أضحت الأنظار هنا في معسكر مولودية الجزائر ببلدة فيسوا البولونية مشدودة في الساعات الأخيرة إلى الجزائر، وبالضبط إلى فيلا الشراڤة حيث المقر الرسمي للنادي العاصمي العريق. فالجميع من لاعبين وطاقم فني ومرافقين للوفد الجزائري لا حديث لهم إلا عن حرب الرئاسة في العميد التي لا تهدأ حينا إلا لتشتعل نارها من جديد. * وأضحت الأنترنيت ملاذا لرفقاء بابوش ومدربيهم، حيث يتصفحون يوميا من خلالها ما تجود به الجرائد الجزائرية من أخبار جديدة عن مسلسل الصيف الجديد، ليلقي المسلسل بظلاله على التربص في الوقت الذي كان فيه من المفروض أن يركز الكل على العمل فوق الميدان وليس شيئا آخر. * ولكن جميع من تحدثنا إليه من لاعبين يؤكد أنه لا يستطيع أن يكون على الجانب مما يحدث ما دام أن الأمر يتعلق بمستقبله مع الفريق، خاصة وأن عددا منهم لم تسو وضعيته المالية بعد، ولا يدري بالتالي إن كانت المعارضة ستحترم التزام إدارة عمروس إذا ما تمكنت من الحكم بزمام الأمور. * ولا يجد من يتابع يوميات الوفد العاصمي هنا في الأراضي البولونية، سيما منذ بداية الأسبوع الجاري، أي عناء في اكتشاف بأن ثمة شيئا ما يحدث في الجزائر سيتوقف عليه مصير النادي، بل أن الآية انقلبت وأصبح الصحفيون الجزائريون المكلفون بتغطية التربص محل سؤال متواصل، عما يحدث في هرم السلطة بالمولودية، بعد أن كان من المفروض أن يستجوب هؤلاء اللاعبين والطاقم الفني عن أحوال التربص. * ولعل أكثر المتابعين لفصول النزاع الدائر في الجزائر بين جماعة عمروس والمعارضة، المدرب الفرنسي ألان ميشال الذي لا يتوقف هاتفه عن الرنين، مثلما لا يتوقف هو أيضا عن إجراء المكالمات وإذا علمنا بأن ألان ميشال لم يمض بعد على عقده مع أصحاب الزي الأخضر والأحمر، فإننا ندرك سر انشغاله بمن سيحسم الأمر في النزاع حول رئاسة العميد، ليس هذا فحسب، لأن التقني الفرنسي يخشى كذلك على مستحقاته المالية المتأخرة باعتبار أنه يدين لإدارة العميد بحوالي 700 مليون سنتيم لا يدري إن كان سيستلمها في حالة رحيل الرئيس عمروس ومساعديه عن فيلا الشراڤة وصعود المعارضة إلى الحكم. * وربما هذا هو السبب الذي جعله يتأثر كثيرا بعدما بلغته بعض الأخبار في سهرة الأحد بخصوص اقتراب جماعة زدك من استلام مفاتيح فيلا الشراڤة. أخبار قال بشأنها لمساعديه أنها وصلته من قنوات أخرى غير الصحافة، ما زاد بالتالي في تصديقه لها، وبالتالي في زرع الشكوك في نفسه. * الأمر ينطبق أيضا على اللاعبين، مثلما يؤكده حديث قائد الفريق رضا بابوش إلينا، عندما قال بالحرف الواحد:"مهما حاولنا أن نبتعد عما يدور من صراعات في بيت المولودية، إلا أننا نجد أنفسنا من دون أن نشعر، بحاجة لمعرفة ما يحدث، لأن الأمر يتعلق قبل كل شيء بمصيرنا نحن اللاعبين، ولحسن الحظ أننا خارج الجزائر وإلا لتأثرنا أكثر ولانعكس ذلك بالسلب أيضا على تحضيراتنا للموسم الجديد، سيما في هذه الفترة الحساسة التي تسبق انطلاق المنافسة الوطنية"، قال ابن سكيكدة وكله حسرة على ما يصيب عميد الأندية الجزائرية.