جانب من حفل زفاف اليتامى والفقراء/تصوير: علاء الدين.ب انتهازيون كادوا أن يعصفوا بفرحة الأجواء الاحتفالية احتفلت أول أمس عشرات الفتيات اليتيمات والمعوزات بليلة زفافهن ضمن حفل بهيج احتضنه فندق الرياض بسيدي فرج. * * وفاء بالالتزامات التي قطعتها جمعية إحسان بمساهمة من جريدة "الشروق اليومي" وجمعية النساء الدبلوماسيين في الجزائر في المبادرة التي طرحتها هذه الأطراف قبل ما يناهز الشهرين والمتعلقة بالأساس بالتكفل بجهاز العروس وتسريحة العروس والحمام على أن تتوسع الهدايا إلى أكثر من ذلك إن أوفت المؤسسات التي أبدت نيتها في المساعدة بوعودها في الآجال اللازمة، وهو ما لم يتحقق إلى غاية الأمس بالنسبة للأغلبية وأثار انزعاج الكثيرين الذين كادوا أن يحدثوا الفوضى لولا الحكمة والتعقل. * وقد عبرت العديد من الفتيات اللواتي كان لهن الحظ في الاستفادة من المبادرة وقبولهن ضمن القوائم النهائية عن عميق سعادتهن بهذه الالتفاتة التي تأتي، كما قلن في تصريح للشروق، لتخفف عنهن جانبا من الأعباء التي تثقل كاهلهن وفي هذا الشأن تقول الفتاة "ب. آمال" من بلدية القبة "أعجبت كثيرا بما حظيت به من رعاية فقد توجهنا أول أمس إلى الحمام في أجواء حميمية رائعة على وقع الزغاريد والتقدام والحنة والشموع شاركتنا الفرحة عضوات من الجمعية وزوجات دبلوماسيين بالجزائر، حقيقة المشهد كان رائعا جدا وأتمنى أن تستفيد منه فتيات أخريات خلال السنوات القادمة وأدعوا لكل من ساهم في المبادرة بالخير فعلا لقد حجوا في بلادنا قبل أن يذهبوا إلى البقاع المقدسة". * أما "أ. ع" البالغة من العمر 21 سنة من بلدية براقي فتقول انها وزوجها على قدر الحال وسمعا بالمبادرة عن طريق وسائل الاعلام فتمنيا كثيرا أن يسعفهما الحظ في الاستفادة منها على اعتبار أنها ستساهم في تجنيبهما مصاريف كثيرة يمكنهما توظيفها في مسائل أهم من ذلك، وعبرت المعنية عن غبطتها بالاجواء الاحتفالية التي سادت الحفل. * والامر لا يختلف كثيرا بالنسبة للفتاة "م. خ" 23 سنة من منطقة بوڤرة بولاية البليدة، يتيمة الاب والام، حيث قالت "لا أجد ما أعبر به ولم أتخيل أبدا أن نحظى بعناية مماثلة وتكون إطلالتنا في أجمل ليلة عمر بهذا الشكل وتشاركنا ذلك مختلف الفئات الاجتماعية من دبلوماسيات وإعلام وممثلين عن الوزارات، وأنصح كل فتاة بأن تقدم على الخطوة الأولى وألا تخاف أو تتردد إن طرق المكتوب بابها وتلقي بحملها على الله الذي سيسخر لها بالتأكيد المحسنين ويفتح أمامها كل الآفاق، وفي الأخير يبقى الهناء والسعادة أهم شيء لا يزول بزوال الماديات". * وعلى أنغام وإيقاعات الموسيقى والأغاني التي صدحت بها طوال الحفل كل من المطربة قوسم والمطربة ظريفة رقص كثير من الحاضرين والعرائس رافقتهم خلال ذلك زغاريد تتعالى بين الفينة والأخرى من حناجر عائلاتهن وحتى بعض زوجات الدبلوماسيين اللواتي اعتبرنها بمثابة هدية مميزة منهن إلى كل عروس. * * عرسان منعوا من الدخول ومشاركة زوجاتهم الفرحة.. والوعود تبخرت * عبّر العديد من الأزواج الذين رافقوا زوجاتهم إلى فندق الرياض لحضور حفل الزفاف عن عميق تأسفهم لما لاقوه من سوء المعاملة بعد مطالبتهم المنظمين بالوفاء بالوعود التي التزموا بها حيالهم حيث قالوا "لقد تم استغلالنا والتسول باسمنا.. لقد منعنا من الدخول إلى القاعة وأجبرونا على البقاء في قاعة الانتظار دون أكل أو شرب وحتى مصاريف التنقل تحملناها لوحدنا.. فعلا لقد بزنسوا بنا"، يقول احدهم، محملين السيد مصطفى تواتي منتج بإذاعة البهجة مسؤولية الإخلال بالوعود التي مناهم بها على غرار الأجهزة الالكترومنزلية »وحتى بدلة العرس لم يستطع توفيرها لنا وتركنا مبهدلين في ليلة زفافنا«. واستنكر هؤلاء منعهم من الدخول إلى قاعة الاحتفال في حين سمح لأجانب لا علاقة لهم بالعرس بالدخول والرقص إلى جانب النساء وهي الاتهامات التي دحضها المتهم، موضحا أن الجهة المتبرعة بالبدلات تأخرت في تقديم ما التزمت به وكل واحد سيأخذ نصيبه آجلا أو عاجلا. * وحسب ما استقيناه من تصريحات المعنيين، فإن أغلبهم برزت أسماؤهم في قوائم تعود إلى السنة الماضية عندما بادر المنتج بمشروع لم يكتب له الاستمرار ليعاود المعني الاتصال بهم منذ حوالي شهرين وإخبارهم بأنهم سيستفيدون من هدايا عديدة ومميزة هذه المرة ضمن المبادرة التي أطلقتها الجمعية، غير أن هذه الأخيرة وعلى لسان رئيستها أكدت أن مبادرتها تتعلق بجهاز العروس رفقة جريدة الشروق وجمعية "أفدا"، وهو ما أوفت به على أكمل وجه حيث قدمت جهازا شهد كل من رآه بأنه من أجود ما يعرض في السوق الجزائرية وكل ما عدا ذلك يتجاوزها، معتبرة ما حدث سوء فهم بعد أن التزم بعض الوسطاء والشركات بتقديم هدايا دون تحديد المدة الزمنية لذلك، وبما أن القاعة التي استطاعت حجزها كانت بهذا التاريخ لم تستطع تأجيل العرس إلى ابعد من ذلك بعد تأجيلين مماثلين سيما، وأنه ينتظرها نشاطات أخرى كثيرة لشهر رمضان واعدة جميع من يبرز اسمه في القائمة بالحصول على حقوقهم متى ما أوفت الشركات بالتزاماتها. * وحسب ما علمته الشروق أمس من بعض الأزواج، فقد انتظروا لساعة متأخرة أول أمس أمام الفندق دون أن تقدم لهم هداياهم قبل يتم استدعاؤهم صباح أمس من أجل الحصول على بدلاتهم وكذا أجهزة التلفزيون في انتظار بقية الهدايا. * وفي خضم هذه الفوضى التي كادت أن تعصف بفرحة الزواج الجماعي، حاول بعض الانتهازيين استغلال الفرصة للاستفادة من المبادرة الخيرية دون أن تتوفر فيه الشروط اللازمة وهو ما أدى بهم محاولة خلق الفوضى والبلبلة بعد اكتشاف أمرهم وإقصائهم من القوائم في اللحظات الاخيرة. * * رئيسة جمعية أفدا بولفاك خديجة: "المهم هو السعادة الدائمة" * قالت رئيسة أفدا أن كل ما تم إنجازه جيد للغاية فهو ليس كثيرا ولا قليلا والتقاليد الجزائرية رمزية ورائعة يجب الحفاظ عليها شريطة أن يكون ذلك حسب ما نستطيعه وألا نغالي في الأمور فأساس العلاقة الزوجية هي السعادة الدائمة التي نتمناها لجميع العرسان اليوم والفضل في كل ما نقدمه من مساعدات يرجع إلى سخاء الشركات الجزائرية. * * ممثلة المجموعة العربية ب"أفدا" تشارك في اقتناء جهاز العروس * أعربت السيدة نور سنوسي زوجة دبلوماسي من سفارة تونس وممثلة المجموعة العربية في جمعية النساء الدبلوماسيات العرب عن عميق سعادتها بمساعدة فتيات جزائريا معوّزات والمساهمة في رسم البسمة على وجوههن وهي التي شاركت كما علمناه في شراء جهاز العروس قطعة قطعة وتحدثت السيدة والدموع في عينيها على ضرورة التكافل الاجتماعي فيما بيننا فلا يوجد أحسن من مساعدة إنسان يتيم أو فقير. * * ممثلة تونس: "أحس وكأنني في بلدي حقا" * أكدت السيدة "نو" أنها عملت في العديد من الدول على غرار إيطاليا وفرنسا وغيرها إلا أن الجزائر أحب تلك الدول إلى قلبها وهي تحس أنها فعلا جزائرية بكل ما يعنيه ذلك من معاني "فأنا لا أشعر بالغربة وأحس كأنني في بلادي حقا ووسط أهلي". * * عرس الفقراء يحضره الأغنياء * مفارقة قلّ ما تحدث، استطاع العرس الجماعي تحقيقها فعرس الفقراء الذين لم يحلموا أبدا أن يتلقوا تهانيهم من الدبلوماسيين والأغنياء بهذا المجتمع حضره الجميع وابتهجوا إلى جانبهم بمشاركتهم فرحة أجمل ليلة عمر.