صورة الشروق يعترف كل من يتابع تربص العميد ببولونيا بأنه الأفضل ربما على الإطلاق منذ سنوات طويلة من ناحية الانضباط، خاصة إذا علمنا بأن التربصات السابقة لأصحاب الزي الأخضر والأحمر بهذا البلد غالبا ما كانت تتحوّل إلى عطلة سياحية، سيما بعدما يتناول اللاعبون وجبة العشاء، بشهادة الذين عايشوا تلك المعسكرات. * و يبقى الشيء المميز هذه المرة أن جميع اللاعبين يحترمون قواعد الإنضباط التي وضعها الطاقم الفني، حيث لم تسجل لحد كتابة هذه الأسطر أية تجاوزات تذكر، ولم يتحدث أحد عن "تسلل" اللاعبين خفية إلى غرفهم في جنح الظلام الدامس خشية من أن يضبطهم المدرب أو مساعديه "متلبسين" مثلما كنا نسمع في التربصات السابقة التي جرت في هذا البلد بالذات والمعروف بحركته النشيطة ليلا بفعل العدد الهائل من السياح المتوافدين عليه. * وإذا كانت إذن من نقطة إيجابية تحسب لصالح الوفد العاصمي خلال معسكرهم لحد الآن، فإنها تتمثل في درجة الوعي الذي يتحلى به اللاعبون، إلى درجة أن قائد الفريق رضا بابوش، الذي يتمتع بأفضلية معاشرة الجيلين السابق والحالي، لا يتردد في الثناء على سلوك زملائه الذين يعطون المثل في حسن السيرة والإنضباط، وهو ما يسعد كثيرا الطاقم الفني، سيما المدرب الرئيسي ألان ميشال الذي أضحت مهمته سهلة بفضل روح المسؤولية التي يتحلى بها اللاعبون المنشغلون أكثر بالظفر بثقة الطاقم الفني في ظل المنافسة الشديدة على المناصب الأساسية. * ولعل ما يزيد من "تلميع" صورة وفد المولودية بفيسوا أن اللاعبين لا يضيعون صلواتهم، بل ويحرص إمامهم حاج بوقاش في كل مرة على تذكير زملائه بأوقات الصلاة ودعوتهم لأداء العمود الثاني في الإسلام. * ويأمل الجميع بأن تحل "البركة" على المولودية في الموسم الجديد وأن تطفئ دعوات اللاعبين نار الفتنة التي لم تخمد في كواليس النادي العاصمي بسبب الصراعات غير المنتهية حول دفة الحكم. * * المولودية وجدت فيه القائد المثالي * بابوش مصّر على ممارسة صلاحياته كاملة * وجدت تشكيلة المولودية في الموسم الجديد قائدا مثاليا يتمثل في شخص اللاعب الدولي رضا بابوش الذي يحق أن يكون قدوة للشبان الذين تعج بهم تشكيلة المولودية هذه المرة. * ويحرص ابن سكيكدة، الذي يقضي موسمه السادس على التوالي مع النادي العاصمي العريق، على أن يقوم بدوره الجديد الذي ورثه عن زميله السابق فيصل باجي، كاملا غير منقوص على الرغم من أنه يدرك ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، مثلما يؤكده في تصريحاته للشروق."ليس من السهل أن تكون قائدا للمولودية، لأن المسؤولية ثقيلة سيما وأن الأمر يتعلق بفريق كبير تداول على حمل شارة قيادته لاعبون كبار كان آخرهم فيصل باجي،وهو الأمر الذي يدفعني لأن أحرص على القيام بدوري على أكمل وجه". * ويبدو بأن المدافع الدولي قد أخذ بزمام الأمور منذ البداية، من خلال الحرص على تطبيق قواعد الانضباط التي سنها المدرب ألان ميشال على أكمل وجه. * ويعترف بابوش نفسه بأن زملائه يسهلون كثيرا من مهمته، حيث أسر لنا في هذا السياق قائلا :"لا أخفي عنكم أن جميع اللاعبين يحترمونني وهو ما يثلج صدري كثيرا، حيث لا يقوى أحد على رد أية نصيحة لي أو عدم الامتثال لأوامري، وهو ما يسهل من مهمتي في تحمل المسؤولية الجديدة الملقاة على عاتقي، ويجب أن أعترف أيضا في هذا المجال بأن كل اللاعبين الذين يشكلون الفريق سواء منهم القدامى أو الشبان أو الجدد، كلهم منضبطون ومتخلقون". * ويعترف الطاقم الفني من جهته بالدور الذي يقوم به بابوش، حيث يؤكد مدرب الحراس مراد بن عامر بأن قائد المولودية يسهل كثيرا من مهمة المدربين في فرض الإنضباط ويعفيهم هكذا من مراقبة اللاعبين. * * ميشال يكشف من فيسوا : * "أنا من قضيت على «بارونات» المولودية" * يراهن المدرب ألان ميشال كثيرا على الروح المعنوية لتشكيلته في تحديه للمرشحين الأولين للقب الموسم الجديد، وهما وفاق سطيف وشبيبة القبائل حسب رأيه. * وكشف لنا التقني الفرنسي في هذا المجال بأنه حرص شخصيا على نبذ التكتلات داخل تشكيلته مثلما يدل عليه إقدامه على تسريح عدد معتبر من اللاعبين ممن كان لهم ثقل كبير في التشكيلة العاصمية، أو لنقل "البارونات"، على حد وصف المشرف التقي الأول على العميد. * ويبدو ميشال سعيدا جدا "بتطهير" التشكيلة العاصمية من تلك "البارونات" بعد أن عانى الأمرين معها خلال الثمانية أشهر التي قضاها على رأس العارضة الفنية للعميد الموسم الماضي، وهي الفترة التي استخلص منها عدة ملاحظات جعلته في نهاية البطولة يسارع لمنح المسيرين قائمة اللاعبين غير المرغوب فيهم والذين أضحى التخلي عنهم ضرورة قصوى إذا ما أراد هؤلاء المسيرين منح نفس جديد لفريقهم وتغذيته بدم نقي علّ الفريق يسترجع هيبته بعد أن نخرت التكتلات بين اللاعبين في السنوات الأخيرة جسده. * ولا يخفي المدرب ألان ميشال في حديثه للشروق ارتياحه للنتائج الأولى لعملية التطهير التي باشرها نهاية الموسم الماضي، حيث تزيد الأجواء التي تميز تربص فيسوا البولونية في قناعته بنجاعة المنهج الذي اتبعه، حيث لا يتردد في الثناء على المجموعة التي يعمل معها والتي لم تخلق له، على حد قوله، أية مشاكل تذكر، ما يدفعه للتأكيد بأن رسالته إلى اللاعبين تمر بصفة جيدة، في انتظار أن يؤكد الجميع على الروح المعنوية الجديدة التي تسود تشكيلة المولودية فوق الميدان من خلال تحقيق نتائج جيدة، والأهم من كل ذلك أن يحافظ اللاعبون على هذه الروح لأن المهمة لن تكون سهلة في ظل احتدام المنافسة بينهم على المناصب الأساسية، ما قد يدفع البعض إلى الغضب على اختيارات المدرب، ولو أن هذا الأخير يحرص في كل مرة على التأكيد أمام لاعبيه بأن الموسم طويل وأنه سيكون بالتالي بحاجة إلى خدمات كل واحد منهم. * * * أمين زماموش يوّجه نداءه للأنصار: * "رجاء لا تضغطوا علينا" * يقضي الحارس الجديد لمولودية الجزائر أمين زماموش أسابيعه الأولى مع مولودية الجزائر في جو أقل ما يقال عنه أنه رائع، أو هكذا وصف لنا الحارس السابق لاتحاد العاصمة خطواته الأولى مع الفريق الغريم. * "لا أجد أية صعوبة في التأقلم مع فريقي الجديد، خاصة وأنني أعرف أغلب اللاعبين أحسن المعرفة، كما أن القدامى منهم على غرار بابوش وبوقاش وبصغير، يسهلون علي المهمة بشكل كبير، ما يدفعني للقول اليوم بأن الفترة الانتقالية التي يقضيها أي لاعب عندما يتحول إلى فريق آخر اجتزتها في أحسن الظروف، فلم يعد لدي من هم آخر سوى التركيز على العمل فوق أرضية الميدان حتى أكون جاهزا للمنافسة الرسمية"، يقول زماموش الذي يغذي آمالا كبيرة على مغامرته الجديدة مع أصحاب الزي الأخضر والأحمر. * وردا على كل ما أثير من حرب كلامية بينه وبين زميله السابق في اتحاد العاصمة مروان عبدوني والذي قيل عنه أنه كان سببا في مغادرة اشبن ميلة لنادي سوسطارة، فضل محدثنا انتهاج أسلوب التهدئة، مؤكدا أنه يكّن دائما الاحترام لكل زملائه ولفريقه السابق الذي صنع له اسما على الساحة الكروية الجزائرية، معتبرا بأن الأمور لم تتغير كثيرا بالنسبة إليه بانتقاله إلى الفريق الجار، حيث يعتبر نفسه في عائلته الثانية..وما دمنا نتحدث عن الإتحاد، فإن الحارس الجديد للعميد لا يرى أي مانع من مواجهته في المباراة التقليدية التي ينتظرها أنصار الفريقين في كل موسم، ولو أنه يعتبر بأن الحديث عن هذا اللقاء سابق لأوانه "لأن الأهم، يقول زماموش، أن تكون المولودية جاهزة من كل النواحي في المباريات العشر الأولى لأن جمع أكبر عدد من النقاط فيها يبقى هدفنا الذي نسعى لبلوغه، حيث سيفتح لنا الأبواب على مصراعيه للتألق الموسم القادم". * ويبدي الحارس السابق للإتحاد تفاؤلا كبيرا في هذا الشأن، تفاؤل يبنيه على المردود الجيد الذي قدمه زملاؤه في المباريات الودية التي أقيمت إلى حد الآن ببولونيا، والتي بغض النظر عن نتائجها، شهدت سيطرة واضحة للعاصميين، برأي محدثنا الذي يدعو من الآن الأنصار إلى عدم الضغط على فريقهم ومنحه الوقت الكافي لتمكينه من ضبط أموره في المنافسة الرسمية سيما خلال جولاته الأولى. * ولا يخفي محدثنا أيضا رغبته الجامحة في طرق أبواب المنتخب الوطني من جديد، متمنيا أن يكون انتقاله إلى العميد فال خير عليه، وهو الذي يرى الفرصة مواتية له للظفر بدعوة من الناخب الوطني. * * لقطات من فيسوا * منح المناجير البولوني المنظم لتربص فيسوا مهلة جديدة للقائمين على الوفد العاصمي بفيسوا لتسديد الشطر الثاني من فاتورة التربص والمقدرة بتسعة آلاف أورو. وتنتهي المهلة الجديدة اليوم، حيث تراهن إدارة العميد على وصول المبلغ المطلوب من ألمانيا بفضل أحد مقربيها المتواجد حاليا بهذا البلد. * أخيرا استفاد لاعبو المولودية من نصف يوم راحة، حيث حدث ذلك أمس الأول تمكن خلاله رفقاء بابوش من الترويح على أنفسهم من خلال التجوّل في وسط بلدة فيسوا السياحية، لكنهم كانوا مجبرين على العودة إلى مكان إقامتهم قبل الساعة الثامنة ليلا. * تعمّد المدرب ألان ميشال على عدم إخبار لاعبيه بتسريحهم للتجوّل إلا في حدود الساعة الخامسة حتى يضمن استراحتهم في وقت القيلولة، حيث نزل اللاعبون من غرفهم بنية إجراء الحصة التدريبية الثالثة مثلما جرت العادة. * لا تزال عناصر العميد بانتظار وصول تكاليف المهمة المقدرة ب100 أورو لكل واحد منها لاقتناء بعض الهدايا التذكارية من فيسوا، والأرجح أن يصل المبلغ المطلوب خلال الساعات القليلة القادمة.
