مبعوث الشروق إلى إيطاليا في صورة رفقة بعض أفراد جاليتنا هناك لدينا حقوق مع الإيطاليين بينما حقوقنا في الجزائر ضائعة الوزراء يتذكروننا في المواعيد الانتخابية فقط * * * مطالب عاجلة: نقل الجثامين، تحويل التقاعد وخط بحري مباشر * * ركزت الجالية الجزائرية بشمال إيطاليا، والتي التقتها «الشروق اليومي» بمسجد بريشيا، ثاني ولاية بمنطقة الشمال بعد ميلانو، على ثلاث نقاط رئيسية تشكل أولويات اهتماماتها الراهنة، وهي تحويل التقاعد إلى الجزائر وكذا نقل جثامين الأموات وتخصيص خط بحري مباشر نحو الجزائر العاصمة انطلاقا من مدينة جينوفا التي تبعد حوالي 300 كلم من ميلانو، بغية إنعاش الفعل السياحي وتسهيل تنقل المغتربين، خصوصا في فترات الصيف التي تتزامن مع عودة المهاجرين للوطن الأصل. * أكد العديد ممن التقيناهم ببريشيا الإيطالية أنهم يشعرون بتهميش تجاههم من قبل وزير التضامن والأسرة والجالية بالخارج، جمال ولد عباس، وانتقدوا تركيز حديثه في آخر ظهور له في منتدى التلفزيون، على الجالية الجزائريةبفرنسا وعدد من الدول دون ذكر الجالية بإيطاليا، وهو ما دفعهم للقول بأن زيارة »الشروق« لهم شكلت أهمية كبيرة لنقل انشغالاتهم، مضيفين أن قضية تخفيض التذاكر بنسبة 50 بالمائة لم تتجسد ميدانيا، على حد تعبيرهم. * وأجمع المهاجرون الجزائريون بإيطاليا أن الجالية بحاجة إلى السلطات الجزائرية والإعلام من أجل خلق أواصر التواصل، معتبرين أن كدح ومسعى المهاجرين يفترض أن يكلل بالإسهام في دعم الجزائر من خلال تحويل الأموال باتجاه البنوك الجزائرية، حيث أفاد محدثونا افتقاد فروع بنكية بإيطاليا، تساعدهم في عمليات تحويل وصرف الأموال من العملة الصعبة إلى العملة الوطنية والعكس، وكذا تسهيل عمليات منح القروض المختلفة، وقالوا إنهم محرومون من كل الحقوق. * * لدينا حقوق مع الإيطاليين وليس لدينا حقوق في الجزائر * يقول حسين المقيم بإيطاليا، منذ 20 سنة، وبحرقة كبيرة «سمعت أنه ليس لدينا مكانة مقارنة بباقي الجزائريين المقيمين بالخارج»، متسائلا: «لماذا تهمشنا السلطات والحكومة الجزائرية بإمكانها وضع المستحيل بالاستفادة من خدماتنا»، مضيفا: »نريد رؤوسنا مرفوعة حقيقة بالحقوق وليس كلاما فقط«، وركز على قضية تحويل التقاعد، حيث قال: »نريد أن تتبعنا رواتبنا للجزائر، لماذا المغتربون في فرنسا لهم حقوق ونحن لا«، معتبرا أنه »إذا ما حدث لنا حادث لا قدر الله يضيع أبناؤنا، نريد أن يعتنى بالجزائريين في كل بلد«. * أما عن قضية التنقل نحو الجزائر، خلال فترات زيارة الأهل التي عادة ما تكون في فصل الصيف، وما يواكبه من حركية حقيقية تستفيد منها في الغالب شركة بحرية تونسية، خلال اختيار السفر مباشرة من إيطاليا دون المرور عبر الأراضي الفرنسية وصولا لميناء مرسيليا، فأوضح حسين أنهم يتطلعون لإنشاء خط بحري مباشر لنقل المسافرين انطلاقا من مدينة جينوفا الإيطالية، على غرار الخط البحري التجاري الرابط إيطاليا بالجزائر انطلاقا من نفس الميناء، مضيفا «الأموال التي ندفعها لشركة تونسية نريد أن ندفعها لشركة جزائرية»، حيث يتعب أفراد الجالية الجزائرية خلال السفرية التي تتم برّا من شمال إيطاليا نحو ميناء مرسيليا لدفع 2600 أورو بالباخرة أو الاستسلام لأمر الواقع بمنح أموالهم لفائدة شركة نقل بحرية تونسية وهو الأمر الذي يتم عادة. * من جهة ثانية، تطرق عبد العزيز لموضوع حساس يخص من يوافيهم أجلهم من المهاجرين الجزائريين بإيطاليا، موضحا أن هناك حالات وفيات سجلت عقبها صعوبة نقل الجثامين لارتفاع التكاليف المقدرة ب2700 أورو، وأفاد أنه »لولا جمع الأموال من قبل المغتربين لتعفنت جثثهم«، وحمّل القنصلية الأمر، وقال إنها لا تكترث بالأمر. * * الوزراء يتذكروننا في المواعيد الانتخابية فقط * أما الشاب شفيق، من الرغاية، والمقيم ببرشيا منذ 16 سنة، قال إنه أبلغ وزير الصيد البحري، إسماعيل ميمون، بانشغالاتهم لتسليم رسالة للسلطات بالأخص قضية التقاعد، ووعدهم ميمون حينها بإبلاغ الأمر لوزير العمل، وأكد شفيق أن نقل الجثامين يتطلب 2700 أورو. واستنكر المتحدث كلام وزير التضامن والأسرة والجالية بالخارج في تدخله بمنتدى التلفزيون، والذي محتواه جدوى الفائدة التي قدمها المهاجرون بفرنسا للجزائر، وأضاف: »نحن هربنا من الجزائر لأسباب انعدام العمل ولو توفر العمل كلنا سيعود بالفرح والسرور، لقد تركنا الأولياء، الأهل والأولاد، والحراقة يأتون هنا لانعدام العمل وولد عباس يقول إنه يقدم القروض المصغرة، لمن؟ لأصحاب المعرفة فقط«، وأفاد شفيق بأن المسؤولين »يزوروننا إلا في الانتخابات ولما فاز الرئيس لم نرَ أحدا، أما مهمة القنصلية فتقتصر على استخراج بطاقة التعريف، رخصة السياقة، جوازات السفر غير ذلك لا دور، ولا يهمها تحسين صورة الجزائر في إيطاليا«. * وأكد شفيق بأنه طرح ثلاثة أسئلة تخص الجالية على وزير الصيد البحري، إسماعيل ميمون، الأول يتعلق بترحيل الأموات والثاني التقاعد والثالث النقل على متن الباخرة انطلاقا من ميناء جينوفا، واستنكر المعني تأخر إجراءات تخفيض التذاكر التي تحدث عنها وزير التضامن، حيث قال شفيق "تخفيض التذاكر مهزلة انتخابات لم نره في الواقع، يقولون إن تذكرة خفضت 50 بالمائة وتقديم طلب خطي للقنصلية، لكن هنا بإيطاليا وببريشيا لم يفتك أحد هاته التذكرة". * واعتبر المتحدث أن علاقات السلطات الجزائرية جيدة مع السلطات الإيطالية، ويمكنهم معالجة مشكل التقاعد بنقله بشكل آلي، مضيفا: »أرجو من وزير العمل معالجة المشكل«، مستغربا تصريحات ولد عباس بأنه »عند الوصول نستقبل بالورود وهو حديث لم نره في الواقع وأحيانا مجرد العراقيل فقط«. * وذكر الشاب إلياس، المقيم ببريشيا منذ أكثر من 15 سنة، النقطة الخاصة بالترحيل النهائي، موضحا أن القنصلية كانت سابقا في قضية الترحيل النهائي التام إلى الجزائر، تطلب دفع 30 ألف أورو، دون دفع أوراق الإقامة وحاليا يجب دفع جميع الوثائق، وضمان التقاعد يتطلب العمل 20 سنة أو أكثر، مؤكدا أن معظم الجزائريين يريدون العودة عقب الأزمة المالية العالمية، غير أن فترة العمل التي لديهم بإيطاليا تتراوح ما بين11 إلى 15 سنة. * * أصحاب كفاءات علمية ومغتربون يقولون: نحن مهجّرون ولسنا مهاجرين * أما الشاب حسين، مختص في الميكانيك، فيقول »نفتخر بوطنيتنا ونتمنّى من اللقاء أن يكون فأل خير ونشكر الشروق على ذلك«، غير أنه لام المسؤولين من وجهة نظره، قائلا: »يهتمون بزيدان الذي قدم كأس العالم لفرنسا وليس للجزائر، والذي مات على الجزائر وقتلته فرنسا، نحن جزائريين حتى الموت«. * ويشاطر هواري من مدينة وهران، المتواجد بإيطاليا منذ 13 سنة، وهو تقني سامي في الميكانيك، من أرجعوا سبب هجرتهم لانعدام مناصب شغل بالجزائر خاصة في سنوات التسعينيات، »قدمنا لانعدام الشغل ومعي شخص مختص في النووي هنا بشمال إيطاليا ونتأثر كثيرا لاستغراب الإيطاليين وجود ضمن المغتربين أصحاب كفاءات علمية"، وأفاد هواري أنه يتطلع ليكون ربّ عمل، في اختصاص الدهن، لكن أرباب عمل بوهران قالوا له "يجب أن تكون كتافك عراض"، وقد أودع ملفا لفتح ورشة إصلاح المضخات بوهران لكن الملف لم يعالج لحد الساعة"، على حد قوله، قبل أن يضيف »نأمل من الرئيس فتح المجال للمهاجرين وأن يطبق المسؤولون ما يريده الرئيس". * عمار من خنشلة، تفني سامي في البناءات المعدنية، حاصل على دبلوم سنة 1993، مغترب لمدة 16 سنة وأب لثلاثة أطفال، يروي لنا قصته مع الاغتراب، قائلا: "عندما يئست في العمل فتحت محل مدة 6 أشهر بالجزائر ولم أفلح، وقدمت لإيطاليا وعملت في كل الميادين ونمت على الكارطون والأماكن المهجورة وتحسنت بعدها الأحوال وعملت في مصنع للأحذية لمدة 6 سنوات والآن اشتغل في مهنه اللوالب لمدة 9 سنوات، وسأغادر في هذا الشهر نهائيا وسأعود للوطن بعدما أنجزت مسكنا من عرق جبيني ولم أتلق ولو سنتيما واحدا من الدولة". * كمال دلال مقيم بإيطاليا، منذ أكثر من 13 سنة، يقول "وزير يتحدث عن نقل الموتى ويقول يجب تحضير الأموال وكيف من يشتغل 40 سنة هذا عار، وإذا كان ممثلا للجالية فعليه النظر في مشاكل الجالية". * * المهاجرون يرغبون في العودة وتدريس أبنائهم بالجزائر * وبلهجة المتأثر، يرى عبد الناصر من العاصمة، بأن الجالية ليست مسموعة في إيطاليا »لماذا لا يزورنا ممثل التلفزيون ونشكر الشروق على الحضور«، وقال إبن مدينته الشاب عبد القادر »أخاطب وزير التضامن وأدعوه للقيام بدوره المنوط ونؤكد أننا مهجّرين وليس مهاجرين، وفي التسعينيات، لم يكن لدينا سوى الالتحاق بالجيش أو الشرطة أو مغادرة الوطن«، ويضيف: »يقول الوزير ما ذا قدم المهاجرون، ولكن ماذا قدم الوزير للمهاجرين المسجلين بإيطاليا هم حوالي 20 ألف جزائري كعدد تقريبي، والوزير يجب أن يعترف بأنهم كادحين ويا ريت يعرف ماذا قدمنا«. ويؤكد عبد القادر: "المهم لدينا هو التقاعد والجالية مشكلتها أنها مهمشة من السلطات ومن بعضها البعض، كل دول ليها ممثل إلا الدولة الجزائرية، مشكلتنا غياب ممثل عنا يدافع عن قضايانا". * ساعد دراجي، يعبّر عن التخوف من حالات نزع الأعضاء بالخصوص ممن توفوا ويبقون لأكثر من أسبوع، مضيفا أن آخر دولة هي تونس تدفع عن جثامين رعاياها، مشيرا إلى الخطر الذي يداهم الجالية بإيطاليا، من قبل رابطة الشمال العنصرية حيث قال: »يلفقون لك أي تهمة ويزجون بك في السجون وعليه نريد تدخل السلطات الجزائرية لدى السلطات الإيطالية لفك أسر رعاياها«. * وكشف رضوان، من الجزائر العاصمة، رغبة الكثيرين في أن يدرس أبناءهم بالجزائر، موضحا »وضعت طلب سكن ولم استفد، أريد أن يدرس أبنائي بالجزائر. نزلت، في أوت الماضي، وقبل ملفي ولم أتلق أي رد من قبل وكالة »عدل« وأبي يتردد على الوكالة يوميا، هنا في أوروبا يدعمونك لتشتري والجزائر لا«. * وعن قضية تكتل الجزائريين، يؤكد فريد قندوز، من براقي بالعاصمة رفقة جزائري آخر وهما عضوان في مجلس إدارة مسجد بريشيا ممثلين عن الجزائريين، أن لديهم صعوبات في إقناع الجزائريين بالالتزام بعمليات الانخراط في جمعية المسجد، من أجل ضمان حق التصويت لضمان رئاسة جمعية المسجد، حيث يترأس الجمعية أمين المغربي، ونائبه الأول شاب آخر تونسي، فيما يؤمّ المصلين شاب من اليمن. *