بالتعادل السلبي، لكنهم عادوا * وسجلوا ثلاثة أهداف متتالية. وحتى أمام زامبيا في مباراة البليدة، انتظر "الخضر" الشوط الثاني لفك العقدة وتسجيل هدف أعطاهم الفوز في مباراة كانت قوية وصعبة في ذات الوقت. * والواقع أن المنتخب الوطني الذي خاض التصفيات، بني أصلا على التوازن الذي يعد الضمان الأول في تركيبة كل فريق، حتى وإن كان المدرب سعدان قد شدّد على توظيف المهاجمين والإبقاء على جاهزيتهم كاملة، خاصة بعد أن استقر على تركيبة الخط الهجومي المكوّن من غزال وجبوروصايفي زيادة عن كريم متمور الذي بات لاعبا أساسيا في خطط الناخب الوطني. * * رواندا بلا هجوم.. ولا يجب الإستهانة بدفاعها * يبقى منتخب رواندا صاحب المرتبة الأخيرة في ترتيب المجموعة الثالثة من الأضعف بحكم أنه يملك نقطة واحدة من أصل أربع مقابلات لعبها لحد الآن. * ولم يتمكن الروانديون من إحراز ولو هدف واحد، وهو ما يدل على أن هجومهم يعاني من عقم كبير. أما الدفاع، فقد بين بأنه رغم النتائج السلبية التي سجلها الفريق، صعب المراس كما أكد ذلك المدرب الوطني رابح سعدان في أكثر من مناسبة. ففي اللقاء الأول الذي لعبه ضد "الخضر" في مارس الماضي، لم يتلق منتخب رواندا أي هدف، ولم ينهزم في اللقاء الثاني أمام زامبيا إلا بهدف يتيم. أما اللقاء الوحيد الذي تلقى فيه أكبر عدد من الأهداف، فكان ضد منتخب مصر لما خسر بثلاثية، وهي الأهداف التي تلقاها كلها في الشوط الثاني، وفي مباراة الأحد القادم، سيعمل منتخب رواندا على توظيف الورقة الدفاعية التي يعتبرها الأفضل بالنسبة له، وبمعنى آخر العمل على تحقيق هدفه الأول وهو الإبقاء على شباكه نظيفة وهي النتيجة التي قد تفتح له أبواب نهائيات كأس الأمم الإفريقية. * * سعدان يحذر من الغرور.. والأهم يبقى الفوز * قبيل المباراة ضد رواندا بساعات، لم يتردد المدرب الوطني رابح سعدان في تحذير لاعبيه من الوقوع في الغرور والإستخفاف بمنتخب رواندا. وبالرغم من أن الحل الوحيد بالنسبة للخضر هو تحرك الخط الهجومي بقوة، إلا أن سعدان أراد عدم الضغط على لاعبيه، وأكد بأن توجيهاته لن تتغير قبل هذه المقابلة بالذات وسيبقى يطالب لاعبيه بالتركيز على طريقة اللعب وروح الفوز التي مكنتهم من ترأس المجموعة الثالثة. وقال سعدان بلهجة قوية بأنه لن يطلب من لاعبيه بالإفراط في الهجوم لأن ذلك سيفقدهم التركيز، وهذا يعني بأنه متأكد من إمكانياتهم كمحترفين ويعرفون كيف يتحكمون في أطوار المباراة. * * رواندا هي الأهم.. ومباراة مصر قد تقلب كل الحسابات * ومهما حاول لاعبو المنتخب الوطني التقليل من أهمية المباراة التي ستجمع مصر وزامبيا يوم السبت القادم، فإنها تبقى مباراة هامة للغاية بالنسبة لمستقبل الخضر في التصفيات. وبدون شك أن عدم فوز المنتخب المصري على زامبيا، سيحرر المنتخب الوطني من ثقل مباراة رواندا، حيث يكفيه الفوز بها ليتأهل مباشرة إلى كأس العالم. ومهما كانت الحسابات والتكهنات، يبقى الأهم هو تحقيق الفوز على رواندا في مباراة مفتوحة على كل الإحتمالات، وهذا ما جعل المدرب الوطني يحذر من الغرور، لكنه بدون شك ما زال يتذكر ما وقع للخضر في 1985 أمام أنغولا لما ظن الجميع بأن المباراة سهلة بعد التعادل الذي أحرزه "الخضر" في لواندا بدون أهداف. واعتمادا على هذه المعطيات، فإن اللاعبين يدركون بأن لكل مباراة معطياتها التي تتحكم فيها، و التساهل قد يكون ثمنه غاليا أمام رواندا أو أي منتخب آخر.