يعيش الشاب المهندس (بلقاسمي فؤاد، 30 سنة) من باتنة، مأساة يومية، دامت عشر سنوات كاملة بسبب وجود شخص آخر "يسكن في حياته" نغّص عليه حياته وحوّلها إلى "جحيم" لتشابه اسمه ولقبه وتاريخ ميلاده 09/12/1979 . * * وتحركه بنفس وثائق هويته من شهادة الميلاد التي تحمل نفس الرقم 06088 إلى بطاقة التعريف الوطنية، الأدهى من ذلك أن شريكه الغريب (هذا) في الهوية والوثائق الرسمية كاد أن يدخله السجن عشر مرات، إذ أنه مسبوق قضائيا ومتورط في عدّة قضايا بباتنة وعدة ولايات مجاورة وهو يقبع الآن بسجن لامبيز لإدانته بثلاث سنوات في قضية تزوير. * يقول فؤاد بلقاسمي ابن أحمد وبلقاسمي الخامسة القاطن بحي بوعقال، إنه اكتشف الواقعة بعد نجاحه في شهادة البكالوريا سنة 1999، حيث فوجئ غداة استخراجه صحيفة السوابق العدلية بوجود عقوبة ثلاثة أشهر سجنا نافذا بتهمة السرقة وتحطيم ملك الغير صادرة عن محكمة عين التوتة، ولاعتقاده أن الأمر خاطئ اتصل بوكيل الجمهورية لدى محكمة باتنة، الذي أكد له أن شخصا تقدم لدى مصالحه يدعى بلقاسمي أحمد، من مواليد قصر بلزمة مروانة، حاملا معه شهادة ميلاد ابنه الذي يحمل أيضا اسم فؤاد بلقاسمي بن أحمد وبلقاسمي الخامسة مطالبا تصحيح اسم الوالدة إلى نزار خميسة. وقد تمّ إصدار قرار التصحيح سنة 1998 بحضور شاهدين، لكن فؤاد بلقاسمي الحقيقي اعترض على التصحيح لأن شهادة الميلاد هي له، متهما والد شريكه وشريكه بانتحال صفته الشخصية وتقديم وثائقه في كل مرة يقبض عليه فيها لمخالفاته المتكرّرة ليعاقب عليها باسمه وليجدها في صحيفة سوابقه العدلية الخاصة به؛ في كثير من المرات يؤكد فؤاد بلقاسمي بأن شريكه سبب له متاعب جمّة وأنه أصبح مهووسا بهذا الشخص الذي سكن في وثائقه الرسمية لدرجة أنه عندما ذهب إلى مركز التجنيد بالمنصورة بعدما وصله استدعاء الخدمة الوطنية، فوجئ أن شريكه سبقه إلى هناك وحصل على شهادة الإعفاء من الخدمة (مكانه) بينما حصل هو على ورقة الإستدعاء وسط ذهول الضباط من هذه اللخبطة الإدارية، شخصان يحملان نفس الوثائق ولم يفصل الأمر سوى بتحقيق فتح هناك وبالصور المختلفة، بل إنه عندما أراد الانخراط في صفوف الدرك وقوبل ملفه سنة 2002، تمّ استدعاؤه إلى كتيبة الدرك بحي 1200 مسكن، غير أن الضابط المكلف استدرك الأمر بعد ذلك قائلا له "آسف أنت مبحوث عنك"، ولم تتوقف مأساة حمل الأوزار القضائية لغريمه و(عدوه الحميم) عند هذا الحد، حيث تؤكد صحيفة سوابق عدلية استخرجها في 2005، أنه وعلاوة على إدانته في سطيف ب3 أشهر حبسا نافذا، فهو مدان في سبع قضايا تتعلق بالسرقة وتحطيم ملك الغير والسرقة والسرقة مع التهديد بالسلاح وإهانة موظف أثناء تأدية مهامه والتزوير واستعمال المزور وانتحال اسم الغير والسرقة بعين التوتة وباتنة وخنشلة! * ولتدارك الأمر، أعدت له السلطات القضائية عبر النيابة العامة شهادة خاصة يتحرك بها (صحيفة سوابق بيضاء) للإفلات من ذنوب وأوزار شريكه، لكن فؤاد بلقاسمي الحقيقي لا يطالب الآن وبعد عقد كامل سوى بتطهير وثائقه الرسمية من فؤاد بلقاسمي (المكرر) حرصا على حقوقه الشخصية وعلى مصداقية بطاقة التعريف الوطنية وفتح تحقيق قضائي شامل لكشف هذه الحادثة الشاذة وغير المسبوقة التي استفحلت بسبب إهمال وتسيّب الجهات المعنية بتصحيح الوثائق الإدارية والقضائية. * يصرخ: "يا ناس، خلصوني من هذه الأزمة المضحكة المبكية، أنا لا أحتمل أن يشاركني شخص في هويتي". والمسألة تحمل وجهين، إما أن يكون خطأ وقع أثناء تسجيل الشخصين بالمستشفى ومباشرة بعد تسجيل فؤاد بلقاسمي الحقيقي في قسم المواليد ولد "بلقاسمي فؤاد" المكرر ولم يتم تسجيله للإعتقاد أنه سجل لتشابه اسم الوالد "أحمد" وتقارب اسم الوالدة بين الخامسة وخميسة، وإما أن يكون تزوير طال وثائقه ما مكن الثاني من تقمّص وثائقه الشخصية في السنوات الماضية وخلال 11 سنة على أقل تقدير، ما يؤكد الحاجة العاجلة لتحقيق جدي معمّق لأن الأمر يتعلق بمصداقية الوثائق الرسمية وبطاقة التعريف الوطنية. * الغريب والمثير حقا، أنه كشف لنا أن الفوضى مستمرة، حيث استخرج شهادتي ميلاد بتاريخ 5 أفريل 2009 من بلدية باتنة تحملان اسمي ولقبي بلقاسمي فؤاد بن أحمد وبلقاسمي الخامسة وبلقاسمي فؤاد بن أحمد ونزار خميسة، رغم أنهما تحملان أيضا رقما واحد هو 06088!