المدرب ألان ميشال متفائل بمسيرة الخضر على غير العادة، فتحنا مع مدرب مولودية الجزائر الفرنسي ألان ميشال ملف المنتخب الوطني الذي أضحى حديث العام والخاص منذ أن تمكن أشبال المدرب رابح سعدان من فتح شهية الجزائريين بعد أن أصبح حلم التأهل إلى المونديال مشروعا بفضل الفوزين الأخيرين على حساب مصر وزامبيا. وفاجأنا المدرب الأسبق لسانت ايتيان وأندية فرنسية أخرى بمتابعته التي تكاد تكون دقيقة لمشوار المنتحب الوطني منذ الثمانينات ما ساعدنا على التطرق معه لعدة نقاط تخص "الخضر" والكرة الجزائرية على وجه الخصوص بعيون أجنبية قد تكون فيها كثيرا من الموضوعية وتجنبنا الوقوع في فخ الثقة المفرطة التي تعمينا عن رؤية الحقيقة كما هي لا كما نتمناها. 1. 2. "القصف بالثقيل أمام زامبيا ورواندا يعبد الطريق نحو جنوب إفريقيا" 3. وبائ ذي بدء، لا يتردد مدرب العميد في منح المنتخب الوطني الأفضلية في سباق التأهل إلى المونديال، على الرغم من أن المشوار لايزال أمامه طويلا، حيث يقول في هذا الصدد: "منطقيا، لقد قطع الفريق الجزائري شوطا هاما في طريق التأهل إلى الموعد العالمي الكبير، لاسيما بعد إحرازه على فوزين مهمين ضد مصر وزامبيا ما جعله في أفضل رواق لانتزاع التأشيرة المنشودة، ولو أن الحذر لايزال مطلوبا، باعتبار أن مصر لم تقل كلمتها بعد، لأن الفرق الكبيرة على غرار الفراعنة، غالبا ما تستجمع قواها في الشطر الأخير من السباق، أي عندما تشعر بالخطر المحدق، وهو ما لاحظناه جميعا في الخرجة الأخيرة للمصريين عندما عادوا بقوة في الشوط الثاني من مباراتهم ضد رواندا التي أمطروها بثلاثية كاملة بالرغم من الضغوط الكبيرة التي كانت مفروضة على المصريين.. كل ذلك، يجعلني أتوقع بأن يكون الفصل في أمر التأشيرة المؤهلة إلى المونديال بالقاهرة، أي عندما يلتقي المنتخبان المصري والجزائري في آخر مباراة من التصفيات، لكن الأفضلية ستكون من الآن لصالح الجزائريين، لاسيما إذا ما تمكنوا من الفوز بالمباراتين القادمتين على أرضهم وبفارق مهم من الأهداف، لأن هذا العامل قد يكون حاسما في اللقاء الأخير بالقاهرة". 4. 5. "أبهرتني الهجومات المعاكسة للجزائريين" 6. ورغم أن ميشال لا يريد استباق الأحداث، ناصحا الجزائريين بعمل كل شيء من أجل عدم ترك اية فرصة للمصريين قبل الجولة الأخيرة من التصفيات، إلا أنه بالمقابل يضع ثقة كبيرة في لاعبي "الخضر" الذين حسبه يتمتعون بكافة المؤهلات التي تسمح لهم بالصمود في ملعب القاهرة بالذات إذا ما تطلب الأمر حسم التأشيرة في العاصمة المصرية. "أظن أن الفرديات اللامعة التي يتمتع بها المنتخب الجزائري، لاسيما على مستوى الهجوم من شأنها إحداث الفارق، حيث أن الهجومات المعاكسة هي القوة الضاربة للمنتخب الجزائري وهو ما ظهر جليا في مباراتيه الأخيرتين، ما يجعلني أرشحه لأن يسجل أهدافا بمصر بالذات، خاصة وأن المحليين سيرمون بالتأكيد بكل قواهم في الهجوم ما يترك فراغات في الخلف بإمكان الجزائريين استغلالها على أحسن وجه"، أضاف يقول محدثنا. 7. 8. "التأهل إلى المونديال لا يجب أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة" 9. وعلى الرغم من أن التقني الفرنسي متفائل إلى أبعد الحدود بحظوظ المنتخب الجزائري في سباق التأهل إلى المونديال، إلا أنه شدد على إثارة الإنتباه إلى نقطة مهمة بقوله: "صحيح أن كل الجزائريين يمنون أنفسهم بحلم التأهل إلى المونديال، وهو ما يفسر خروج غالبية الشعب الجزائري إلى الشارع للإحتفال بالفوزين الأخيرين، خاصة وأن معظم المحتفلين من الجيل الجديد الذي لم يعايش العصر الذهبي للكرة الجزائرية، إلا أن الحقيقة التي لا يجب أن يغفل عنها أحد هو أن التأهل إلى العرس العالمي إن تحقق، وهو ما أتمناه، لا يمكن أن ينسي الجميع بأن الكرة الجزائرية لم تخرج بعد من أزمتها، والدليل على ذلك أن التشكيلة الأساسية التي اعتمد عليها سعدان في اللقاءين الأخيرين لا تضم إلا لاعبا واحدا من البطولة الوطنية، وأعني به الحارس قواوي، أما اللاعب المحلي الثاني وهو لموشية فالجميع يعلم بأنه تكون في المدرسة الفرنسية، وعندما تصل الكرة الجزائرية إلى إنجاب النجوم مثلما كانت تفعل في الماضي عندما تألق بلومي، عصاد، ماجر وغيرهم ممن كانوا يمتعون الأنصار بفنياتهم العالية بالملاعب الجزائرية في نهاية كل أسبوع، حينها وفقط يمكن القول بأن الكرة الجزائرية قد عادت إلى سالف عهدها، لأن التأهل إلى المونديال لا يجب أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة". 10. 11. "زياني له مكانته في المنتخب الفرنسي" 12. ورغم مؤاخذته على القائمين على المنتخب الوطني اعتمادهم الكلي على لاعبي المهجر، إلا أن ميشال يعترف بالمقابل بأنه ليس أمام الطاقم الفني الوطني من خيار غير ذلك، موضحا في ذات الوقت بأنه لا يجب أن يفهم من كلامه بأنه ضد اللاعبين المغتربين، ولو أنه يذكر في كل مرة بأنه يجب عدم التنكر لفضل المدارس الكروية الفرنسية في ما وصلوا إليه، على حد تعبيره، لكنه يلاحظ في السياق ذاته بأن الروح المعنوية التي يتسلح بها اللاعبون المغتربون في كل مرة يأتون للدفاع عن ألوان بلدهم الأصلي تمنح دائما شحنة إضافية إلى التشكيلة الجزائرية، لاسيما وأن البعض منهم لم يكن لتطأ قدماه الجزائر لو لم يتقمص الألوان الوطنية. 13. وفي صدد حديثه عن اللاعبين المغتربين دائما، لا يخفي مدرب المولودية إعجابه الكبير بصانع ألعاب "الخضر" كريم زياني الذي يعتقد بأنه يملك كل المؤهلات ليلعب في المنتخب الفرنسي لو لم يكن قد تقمص ألوان الجزائر، على حد قوله، متأسفا في الوقت ذاته لمغادرة زياني لنادي مرسيليا من دون أن يترك بصماته في هذا الفريق العريق. "شخصيا كنت أتوقع من زياني أن ينسي أنصار مرسيليا في نجمهم السابق ريبيري، لأنه ليس أقل شأنا ولا إمكانات من اللاعب الحالي لبايرن ميونيخ، لكن مشاكله السابقة مع المدرب غيريتس حالت دون ذلك، ومع ذلك فإنني أتوقع له مشوارا كبيرا مع فريقه الألماني الجديد"، يعلق المدرب الفرنسي للعميد.