أسدل الستار ظهيرة الأحد الماضي على كأس القارات لكرة القدم التي استضافتها دولة جنوب إفريقيا، وتوّج البرازيل بطلا جديدا لها بعد أن تفوّق على الولاياتالمتحدةالأمريكية بثلاثة أهداف مقابل هدفين. * وبلا شك أن كل المشاركين من وفود وصحفيين ومتفرجين قد غادروا بلد نيلسون مانديلا بمجموعة من الأفكار والانطباعات تدور كلها حول سؤال واحد وهو: هل تنجح جنوب إفريقيا في تنظيم كأس العالم في جوان القادم؟ * * الأمن هاجس المنظمين الأعظم * كأس القارات التي جرت بأربع مدن جنوب إفريقية (جوهانسبورغ، بلوم فونتاين، برتوريا وروستانبورغ) كانت بالنسبة للمنظمين بمثابة اختبار لقدرات جنوب إفريقيا التنظيمية والأمنية بالدرجة الأولى. اللجنة المنظمة التي وضعتها "الفيفا" على المحك حاولت توظيف كل الإمكانات المادية والبشرية لإعطاء الصورة الأفضل عن جنوب إفريقيا وبالتالي التصدي لكل الشائعات والاتهامات التي قالت بأن مونديال 2010 لن يجري بجنوب القارة. ثمانية آلاف شرطي منتشرون في المدن الأربع التي استضافت كأس القارات حوّلوا المشهد إلى ثكنة عملاقة، كما علق على ذلك أحد المشجعين وهو ما يضفي مسحة من الخوف والشك حول ابتهاج الجماهير بكأس العالم. ومن المنتظر أن يرتفع عدد قوى الأمن إلى 41000 عنصر خلال مباريات كأس العالم المقبلة. * وفي نفس السياق، يقول المتوّجسون من مشكل الأمن في جنوب إفريقيا بالنسبة للمونديال المقبل بأن الوضع لا يبعث على الارتياح. فدولة جنوب إفريقيا معروفة بارتفاع حالات الإجرام بالكثير من مدنها، * وتقول بعض الإحصائيات الرسمية بأن نسبة انعدام الأمن جد مرتفعة، فيما بلغت نسبة الفقر بين المواطنين مستوى عالي حيث يعيش 43 بالمائة منهم على دولارين يوميا. * * الشكوك تكبر.. وبلاتير في حالة الهجوم * بعد الملاحظات التي سجّلت في كأس القارات والمشاكل التي عرفتها المنتخبات المشاركة والصحفيين والمشجعين، لم يتردد الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في القول عبر العديد من القنوات بأن دولة جنوب إفريقيا ستكون حاضرة شهر جوان لاستضافة كأس العالم ملمحة إلى أن كل الشائعات التي أطلقت في هذه المرحلة بالذات لن تؤثر على عزيمة لجنة التنظيم التي - حسبها- تقوم بعمل جبار. * وكذبت"الفيفا" أن تكون قد سجّلت ملاحظات بخصوص النقل والملاعب وإجراءات الاستقبال، بالرغم من اعترافها بأن عملا كبيرا ما زال ينتظر المنظمين خاصة على مستوى الوسيلة الأولى لنقل المتفرجين من الأحياء الشعبية لجوهانسبورغ نحو ملعب"بارك" والذي ما زال خارج الخدمة. * وقبل أقل من سنة من انطلاق مسابقة كأس العالم لكرة القدم، تؤكد مصالح الإتحاد الدولي بأن داني جوردان رئيس لجنة التنظيم التزم مجددا بأن جنوب إفريقيا ستضمن أمن ربع مليون زائر سيتوافدون على المدن المحتضنة للمباريات وذلك بتجنيد ما لا يقل عن 41000 رجل أمن و50000 متطوع. * وحتى وإن كان رئيس الإتحاد الدولي جوزيف بلاتير يدرك بأن بعض الصعوبات ما زالت تواجه المنظمين، إلا أنه كواحد من مهندسي مبدأ "كأس العالم في القارة السوداء" ما زال يؤمن بأن دولة جنوب إفريقيا بصفتها القوة الاقتصادية الأولى في إفريقيا قادرة على رفع هذا التحدي الكبير، كما يرفض المسؤول الأول في"الفيفا" فكرة تحويل مكان إقامة كأس العالم 2010 إلى دولة أخرى لأنه كما قال قد جدّد الثقة في الأفارقة ولا يمكنه بأي حال من الأحوال نكث الوعد الذي قطعه على نفسه قبل خمس سنوات، مؤكدا بأن المشاكل الأمنية موجودة في كل دول العالم. * ويبدو بلاتير في حالة هجوم مستمر ستدوم إلى غاية جوان 2010، حتى وإن كان هو من قال بأن لا أحد يمكنه أن يرقى إلى تنظيم كأس العالم كما فعلت ألمانيا في 2006.