اللاعب بومشرة على الصورة لم يعد لمدرب مولودية الجزائر ألان ميشال في الأيام الأخيرة لتربص فيسوا من هم سوى العثور على منافسين للعب أكبر عدد من المباريات الودية قبل العودة إلى الجزائر هذا الخميس، ذلك أنه مقتنع بأن المجموعة التي بين يديه بحاجة لمزيد من الاحتكاك إذا ما أرادت الانطلاقة بقوة في مباريات البطولة الوطنية. * ولم يعد يهم المشرف الأول على العارضة الفنية العاصمية حجم المنافس بقدر الدرجة التي ينتمي إليها بقدر ما يهمه إجراء مثل هذه المواعيد التطبيقية على الرغم من اتضاح رؤيته بخصوص التشكيلة الأساسية التي سيبدأ بها الموسم الجديد. * ولعل ما يؤكد هذا الانطباع الضغوط التي ما انفك يمارسها ألان ميشال على المناجير الذي تكفل بتنظيم هذا التربص، حتى أن هذا الأخير وجد نفسه مجبرا على طلب ملاقاة فريق من الدرجة الرابعة البولونية حيث تنقلت التشكيلة العاصمية صباح أمس الأحد إلى مدينة بستفينا التي ينتمي إليها المنافس، ليكون الموعد هو الرابع من نوعه لأصحاب الزي الأخضر منذ انطلاق التربص الحالي. * ويعلل المدرب الفرنسي رغبته الجامحة في الظفر بأكبر عدد من المقابلات الودية بالعدد الهائل من اللاعبين الذين وضعوا تحت تصرفه والذين هم بحاجة إلى المنافسة حتى يكونوا جاهزين هم أيضا لأي طارئ، خاصة وأن ميشال يعمل دائما بمبدأ لا شيء يعوض المنافسة الرسمية، أو هكذا يظل يردد الرجل، قاعدة ينوي التقني الفرنسي الاعتماد عليها أيضا طيلة الموسم القادم، إذا ما كتب له طبعا الاستمرار في مهمته، مثلما يعترف شخصيا إنطلاقا من القاعدة التي تقول أن أفضل صديق للمدرب هو نتائجه. * * مقابلات تطبيقية أسبوعية للاحتياطيين بالعاصمة * وأسر لنا ميشال في هذا السياق بأن الكم الهائل من لاعبيه الشبان الذين يظهرون إمكانات لا بأس بها في التدريبات وفي المباريات الودية التي لعبت لحد الآن، لا يمكنهم الاكتفاء بالحصص التدريبية فقط عند عودتهم إلى الجزائر، علما أن حظوظ أغلبيتهم في الاشتراك في المباريات الرسمية ضئيلة، ما يتوجب على الطاقم الفني حسن التصرف معهم حتى لا يفقدوا قدراتهم التنافسية، وهو الأمر الذي يدفع المدرب الفرنسي للتفكير من الآن في برمجة مباريات ودية لشبانه مرة كل أسبوع موازاة مع المنافسة الرسمية. * * قبل ثلاثة أيام عن نهاية تربص فيسوا : طموحات العاصميين تتعزز * إذا كانت الفعالية قد غابت في المباراة الودية الثانية للمولودية ضد فريق روش كوركوف من الدرجة الأولى البولونية حيث أحصى المدرب المساعد ما لا يقل عن 13 فرصة ضائعة أمام المرمى المنافس بما في ذلك ضربة جزاء، فإن الأمور كانت مختلفة عشية أمس الأول في اللقاء الودي الثالث أمام نادي دونا كانيافاك من الدرجة الثانية المجرية. * ولعل في صحوة الهجوم العاصمي بالمناسبة ما أثلج صدر المدرب ألان ميشال وكل الطاقم الفني، حيث تمكن رفقاء بابوش من إقناع الحاضرين بأداء في المستوى ممزوجا بالفعالية المطلوبة مثلما تدل عليه الأهداف الثلاثة التي دخلت شباك المنافس المجري. * وبغض النظر عن نتيجة هذه المباراة لأن الموعد تطبيقي لا غير، فإن أعضاء العارضة الفنية لأبناء باب الوادي استخلصوا الكثير من الملاحظات الإيجابية، لعل أهمها كما ذكرنا، عودة الفعالية إلى الهجوم العاصمي رغم غياب المهاجم المغترب الجديد مجيد بوعبد الله، الذي فضل المدرب إراحته تحسبا لمباراة أمس ضد ناد بولوني من الدرجة الرابعة. * ورغم أن المنافس المجري لم يظهر إمكانات كبيرة، فإن الملاحظة الرئيسية التي تظهر للعيان منذ الوهلة الأولى أن العمل المقام في التدريبات من أجل خلق الانسجام بين العناصر القديمة والجديدة، بمن في ذلك التي تم ترقيتها إلى الفريق الأول، قد بدأ يعطي ثماره، وهو ما يجعل المدرب الفرنسي يفتخر بلاعبيه الذين بدأوا يتكيفون مع طريقة اللعب المقترحة عليهم والمبنية أساسا على الضغط على المنافس في منطقته، وهو ما يشدد عليه المسؤول الفني على العارضة الفنية للمولودية في كل مرة. * كل ذلك يدفع ألان ميشال اليوم إلى التأكيد بأنه متفائل بمشوار جيد لفريقه في الموسم الجديد، حيث وقبل ثلاثة أيام عن نهاية معسكر فيسوا تزداد قناعة التقني الفرنسي بجدية العمل المنجز لحد الآن، بل أنه يذهب للتصريح بأن الوتيرة التي يعمل بها فريقه تجعله بالتأكيد جاهزا لمباشرة المنافسة الرسمية بقوة، كلام يسيل بالتأكيد لعاب الأنصار الكثيرين للنادي العاصمي العريق الذين يغذون في كل صائفة أنفسهم بأمل التألق واسترجاع أمجاد الماضي قبل أن تصطدم آمالهم في أغلب الأحيان بواقع مر تتقاذفه الصراعات غير المنتهية حول دفة الحكم في الفريق. * * اللاعبون يجمعون: "المولودية ستلعب الأدوار الأولى لو سلمت من المشاكل المالية" * تزداد يوما بعد يوم قناعة لاعبي مولودية الجزائر بإمكانية رفع التحدي أمام المرشحين الرئيسيين للعب ورقة اللقب وفي مقدمتهم وفاق سطيف، سيما بعد المردود الجيد الذي ما انفكوا يقدمونه في المباريات الودية التي يخوضونها هنا ببولونيا. * ولعل الذي يزيد في قناعة العاصميين بقدرتهم على مراجعة طموحاتهم، هو تألق العديد من اللاعبين الذين يريدون البرهنة على إمكاناتهم ونيل ثقة المدرب ألان ميشال. ورغم حدة التنافس بين هؤلاء اللاعبين فإن واقع حالهم يقول إنه لا يهم من يدخل في التشكيلة الأساسية بقدر ما يهم الفوز ودفع الفريق إلى المراتب الأولى، في خطوة حاسمة لفرض القطيعة مع الماضي. * هذا الهدف الذي هو أيضا الطموح الأول للقاعدة العريضة من الأنصار تعترضه بعض العراقيل التي بدأت مؤشراتها تظهر في الأفق من الآن، ولعل أهمها العامل المالي، أو لنقل المشكل القديم الجديد الذي ما انفك يؤرق اللاعبين، وهو ما استخلصناه من حديثهم إلينا، حيث يجمع كلهم على أن الوتيرة التي تجري بها التحضيرات للموسم الجديد تدفع فعلا للتفاؤل: "لا شيء بمقدوره توقيف مسيرتنا في الموسم الجديد بالنظر إلى جدية العمل الذي نحن بصدد القيام به، لكن الإشكال الوحيد الذي قد يعترضنا، ويؤرقنا أكثر، هو قدرة المسيرين في تجاوز الإشكال المالي الذي غالبا ما أفسد حسابات الفريق، فستكون خسارة كبيرة أن تذهب مجهوداتنا أدراج الرياح، سيما وأن جميع اللاعبين يتركون الانطباع بأن الإرادة كبيرة في قول كلمتنا الموسم القادم"، صرح يقول أحد اللاعبين. * ولعل الامتحان الأول الذي سيواجه الإدارة العاصمية في هذا المجال هو ذلك الذي سيقابلها فور عودة فريقها من الأراضي البولونية في نهاية الأسبوع القادم، عندما سيطالب اللاعبون المغتربون الثلاثة، إضافة إلى بابوش وبوقاش، وآلان ميشال بمستحقاتهم. * * بعد أن كانا أساسيان في النصرية: خديس وعطفان خارج الحسابات مؤقتا * لا يبدو أن اللاعبين القادمين من نصر حسين داي، سيد احمد خديس وبلال عطفان، سيكون لهما مكانان في حسابات المدرب الفرنسي ألان ميشال، وهي الحقيقة التي بدأ يقف عليها اللاعبان نفسيهما، حيث غالبا ما يقحمهما التقني الفرنسي مع تشكيلته الثانية ضمن كل المباريات الودية التي أقيمت لحد الآن. * ويعترف المدرب شخصيا بصعوبة الاعتماد على الركيزتين السابقتين للنصرية بسبب تواجد لاعبين أفضل منهما في مركزيهما، ولو أنه لا يتردد في مدح سلوكهما منذ التحاقهما بالتدريبات حيث يبديان، على حد قوله، احترافا كبيرا في التعامل مع التمارين المقترحة عليهما وبقية زملائهما في الحصص التدريبية، لكن الذي يؤاخذه ميشال على خديس ثقل حركته في وسط الدفاع، ما يدفعه للتفكير من الآن في تغيير منصبه، ولو أنه لم يرد الكشف عن المركز الجديد الذي يراه مناسبا للقائد السابق لتشكيلة حسين داي، في الوقت الذي يضع فيه زميله عطفان في المقام الثالث بعد مقداد وبومشرة في قيادة أوركسترا المولودية. * * بعد تألقه في المباريات الودية : بومشرة يخلط حسابات الطاقم الفني * رغم أن الطاقم الفني للعميد بقيادة ألان ميشال قد حسم من الآن في أمر التشكيلة الأساسية التي سيبدأ بها الموسم الجديد، إلا أن بعض اللاعبين يتنافسون من أجل الظفر بمكانة أساسية في التشكيلة ويصرون على خلط حسابات المدرب. * ويتواجد سليم بومشرة في مقدمة هؤلاء اللاعبين حيث ما انفك يظهر إمكانات كبيرة تسمح له بالتطلع للظفر بمكانة أساسية مع التشكيلة العاصمية، بشهادة التقني الفرنسي نفسه. * وجاءت المقابلة التطبيقية الثالثة التي أجراها العاصميون أول أمس بمركز تحضيرهم بفيسوا لتؤكد على النوايا القوية لابن الباهية في فرض نفسه بعد الأداء الجيد الذي قدمه ضد المجريين عندما تم إقحامه في الشوط الثاني من المباراة. * وأكثر من ذلك، فإن المحرك والهداف السابق لجمعية وهران تألق بتسجيله لهدف في غاية الروعة عن طريق مخالفة جانبية، ناهيك عن تمريراته الدقيقة وتوغلاته الخطيرة داخل الدفاع المنافس. * كل ذلك يضع المدرب ألان ميشال في ورطة قبل أقل من عشرة أيام عن المباراة الأولى برسم النسخة الجديدة للبطولة الوطنية، خاصة وأنه (أي المدرب) لن يمكنه التضحية بالمغترب الجديد عبد المالك مقداد الذي يراهن عليه في قيادة الحملات الهجومية، فيما سيدفع ببابوش إلى الجهة اليسرى من وسط الميدان، وهو المنصب الذي كان بمقدور بومشرة شغله لو لم تجبر القوانين الجديدة للاتحادية إقحام لاعب على الأقل من الأواسط في التشكيلة الأساسية، وهو ما يفسر تغيير ميشال لمنصب بابوش من أجل السماح لبدبودة بشغل الجهة اليسرى من الدفاع * * م. الجزائر 9 - أ. بتسفينا 0: الإحتياطيون ينتفضون * ضرب فريق مولودية الجزائر بقوة أمس للمرة الثانية على التوالي عندما سجل تسعة أهداف كاملة في مرمى النادي البولوني الصغير باتسفينا المنتمي إلى بطولة الدرجة الرابعة، حيث أمطر شباكه بتسعة أهداف كاملة، كانت حصة الأسد فيها للمتألق بومشرة صاحب رباعية، في الوقت الذي سجل فيه كل من بلخير وحمرات ثنائية لكل واحد منهما، أما الهدف الأخير فكان من نصيب كودري. * وعمد مدرب المولودية ألان ميشال إلى إقحام تشكيلة شابة مغايرة تماما لتلك التي ينوي الاعتماد عليها في المباراة الأولى، ضد اتحاد عنابة، حيث أبان زملاء عمرون بالمناسبة عن إمكانيات لا بأس بها، على الرغم من أن المنافس بدا ضعيفا جدا باعتراف المشرف التقني الأول على العميد شخصيا، الذي قال بصريح العبارة أن ما كان يهمه أكثر أن يمنح هؤلاء الشبان الفرصة للعب أكبر وقت ممكن، حتى يرفع من حجم جاهزيتهم للمنافسة الرسمية، ويبدو بأنه مقتنع إلى حد كبير من إمكانياتهم.