المساجد آمنة في بريان تنقل صباح أمس وفد من الإباضيين والمالكيين إلى المسجد العتيق بحي السماحي ببريان لمعاينته بعد تردد معلومات عن حرقه وإتلاف ممتلكاته، ونفى هؤلاء أن يكون أي مسجد قد تعرض للتخريب أو النهب أو الحرق منذ اندلاع أحداث بريان. * وأكد أمس أعيان مدينة غرداية في اتصال ب "الشروق اليومي" أنه منذ اندلاع المواجهات تم تجنيد شباب من المذهبين لحراسة وضمان أمن المساجد ودور العبادة، إضافة إلى لجان اليقظة التي تراقب الوضع "ولم يتم المساس بأي مسجد" على خلفية أن من يرتكب هذا الفعل "يكون منبوذا ويعاقب بشدة وصرامة ودون تسامح مهما كان انتماؤه". * وذهب شباب أمس في نفس الاتجاه عندما أكدوا أن مساجد مدينة بريان "مؤمنة" وبالذات المسجد العتيق على أعلى مستوى، حيث يقوم حوالى 15 شابا بتأمين كل مسجد، إضافة إلى تشديد الرقابة من طرف أعوان الأمن الذين انتشروا بمحيط أماكن العبادة أيضا بعد وصول تعزيزات في اليومين الأخيرين من شرطة ودرك. * وأفادت شهادات محلية متطابقة أمس أن الهدوء يعود تدريجيا إلى أحياء مدينة بريان، وتم تجاوز مخاوف انزلاق الوضع وتجدد المواجهات بعد تشييع جنازة الشاب صايفية مروان مساء أول أمس. وقال مصدر أمني مسؤول أمس ل "الشروق اليومي" إن الوضع "تحت السيطرة" ولم تسجل أية مواجهات أو عمليات تخريب. * * * النائب أبو بكر صالح ل "الشروق اليومي": * * "ما يحدث في بريان ليس صراعا مذهبيا وأئمة الإباضية والمالكية أبرياء" * * يؤكد الدكتور أبو بكر صالح، نائب ولاية غرداية عن حركة النهضة بالمجلس الشعبي الوطني، أن ما يحدث في غرداية ليس صراعا بين إباضيين ومالكيين بل صراع مصالح وعروشية، وشدد على أن أئمة المذهبين أبرياء من هذه الفتنة التي تعصف بمدينة بريان، وحمل المسؤولين المحليين سوء تسيير الأزمة بمنطق "حساسية المنطقة". * * * * دكتور.. رجاء هل يمكن تفسير حقيقة الوضع في مدينة بريان؟ * * - أعتقد أن هناك أخطاء في تسيير الأزمة عند اندلاع أولى الأحداث تكون وراء استمرار المواجهات، فوالي الولاية سير الأزمة بمنطق أن بريان مدينة حساسة ولم يقم بالترخيص لوقف المتورطين في الأحداث، على خلفية قناعته أن القبض على أشخاص يؤدي إلى ثورة آخرين، لكني شخصيا أراه منطقا خاطئا، لأنه يجب تطبيق القانون وتوقيف الفاعلين الذين يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم مهما كانت انتماءاتهم، وأعتقد أيضا أنه من أخطاء التعامل مع الأزمة هو جماعة "الإخوة" التي أسسها والي الولاية منذ الأحداث الأولى ولم تكن لها مصداقية السكان الذين لم يكونوا يثقون في بعض أعضائها، ولذلك كانت تجربة فاشلة، ولا نستبعد أن الانتخابات البلدية التي أسفرت عن فوز الأرسيدي قلبت موازين القوى وخلقت خوفا على المصالح. * * * يفهم من كلامكم أن الصراع المذهبي ليس وراء الأحداث... * * - المذهبان المالكي والإباضي متعايشان ومتسامحان، وفي هذه الأحداث لا توجد أسباب عقدية أو فقهية بين أئمة المذهبين، فالتسامح واللقاءات جارية بينهما في كل المناسبات، خاصة في بريان، وتوجد شراكة تجارية واقتصادية وفلاحية، والدليل أنه ليلة المولد الشريف الذي اندلعت فيها الأحداث كان هناك وفد من علماء دار الحديث بولاية تلمسان التابعة لجمعية العلماء الجزائريين المسلمين في زيارة ودية إلى إباضية بريان، وعند رحيلهم بعثوا برسالة مواساة وتأسف عن الوقائع، وحتى خلال الأحداث كانت هناك جهود جبارة من علماء ومشايخ من زاوية القادرية بورقلة وكذلك علماء من الأغواط، وكان حوالى 80 شخصية إباضية ومالكية قد عقدوا اجتماعا يوم الأربعاء ليلة اندلاع الأحداث الأخيرة، ونعتبر أن هذه الأحداث ذات مصالح مادية ومن إفرازات احتقان الشارع وأزمة السكن والبطالة وتوزيع الأراضي والمشاريع الاستثمارية والتنمية، وباعتقادي هذه الأسباب هي التي أشعلت الفتنة بين الشباب، وأحرص من خلال "الشروق اليومي" على تبرئة الأئمة من كل الأحداث وأؤكد أنه ليست لهم شعرة في الأحداث. * * * تحدثت وزارة الداخلية عن "ملثمين" قاموا بأعمال عنف في المدينة، هل لديكم أدنى فكرة عن هوية هؤلاء؟ * * - الوحشية التي ميزت الأحداث تدل على نشر وزرع فكر دخيل وغلو واستغلال لشباب مراهق تم التغرير به، وأشير إلى أن التطرف موجود في صفوف الطرفين، وأعتقد أن التحقيق الذي ستقوم به مصالح الأمن سيكشف عن المتورطين، وأشدد مجددا على ضرورة توقيف المتورطين الفعليين وليس الشباب المغرر بهم، علينا اليوم الاهتمام بمرحلة ما بعد الأزمة خاصة التكفل بالثانويين المرشحين لشهادة البكالوريا، وأدعو وزارة التربية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بحل الإشكال فهؤلاء لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة منذ 19 مارس الماضي، وألح على ضرورة إعلان بريان منطقة منكوبة والتكفل بمخلفات الأزمة.