الراحل الكبير فقيد الأمة الإسلامية: الشيخ محمد الغزالي أنا أعتقد يعني وأنا أدرس السنن وأدرس التاريخ أن في حياة الدنيا بقية وأن هناك.. نحن على مطالع فتح إسلامي آخر، وصحوة إسلامية تشبه صحوة الأتراك وقيادتهم الإسلام عندما دخلوا القسطنطينية وحولوا كنيستها الكبرى إلى مسجد جامع. * * * * أنعتقد هذا مش اعتقاد جاء من فراغ لا وإنما من عدة أسباب لعلي سببها الأول قوله تعالى: »هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون« سورة التوبة: 33 . * وبعد ذلك عندي آية من سورة آل عمران وآية في سورة الروم. * آية آل عمران بعد عيسى لما قال للناس: »إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ« سورة آل عمران: 51 . * رفضوا الدعوة إلى توحيد الله «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» (سورة آل عمران:52). * وقال الله لعيسى بعد ذلك: «إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (سورة آل عمران: 55). * من الذين اتبعوه على منهج التوحيد نحن المسلمون، فنحن إلى يوم القيامة سوف نكون سادة الأرض. * ويقول الله تعالى في سورة الروم «وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ» سورة الروم: 55 . * وقال «وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ» سورة الروم: 56 . * هذا الكتاب الذي نكتبه وقامت هذه الجامعة من أجله سيبقى إلى يوم البعث، ومن يعمل للإسلام ولهذا الكتاب ويمشي وراء هذا النبي الخاتم، وتحت هذا العلم علم الحقائق الأساسية الإيمان والسلوك، فلا بد أن ينطبق عليه قوله تعالى: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ» سورة النور: 55. * * لكن كيف ننتصر؟ * فالقوة المعادية للإسلام قوة هائلة جاءت على طول مع الآية: «لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ» سورة النور: 57. * ويؤيد هذا المعنى حديث أحمد بن حنبل في مسنده وهو: (والله ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولن يبقى أهل مدر أو وبر لا يبقى بيت في أهل مدر أو وبر إلا دخل في الإسلام دخولا يعز الله به الحق أو يهزم به الباطل). * كثيرة هي الأحاديث التي تؤكد هذا المعنى. * فأنا عندي الآن ثقى في أن المسلمين الآن يعانون الغربة، ولكننا سننتصر على هذه الغربة ونخرج منها أقوياء. وما الطريق؟ نفس الطريق الأول. * الشيخ محمد عبده قال: (الفساد ينزل من أعلى إلى أدنى، والإصلاح يبدأ من الأدنى إلى الأعلى) وهذا صحيح، لأن هذا خط الأنبياء عليهم السلام. * الأنبياء جاءوا للشعوب أو للجماهير فأصلحوها وصلحت بهم الدنيا بعد ذلك، ومن الذي يصلح الجماهير؟ العلماء المربون الدعاة. * كان أملنا كبير عندما افتتحنا الجامعة هنا أننا سنصنع الكثير للإسلام ولا يزال الأمل قائماً إن شاء الله، ومثمراً إن شاء الله. * لكن أحب أن أقول لكم: أن الأرض ليست سكن لنا وحدنا، المسلمون الآن مليار وسط خمسة مليارات من الخلق فيه مليار شيوعي ماكث في الصين فقط، فكيف بروسيا وأوروبا الشرقية والأحزاب الشيوعية في العالم كله؟ كيف بالصليبية وهي أكثر من مليار هي الأخرى، كيف بكذا وكذا، ستجدون أمامهم عبء كبير أو عليهم عبء كبير، هم يواجهون غربة، لكن كيف ننتصر على هذه الغربة؟ * أنا أعرف أن أعداءنا يخططون لنا ويبيتون لنا، وأنا نظرت فوجدت بعض الناس متشائمة ويبدو محزوناً ويقول: نحن ضعنا، وسمعت الشاعر البدوي (أزدبك) وهو شاعر مُجيد، وقال ما قال وهو يستلهم الهمم في الحقيقة لكنها أبيات سلبية أبيات محزنة، يقول فيها: * * قد استردَّ السبايا كلُّ منهزم * لم تبق في أسرها إلا سبايانا * وما رأيت سياط الظلم دامية * إلا رأيت عليها لحم أسرانا * ولا نموت على حدِّ الظبا أنفاً * حتى لقد خجلت منا منايانا * أبيات كريمة. * قالوا (نانبيبا) استقلت، قلت: سبحان الله نانيبيا تستقل، كل عصابات الأرض تستقل إلا الأمة الإسلامية التي تقاتل إسرائيل الآن، أطفالها أو فتيانها يقاتلون بالحجارة، ناس يستعملون الذرة الآن في (البيوشيم) يعني شيء عجيب. * ولذلك أيها الإخوة لا بد من نهضة علمية نبذل فيها جهوداً قد تستغرق سنين ومالوا، صاحب الرسالة من منكم أعز على الله من صاحب الرسالة؟ مين، يعني لا يجرئ أحد أن يقول: أنا أعز على الله من صاحب الرسالة، ومع ذلك في لحظة من اللحظات كان يقول: (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس). * أنظروا أعز خلق على الله يقول في مناجاته لله (أشكو إليك هواني على الناس) * ولما كان هو وأبو بكر في الغار، وهم داخل الغار فارين من الظلم والظلال »لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا« (سورة التوبة: 40). * من لهم في الأرض غير الله، »لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا«. * أنا لا أخاف البشر أنا أخاف من نفسي، سُئل من عدوك قال: نفسك التي بين جنبيك. * أنا أخاف منها، أنا أخاف أن الفتن تفتننا عن طريقنا، أنا أخاف أن الجهل يغزو عقلي ويضيع العلم، أنا أخاف أن الهوى يسيطر على عزيمتي فأخلد إلى الأرض، هذا الذي أخاف منه، إنما أعطيني القدرة على أن أبقى مستنداً إلى الله، أنا آوي إلى ركن شديد، أعطيني القدرة على أن أبقى مرتبطاً بالوحي هذا النور الذي أمشي في سناه ولا أخاف أن أزيغ أو أن أتحير. * هذا ما ينبغي أن أعرفه. * ولذلك قلت لا بد وهذا أخذته من أساتذتي الذين علموني، وأول رجل أعترف بفضله علي الذي علمني ووضع رباطه في عنقي (حسن البنا) هذا رجلاً علمني، أخذني مرة سكرتيراً دينياً له، فأنا أتعلم ممن سبقوني وأريد أن تتعلموا مني أنا أُنهي إليكم تجاربي وهي تجارب أكثر من سبعين سنة في العالم على ظهر الأرض للإسلام، انتفعوا بهذه التجارب. * اسمعوا: الأمة الإسلامية تأخرت بجدارة، كلمة قاسية لكن هذه هي الحقيقة المرة، والله لا تحسن أن تقود الآخرين لأنها لا تحسن أن تقود نفسها، وكيف تقود نفسها وهي أمة جاهلة متخلفة ضائعة، صلتها بالقرآن صفر وصلتها بالسنة صفر، بل صلتها بالأخلاق العادية صفر. * يعني أنا أنظر إلى غيرنا من اليهود والنصارى والوثنيين فأجد أن الإسلام متهم، وأنا لو أمريكي أو استرالي أقول لك وأين التهمة يا أخي؟ * تقول لي: ولماذا؟ * أقول لك: هو الهنود كانوا هنود، كانوا ثلاثة دول: دولة بنغلادش ودولة اسمها باكستان ودولة اسمها الهند، وهم كانوا هنودا كلهم من خمسين سنة كانوا هنودا كلهم. * الدولة التي ظهرت عبادة البقر في الهند فتقوا الذرة الآن، لا توجد في أرضهم بقعة إلا وهي مزروعة. * واحد قال لي: يوشك أن تتحول الهند إلى دولة من الدول العظمى. * أما باكستان: فما فجرت ذرة إلى الآن، ولا زرعت أرضها. * وأما بنغلادش: فالفيضانات والعواصف والأمطار والبلايا، وهم مش عارفين يعملو حاجة. لأن الأرض التي وطئت أوروبا التي هي بلجيكا وهولندا استطاعت أن تؤدب المحيط في أن تقيم في الأرض الوطية وتقيم جسور، ونحن مش عارفين أن نعمل حاجة، وهذا ينسب إلى الإسلام، هذا التخلف العقلي ينسب للإسلام، ولماذا أنا أذهب بعيداً. * كانت سيناء في أيدي اليهود زرعوا الهاون، سبحان الله، قرية وهي التي دمروها قبل أن ينسحبوا منها، كانت الفواكه تزرع فيها، كان قوم سبأ يعطون العرب سيناء قليلاً ويصدرون الباقي إلى أوروبا، واسترجعنا سيناء وأصبحت في أيدينا الآن، يعني أنت الآن تبحث لها عن سياح لينظروا إلى سيناء بالعملة الصعبة، هذه شغلة الصعاليك شغل الأمة الضائعة، شغل الأمة التي لا تحسن أن تصنع شيئا. * أين أنتم ؟ أنتم كنتم أيام فرنسا تصدرون القمح إلى أوروبا، بسم الله ما شاء الله لما استقليتوا أصبحتم جوعانين، هل الإسلام يفعل هكذا بالناس لا والله الإسلام برئ منها، الإسلام يصنع أمم لها مادة ولها روح، لها قدرة علمية وقدرة خلقية ويوم بدأنا نصنع ونتحرك في العالم بدأ أعداؤنا يضعون لنا الخطط لكي يعرقلوا نهضتنا. * وأنا أستغرب ما وقع في الجزائر لهذه الجامعة، لأني رأيت النهضة الإسلامية في بلاد كثيرة توضع لها خطط خفية كي تنال منها، ولذلك أنا قلت لا لابد أن نتلطف مع بعض لكي نوصي لأنفسنا. * أيها الإخوة: * الجامعة هذه لا بد أن تبقى، ولا بد أن تبقوا فيها حماة للإسلام كتاباً وسنة، ولا بد أن تدوسوا أهواءكم تحت أقدامكم، وأن تجعلوا هذا الهدف هو الذي يوجهكم، لا بد من بقاء الجامعة، لا بد من أن تصلح الجامعة لتؤدي رسالتها. * وقد وضعنا فعلاً لها برامج، وأنتم غير مسؤولين عن تعطل هذه البرامج، ولكن بدأ فعلا الإحساس أن البرامج لا بد أن تبقى، ولا بد أن تأخذ الجامعة طريقها إلى الأمام، ولا بد أن تمنع العوائق التي اعترضتها إلى آخر ما يقال في هذا الموضوع. * لكن نحن نتبع سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. * هناك أمور لا بد أن تذكر: * الأمر الأول: كل شائبة في النية مرفوضة، القلب المشترك لا يقبل الله عليه، ولا يقبل منه إذا لم يكن قلبي كالبوصلة المتجهة إلى هدف واحد فإن الله يتركني لنفسي، وإذا تركني الله لنفسي هلكت، أنا محتاج إلى السداد والتوفيق وهذا لا يكون إلا من الله، وهذا لا يجئني من الله إلا إذا اتجهتُ إليه بقلبي وبذلت جهدي معه، وبالعكس لا بد أن يكون جهدي أكثر من جهد الذين يخدمون الباطل. * وأنا رأيت بنفسي في عواصم كثيرة رأيت آثار مثل ما تقول العرب في كل واد أثر من ثعلبة، وثعلبة هذا قوة خفية تشتغل بخدمة الضلال ووضع العوائق أمام الإسلام في جامعاته، في جماعاته في أساتذته في طلابه في سادته في جماهيره، وأكون أنا مجحف إذا قلت له امنعوا عنا هذا ما عدا ذلك. * أنا كنت وأنا مديراً للمساجد، جائني إمام وقال: ياشيخ ماذا نصنع ماذا نفعل ونحن كل شيء ضدنا، والإذاعة ضدنا ومش عارف إيه ضدنا، قلت له: وأنت ماذا تريد؟ قال: ارجعوا وامنعوا هذا كله. * قلت له: والله أنت مثل دكتور قال لوزير الصحة أنا مش عارف أشتغل لأن الأمراض كثيرة، قال له الوزير: وأنت ماذا تريد؟ قال له: امنعوا الأمراض، قال له وأنت ماذا تعمل إذا نحن منعنا الأمراض، شغلتك أنت إيه؟ أنا شغلتي أن أحارب هذه الأمراض، لا بد أن أبذل جهدي، الجهد الآن علمي. *