نجا من عدة محاولات اغتيال، واُدخل سجن المجانين لعشرة أشهر لرفضه الكف عن نشاطاته.. يقول إنه علماني، ولكن أغلب العلمانيين يكرهونه ويكيدون له.. مواقعه الالكترونية لا تنفك تتعرض لهجومات القراصنة، ومع ذلك فله أكثر من 1200 تسجيل، وحوالي 300 كتاب.. المحيطون به "لا يدرون ما لهم من أموال"، فالثراء الفاحش باد على هيئتهم وسلوكاتهم، لكنهم يقولون إن "كل ما لديهم ليس ملكنا، وإنما هو لله، يجريه الله على أيدينا من أجل الدعوة إليه فقط !!".. بدلته تساوي أكثر من 5 آلاف دولار، لكنه يرتديها مرة أو مرتين، وفقط !! * إلى غاية اليوم، لا يزال الأستاذ يحي هارون الذي اشتهر بنقضه لنظرية التطور (النظرية الداروينية) يتخذ إجراءات أمنية مشددة لكل تحركاته، فهو أحد أهم المطلوبين للموساد الإسرائيلي، ولذراعها في تركيا "منظمة الأرغنكون" حسب تعبيره، حتى أننا مُنعنا من استخدام أجهزتنا من مسجل وآلة التصوير خلال الحوار، واكتفينا بتجهيزات المشرفين على التنظيم. * حين طلبنا لقاء مع المفكر التركي الأستاذ عدنان خوجة، المشهور ب "يحيى هارون"، لم نكن نتصور أن الرد سيكون بتلك السرعة، فلم تمض 3 ساعات، حتى اتصل بنا أحد المقربين منه، يطلب منا، بانكليزية صعبة الفهم، معلومات عن الصحيفة التي نمثلها، ومكان تواجدنا.. وكان الاتفاق أن يكون اللقاء على الساعة التاسعة مساء لذلك اليوم، قرب مدخل جامعة "لاليلي يونيفورسيتي"، في الجانب الأوربي من اسطنبول. * قبل التاسعة بدقيقتين رنّ هاتفي النقال، يؤكد المتصل أنه في مدينة " بيازيت" السياحية، والتي تبعد عن الجامعة بموقف واحد عن طريق "التراموي" يستفسر عني، فكان الاتصال كفيلا بأن يعطيني فكرة عن مدى جدية هذه الجماعة. * المسافة بين مكان الموعد وأستوديو تصوير الحوار تقدر بساعة من الزمن، ذلك أنه كان لزاما علينا أن نقصد الجانب الآسيوي من اسطنبول لأحد المنازل الفاخرة المطلة على نهر البوسفور، النهر الفاصل بين قارتي أوربا وآسيا. * لمّا ولجنا المنزل الذي يحوي على الاستديو، خُيل لنا أننا ندخل إلى أحد المتاحف العريقة، أو قصر أحد السلاطين، فالأرضية مفروشة بأوبار حيوانات قيل لنا أنها مصطادة من القطب الشمالي، أما الحائط الذي يجانب باب الدخول فما هو في حقيقة الأمر إلا "أكواريوم" لأنواع مختلفة من الأسماك !! * في هذا الحوار الذي خص به الشروق أون لاين، نتطرق إلى جوانب من حياة الرجل، كما نحاول أن نناقش بعض أفكاره، خاصة تلك المتعلقة بالعلمانية والمهدي المنتظر والدولة العبرية.. * * لو تتكرمون بإعطائنا لمحة مختصرة عن حياتكم، ودراستكم بصفة عامة؟ * ولدت بأنقرة في 8 فبراير 1956، درست دراسة الابتدائي والمتوسطة والإعدادية في أنقرة كذلك، بعد ذلك في عام 1979، درست الفنون الجميلة واستمرت الدراسة في الفنون الجميلة من 1979 إلى 1983 ، بعد ذلك بدات أدرس الفلسفة في جامعة اسطنبول، وبعدها تفرغت لكتابة الكتب وإلقاء المحاضرات. * * فيما يخص تحولكم من الفنون الجميلة إلى عالم الفلسفة والفكر، هل كنتم متأثرون بشخصية معينة؟ وكيف كان التحول؟ * في ذلك الزمان الذي كنا فيه، كان الماركسيون والذين يؤيدون النظرية الداروينية، هم المهيمنون على هذين التخصصين: الفنون الجميلة من ناحية وعلى الفلسفة من ناحية أخرى وأنا أؤمن أن هناك علاقة وثيقة بين الفنون الجميلة والإسلام، لذلك اخترت هذين التخصصين كي أقوم بالدعوة إلى الله عزّ وجل من خلال هذين المجالين وحتى أوجد للمسلمين مكانة بين الماركسيين في هذين المجالين، لذلك أردت أن أقدم خدمة في هذين المجالين على نحو الخصوص. * * يُلاحظ على دعوتكم استهدافكم للعائلات الثرية هنا بتركيا، أولا هل كل هذا مخطط من قبل يعني إستراتيجية منكم؟ أم أن الأمر كان صدفة؟ و إلى أي مدى تعتقدون أن هكذا منهج سيحدث تغييرا معينا؟ * القرآن الكريم أيضا كان يستهدف الملأ من القوم في أكثر من إشارة إعطى الأهمية إلى الناس الذين هم في مقدمة القوم، وهذا ما فعله سيدنا سليمان، توجه بالدعوة إلى بلقيس وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين. وأعزّ الله عزّ وجل الإسلام بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمن حيث المبدإ استهداف المتقدمين ورؤساء القوم ليس شيئا سيئا، حتى سيدنا أبا بكر، كان من أكثر الناس ثراء في ذلك الزمن، وهذا كان له أثر كبير في الدعوة التي قدمها النبي صلى الله عليه وسلم، فمن حيث المبدإ هو ليس مشكلة أن يستهدف الإنسان الناس الأثرياء أو الناس أصحاب السلطة والمكانة في المجتمع، ولكن في الحقيقة، كيف بدأت المسألة؟ أنا عندما كنت أدرس كان أول أصدقائي من الأثرياء من الناس الكبار في هذا البلد، وكان أصدقاؤه كذلك من الأثرياء وهكذا بدأنا ننفتح على الأثرياء. أنا سعيد بأن الآن علاقتي بالأثرياء كبيرة وأنا راض، وهذا لا يعني أني لا أحب الفقراء ولا أحسن إليهم ولا أعتبرهم أصدقائي، فهم أصدقائي وأحبابي. * * طيب، و كيف أصبحتم أنتم من الأثرياء؟ * أنا لست غنيا في الحقيقة، أنا ليس لدي أي شيء مكتوب باسمي لا في دائرة العقارات وليس عندي حتى حساب في البنك، ولكن كل ما عندي هو تجارة مريحة حتى أنفق على نفسي وأسد بها احتياجاتي، ولكن عندي من معارفي ومن الناس الذين حولي أصدقائي من أغنياء القوم ممن عندهم تجارة داخل البلاد وخارجها، عندهم شركات في كل مكان ولكنهم ليسوا من الناس الذين يحاولون أن يدخروا الأموال في البنوك، ولكنهم من الناس الذين ينفقون ما يكسبون في سبيل الله عز وجل، لذلك أنا لست من أولئك الذين يدّخرون الأموال وليس عندي من المجوهرات في البيت ما أدخره من أموال وليس هناك شيء باسمي. * * لكن، دعني أطرح هذا السؤال، هل سيبقى أبناؤك على علاقة بهؤلاء الأثرياء الذين هم حولك؟ * أنا أعزب ولست متزوجا. * * ولماذا؟؟ !! * ليس عندي وقت للزواج بسبب الجهاد الذي أمارسه. * * يعني تحاولون التشبه بأستاذكم سعيد النورسي؟ * هذا من توصية الأستاذ سعيد النورسي على عدم الزواج، يقول الأستاذ سعيد النورسي، "طلابي الخواص لا يتزوجون، فليقوموا بالدعوة والجهاد في سبيل الله"، أنا طالب صغير، لكن مع ذلك أحب أن آخذ بوصيته. * * ولكن الأستاذ سعيد النورسي كان يتقن العربية جيدا، وحتى في كتاباته كان يعود للمراجع العربية في تفسيره للقرآن، بخلافكم أنتم لا تتقون العربية، كيف توجهون هذه المسألة؟ * أنا حنفي أقلد المذهب ، وأنا أعتمد على كتب التفسير في ذلك، وهناك كتاب تفسير مشهور للأستاذ الكبير "عمر نصوحي بيلمان " وأنا أعتمد على كتابه في فهم القرآن الكريم. * * دعنا ننتقل من عالم الثراء إلى عالم المعاناة التي عانيتموها خلال مسيرتكم، وحسب ما سمعنا عنكم أنتم دخلتم السجن في عصور مختلفة وفي أزمنة مختلفة. أولا: كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟ وهل تغيّر شيء من أفكاركم خلال هذه الفترات المتقطعة من السجون والمعاناة والتعذيب من فترات حكومات مختلفة تركية؟ * المقاومة من حيث المبدإ هي بمعنى الجهاد، تزيد من قوة الجهاد، والجهاد هو بذل الجهد أي كلما قاومت تزداد قوتك في الجهاد،.. بقيت 10 أشهر في مشفى الأمراض العقلية وفي بناء قديم، وكان هذا الزمن زمنا عصيبا المحنة زادت من إيماني بالله عزّ وجل وقوة صلتي بالله تبارك وتعالى. وضعوني تسعة أشهر في حبس انفرادي داخل هذا المشفى، وأثناء الفترة التي كنت فيها في المشفى صار هنالك خلاف بين المجانين، قتل فيه 7 أشخاص، كان يمكن أن يقتلوني أنا في ذلك الوقت.. وكذلك وضعوا لي الكوكايين في طعامي وقد ذهبت إلى الطبيب العدلي وأثبت أن هذا الكوكايين كان عمره في جسمي أقل من عمر الاعتقال وهذا يعني أنه وضع لي أثناء الاحتجاز.. * * ومن الذي كان وراء هذا الاحتجاز؟ من المسؤول عنه؟ * الذي قام بكل هذا هي عصابة "الأرغنكون"، ذراع الموساد بتركيا، ، هم أيضا حاولوا أن يغتالوني 9 مرات بالاغتيال المسلح، أنا أفتخر بهذا، كذلك اتهموني بأنني مارست علاقات جنسية غير مشروعة مع إحدى الفتيات وأثبتت براءتي في المحكمة عن طريق تقديمي فيلمين أحدهما يعرض البيت الذي أنا فيه والبيت الذي أظهروني فيه في الفيلم، وأظهرت لهم أن بيتي يختلف تماما عن ذلك البيت، فنوافذ بيتي تمتد من السقف إلى الأرض وأنا نوافذ ذلك البيت، فهي نوافذ صغيرة من الألمنيوم، وكذلك بيتي سقفه ليس مائلا، وسقف ذلك البيت كان مائلا، فبالتالي أثبت وبرأتني المحكمة من هذه القضية.. في تاريخ الجمهورية كلها لم تكن هنالك شخصية محاربة بقدر ما حاربوني، وهذا شيء أفتخر به. * * وما قصة الثلاث سنوات التي قضيتموها بالسجن؟ لو تحكي لنا هذه الحادثة؟ * أنا وثلاثة من معارفي اتهمونا أننا زعماء عصابة، ولكن المدعي العام رد على ذلك بثلاث نقاط كلها مهمة: الأولى يقول فيها ليس هناك دليل يثبت إدانة المتهمين، الثانية يقول أن هؤلاء المتهمين كانوا قد بُرّئوا في قضايا أخرى اتهموا بها زورا وبهتانا، والثالثة يقول إن الاعتراف المأخوذ من الشهود اُخذ تحت الضغط عليهم ومن غير محام.. المدعي العام قال يجب أن تُبرّأ ساحتهم، ولكن مع ذلك حكموا علينا ب3 سنوات في السجن، والغريب أن الذي اعتقلنا ذلك الوقت هو ضابط في الشرطة، وهو يحاكم اليوم في تكوين "الأرغنكون"، حتى الإعلاميين الذين كانوا يروجون للأباطيل بحقنا يحاكمون اليوم في نفس التهمة.. * * وحاليا هل مازلتم تخافون على أمنكم الشخصي؟ وهل زال الخطر عليكم؟ * أنا مازلت مهددا الآن من قِبلهم، ولكني لا أخاف إلا الله تعالى، لا أحد يمكنه أن يؤذي روحي إلا بعدما أنهي الوظيفة التي أمرني الله بها، وبعدها هو وحده يحاسبني.. المسلم لا يخاف أبدا، وحرام عليه أن يخاف.. هناك موقع للملحدين وضعوا فيه قائمة لأعدائهم في العالم، وكنت أنا الرقم واحد عندهم، وهذا شيء يدعو للفخر.. * * وهل تعتمدون على إجراءات أمنية خلال تنقلاتكم؟ * طبعا، هذا واجب عليّ. * * كيف تنظرون إلى تطور فكركم أنتم الإسلاميين هنا بتركيا خاصة في هذه الألفية الجديدة؟ * في سبعينيات القرن الماضي، كان عدد المؤمنين بالداروينية في تركيا يصل إلى 60 أو 70٪ ، ولكن الآن إذا أردت أن تجري أي دراسة، فإنك ستجد أن 90٪ من الشعب التركي ضد الداروينية، وقد كان لنشاطاتنا وفعاليتنا التي نقوم بها في كل مكان دور كبير في تحقيق مثل هذه النسبة المرتفعة.. الباحثون الأوروبيون يقولون إن الداروينية لا تستطيع أن تقوم لها قائمة من جديد في تركيا، وهم محقون في ذلك، لذلك المتدينون في تركيا يقوون شيئا فشيئا ويزداد إيمانهم شيئا فشيئا، وهناك نخبة من المؤمنين المتدينين في تركيا تزداد سعة دائرتهم شيئا فشيئا.. * * دعنا نناقش بعض الأفكار التي تحملونها، الكثير ينقل عنكم أنكم علماني، ما مدى صحة هذا القول؟ وهل للعلمانية مدارس حتى تتبنوا مدرسة تتوافق مع توجهكم أنتم الذين تتحدثون بالكتاب وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ * كل الأديان التي جاءت، جاء فيها العلمانية، لأن في العلمانية احترام لكل الناس، احترام لغير المتدينين، احترام كبير للنصارى، احترام كبير لليهود، وهذا يجعل هنالك أناس غير قصد للنفاق، لا داعي للنفاق مادام أنك تحترم أفكار الجميع ولذلك فإن العلمانية جيدة في رأيي والإسلام فيه من العلمانية، وهي مأخوذة من الإسلام في رأيي الشخصي. * * لو تشرحون لنا هذا الكلام؟ كيف أخذت العلمانية من الإسلام؟ * العلمانية التي نتحدث عنها يمكن أن تثبت الممارسات الفعلية في الإسلام الكريم، فإذا فرضنا العكس، إذا فرضنا أنه ليس هنالك علماني، هذا يعني أن هناك إكراه في الدين والله عزّ وجل يقول في محكم كتابه "لا إكراه في الدين"، وكذلك إذا قلنا بأننا لن نمارس العلمانية، هذا يعني أن المنافقين سوف يظهرون في المجتمع، فإذا أجبرت الناس على الصلاة والصوم فإن الناس سيقومون بذلك نفاقا وليس إخلاصا، وهناك آية أخرى يقول الله عز وجل، «لكم دينكم ولي دين»، إذن هناك حرية أفكار، هذه هي العلمانية التي أتحدث عنها. * * مسألة النفاق كانت حتى في عصر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ألا تعتقدون بتصوركم هذا أنكم تسعون إلى "خلق" مجتمع مثالي، وهو لن يكون أبدا؟ * القرآن ركز كثيرا على موضوع الإخلاص، وهو شيء مهم جدا، وإذا ما انتهجنا منهج العلمانية، فإن الدواعي بوجود المنافقين سوف تقل كثيرا، ونحن لا نقول أن هناك مجتمعا مثاليا سوف يظهر أمامنا، ولكن نقول على الأقل أننا سنكون قد أنزلنا بعدد المنافقين إلى أقل حدّ يمكن أن يوصل إليه. * * ولكن، ما مدى اعتقادكم بأن المجتمع العربي بصفة عامة والتي تدعون إلى الوحدة معه باستطاعته في خضم المتغيرات الحديثة الآن أن يتبنى هذه الفكرة ويُنافح عنها؟ * عندما يظهر المهدي سوف يتّحد المسلمون تحت قيادته، وعندما يأتي فإنه لن يسفك دما، ولكنه سيوحد المسلمين عن طريق الدعاء والإخلاص والوحدة والدعوة إلى الإيمان، وبالتالي فإن علينا تتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن سوف يقودنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى وإن لم يقم المسلمون ببذل جهد في هذا المجال، فإن قدر هذه الدنيا أن ينزل المهدي وأن يتوحد المسلمون تحت قيادته وأن يجتمعوا تحت رايته. * * قبل أن يأتي المهدي، كيف نتصرف وكيف سنتدبر أحوالنا في هذه الدنيا؟ * يجب أن نسخّر كل جهودنا في سبيل محاربة الفكر الصنمي، فكر الداروينية ونظرية التطور، يجب أن نبذل كل مجهود حتى ندحض مثل هذه الأفكار التي تدعو إلى الكفر بالله عز وجل، كذلك يجب أن ندعو إلى التخلص من النزاع الطائفي، النزاع المذهبي بين المسلمين، يجب أن ندعو إلى الله عز وجل، أن نحسن أوضاع المسلمين عن طريق الدعوة وعن طريق تربيتهم وتنشئتهم على النحو الذي يرضي الله تعالى وهذا سوف يسهّل نزول المهدي، ويسهل مهمتنا التي سنقوم بها. * أما قبل أن يأتي المهدي عليه السلام فليس من الممكن أن يتحد المسلمون والله أعلم، هذا هو قدر الله عزّ وجل، ثم بعد ذلك سوف يأتي إليه المسيح وسوف يتحد المسيحيون مع المسلمين بعد مجيء المسيح بعد أن يؤمنوا بالله تبارك وتعالى وهذا هو القدر الذي قدره الله عز وجل لهذه الدنيا والله تعالى أعلم. * * ولكن ألا يمكن أن ينظر أي ناقد لهذه الفكرة بالمنطق أن يعتبر هذا تعطيلا لجهود الناس في إنشاء وحدة هم يريدونها ويسعون إليها؟ * أنا مثلا لن أيأس من العمل ومازلت أعمل، يكفيك هذا. * * بخصوص الفكرة التي تدعون إليها في الوحدة بين المسلمين، والذي نقل بعض الناس عنكم أنكم تدعون إلى وحدة المسلمين بإمرة الأتراك على الأجناس الأخرى، لكن في ظل الواقع التركي، إلى أي مدى تعتقدون أنه بإمكان الفكرة أن تجسّد على أرض الواقع بالمقارنة مع المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى. * نعم، هم مستعدون، يعني الأتراك مستعدون لريادة المسلمين. * * ريادة المسلمين؟ * يعني أنا رأيت من خلال الناس الذين قابلتهم من مختلف أنحاء العالم يقبلون أن يتحد العالم الإسلامي تحت راية الأتراك وتحت قيادة الأتراك. * * ألا يمكن أن ينظر إليها الأجناس الأخرى غير التركية بأنه منطق عنصري وقومي أكثر منه فكرة يصلح لتجسيدها على أرض الواقع؟ * كيف تكون عنصرية ونحن ندعو أن تكون أرمينية وإسرائيل جزءا من الدولة التركية؟ كيف يمكن أن تكون عنصرية؟ * * بين إسرائيل والعرب، حاجز نفسي، كيف ستخترقون هذا الحاجز؟ * أنا التقيت كثيرا مع إسرائيليين، هم أيضا يريدون أن يتجاوزوا مثل هذا الحاجز الذي تتحدث عنه، يريدون أن يهدموا تلك الحواجز الموجودة بين العرب وإسرائيل ويريدون أن يتخلصوا من الإرهاب ومن كل نوع من أنواع الإرهاب الذي يواجههم. * * دونما الدخول في هذا التفصيل ماذا يقصدون بالإرهاب، هل هو المقاومة الفلسطينية يسمونها إرهابا أو يقصدون شيئا آخر، لا يهمنا وليس محور حديثنا. لكن، هل تعتقدون أن استعمال الأتراك لورقة إسرائيل للتسويق لأنفسهم، أن هذا يتنافى قليلا مع مبادئ يتبناها الكثير من المسلمين؟ وهل ما قام على خطأ يمكن أن يصير صحيحا بالتقادم؟ * اليهود والفلسطينيون كلهم من سيدنا إبراهيم، اليهود والفلسطينيون كلهم كانوا هناك في تلك الأرض، وحتى اليهود عندهم أصول بتلك المنطقة، وكانوا يعيشون في القديم هناك، واليهودية هو دين إسلامي قديم ولكنه حُرّف، ونحن نعترف بتحريفه والقرآن الكريم أكد أنه محرّف، نحن نقول إن لم يعتقد اليهود بمبادئ الإسلام، فإنهم قد يعتقدون بها في المستقبل. فإن معيشتهم هناك بسبب وجودهم في التاريخ في تلك المنطقة هو شيء معقول، حتى أن تكوينهم لدولة هناك شيء معقول، ولكن المهم ألا يعتدوا على المسلمين، المهم أن يقوموا بما يقتضيه عليهم لكونهم من أهل الكتاب.. النصارى كذلك من أهل الكتاب، واليهود كذلك من أهل الكتاب.. لذلك فليقوموا بما يمليه عليهم الكتاب، نحن أمرنا القرآن الكريم وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال التعامل مع أهل الكتاب أن نحسن إليهم وأن نتعامل معهم على نحو طيب. * * قد يُرى لمثل هذه التصريحات أنها مجاراة للدستور التركي ليس إلا؟ * أهل الكتاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعيشون في الحرية ونحن نريد أن يعيش أهل الكتاب في حرية وتسامح. * * شخصية بحجمكم أكيد تريد أن تستوعب المتغيرات الدولية الحاصلة في العالم، كيف تنظرون أنتم كأحد الشخصيات المهمة في تركيا إلى فوز أوباما في الرئاسيات الأمريكية. الأخيرة؟ * نحن كمسلمين يجب أن نقبل العون والمدد من الله تبارك الله وتعالى فقط، وليس من أوباما، ويجب أن نعول على الخير وتنتظر الخير من الله سبحانه وتعالى وليس على أي إنسان آخر، ونحن نتمنى أن يكون فوزه خيرا لنا وخير لحياتنا ورفاها عليهم وسلام، ولكن أؤكد أن العون يكون من الله والخير يجب أن ينتظر منه، ونحن عندما يأتي المهدي مع السيد المسيح سوف تتحقق لنا الفرحة الكبرى وسوف نعيش العرس الكبير وعندها إن شاء الله سوف يتحقق الخير ويسود الحب والسلام. * * إذا ما تكلمنا عن الواقع وليس على الأماني، هل تعتقدون أن السياسة الأمريكية الخارجية في العراق أو أفغانستان ستتغير؟ * أنا أعتقد أن هذه السياسة الخارجية سواء كانت في أفغانستان أو في العراق، ستتغير لا لفوز أوباما، ولكن بسبب الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تُعاني منها أمريكا.. أوباما ليس شخصا مستقلا، هناك دول خفية هي التي تُحضر حكومة وتنزع أخرى، فبعد أن أحضرت لنا بوش، ها هي اليوم تُحضر لنا أوباما، وهو مكلف بأن يقوم بما يُملى عليه. * * دعنا نعد إليكم، أنتم مجموعة من الطبقة البرجوازية، ولكم من الاستثمارات في هذه الدولة وغيرها من بلدان العالم الشيء الكثير، إلى أي مدى تساهمون في تسويق صورة بلدكم تركيا؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون بزنس؟ * إنشاء الوحدة بين المسلمين تحت راية "تركستان"، الدولة التي ستوحّد المسلمين، هو هدف حقيقي من أهدافنا، فنحن نحمل هذه الفكرة إلى كل مكان من العالم، فكل أصدقائنا الذين يذهبون للاستثمار يحملون ثلاثة أهداف: أولها التجارة، والثانية الدعوة، والثالثة أن يحققوا هذا الهدف الذي يحملونه في صدورهم.. * * دعني أطرح عليك بعض الأسئلة الخفيفة، كم سعر البذلة التي تيرتديها؟ * (يضحك) أنا لا أعرف كم سعرها، ولكنها ثمينة. * * واللون الذي تلبسه هو من اختيارك ام من اختيار جماعتك؟ * عادة انا من يختاره. * * وما هو اللون المفضل؟ * الأخضر * * وهل أنتم من يختار أكلاته؟ وهل تتبعون نظاما معينا فيها؟ * أنا من يختار طعامي، بل كثيرا ما أعطي بعض التوجيهات في فنون الطهي. * * وما الأكلة التي تفضلونها؟ * أجد الكباب لذيذا جدا وأنصح به. *