رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    أدرار.. إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    السيد ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    الجامعة العربية: الفيتو الأمريكي بمثابة ضوء أخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في عدوانه على قطاع غزة    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعدان يعود إلى المونديال بعد 24 سنة بالضبط، سجل طويل من اليابان إلى ملحمة المريخ واجتهاد لأجل تصحيح التاريخ
نشر في الهداف يوم 12 - 06 - 2010

يُعيد التاريخ نفسه من جديد، وبين 12 جوان 1986 ويوم غد 13 جوان 2010.. 24 سنة بالتحديد هي الفترة التي غاب فيها المنتخب الوطني عن نهائيات كأس العالم،
أو بالأحرى الفترة التي إنقطع فيها المدرب رابح سعدان عن هذه المنافسة، لأن الرجل ارتبط إسمه بكل ما حققته الكرة الجزائرية من تأهلات إلى نهائيات كأس العالم وعددها ثلاثة.بين مقابلة إسبانيا وسلوفينيا، تاريخ طويل لرجل كتب إسمه بأحرف من ذهب، من الصعب تلخيص مسيرته في صفحة أو صفحتين، ومن الصعب تقزيم ما حققه، رغم كل المؤاخذات، ولأن الرجل يستحق الكثير، تعيد “الهدّاف” بالمناسبة استعراض ما حققه “الشيخ سعدان” أو رجل المطافئ الذي انبرى للكثير من المهمات الصعبة ونجح في أغلبها بإمتياز.
ودّع المكسيك يوم 13 جوان 1986 والتاريخ لا يُكتب إلاّ بيديه
وشاءت الصدف أن يعود المنتخب الوطني إلى كأس العالم تحت قيادة “الشيخ سعدان”، حيث فشل كل المدربين بعده في تحقيق أي إنجاز منذ أن فعلها وبطريقة رائعة في تصفيات سنة 1985 من خلال تحقيق 5 إنتصارات في التصفيات وتعادل في مجموعة ضمت أنغولا، زامبيا وتونس، ورغم أن التجربة كانت فاشلة خلال مونديال 1986، إلا أن التاريخ يبدو أنه لا يُكتب إلا ّبيد “الشيخ” سعدان الذي غادر المكسيك يوم 13 جوان 1986 يوما واحدا بعد الإقصاء، وهو اليوم نفسه الذي سيبدأ فيه مسيرة جديدة في كأس العالم بمعطيات مغايرة بعد 26 سنة تبدلت فيها أشياء كثيرة.
كان أصغر مدرب في الدورة، اليوم ليس الأكبر، لكنه رجل إنجازات
ما تغيّر أن سعدان في مونديال المكسيك كان يبلغ من العمر 40 سنة، السن التي جعلته وقتها أصغر مدرب في الدورة، وحظيت الجزائر بهذا الشرف الرمزي بما أنها لم تحقق شيئا على صعيد النتائج عدا تعادلا واحدا، وعلى الرغم من مرور 24 سنة كاملة، التي تبقى كافية لإعادة رسم كل شيء من جديد، إلا أن الشيء الأكيد أن سعدان لن يكون أكبر مدرب من حيث السن في مونديال جنوب إفريقيا، وبعمر 64 سنة يملك نفس سن مدرب انجلترا كابيلو، كما أن مدرب منتخب جنوب إفريقيا البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا يتقدّمه ب 3 سنوات، ولو أن المهم أن سعدان عاد كمدرب إنجازات، بعد أن حقق العديد من الألقاب مع الرجاء البيضاوي ووفاق سطيف، وحصوله على نتائج مشجعة في مراحل صعبة من تاريخ الكرة الجزائرية، وبعثه الأمل في منتخب اليمن.
إستقال بعد أن أهّل “الخضر” إلى مونديال إسبانيا وعاد مهمّشًا
ومعلوم أن سعدان لعب الدور الكبير في بلوغ الجزائر كأس العالم بمونديال 1982، بما أنه كان حاضرا في كل التصفيات في الطاقم الفني رفقة المدرب الروسي روغوف ومعوش، مساهما في أول إنجاز للكرة الجزائرية، لكن المشاكل التي أعقبت التأهل على حساب نيجيريا، لاسيما في لقاء ليبيا الودي بطرابلس قبل التنقل إلى المشاركة في كأس إفريقيا، فضلا عما وقع أمام نادي كورتري البلجيكي في لقاء ودي بملعب 5 جويلية عجّل باستقالة ثلاثي التدريب، وفسح المجال أمام المدرب محي الدين خالف مدربا رئيسيا، سعدان الذي كان يبلغ يومها من العمر 36 سنة فقط، عاد كما هو معروف خلال المونديال الإسباني رفقة مخلوفي في الطاقم الفني، لكنه اعترف فيما بعد أنه عانى التهميش وكان رقما جانبيا في المعادلة.
كان وراء أول تأهل ل الجزائر إلى المونديال مع فئة الأواسط في 1979
وما دمنا بصدد الحديث عن السن، فإن سعدان لمّا كان يبلغ من العمر 33 سنة، نجح في تحقيق تأهل سيبقى تاريخيا لمنتخب الأواسط إلى منافسة كأس العالم باليابان 1979، وهو إنجاز لم يتمكن أي مدرب جزائري من صنعه إلا العام الماضي لمّا تأهل فريق الأشبال إلى المونديال بقيادة عثمان إبرير وحكيم مدان وهي المنافسة التي أقيمت في نيجيريا شهر أكتوبر من العام الماضي... وعلى مدار 30 سنة احتفظ سعدان بشرف كونه أول مدرب يقود إحدى الفئات الشبانية إلى كأس العالم بمنتخب كان يضم وقتها عصماني، بن جاب اللّه، ياحي، مناد، شعيب، بويش وجنادي وآخرين ممن سجلوا تواجدهم في منتخب الأكابر فيما بعد.
بفضل سعدان الجزائر أول بلد عربي إفريقي يمر إلى المونديال دون خطأ
غادر سعدان العارضة الفنية لمنتخب الأكابر بعد مونديال إسبانيا، ولم يعد إلا يوم 28 ديسمبر 1984، ومثلما غادر في لقاء ودي أمام فريق أوروبي (كورتري)، لعب وأشباله أول مباراة بعد رجوعه يوم 5 فيفري أمام فريق أوروبي آخر وهو العملاق جوفنتوس الإيطالي، سعدان يومها كان المدرب الأول وأعطيت له ورقة بيضاء وتشرّف بأن يكون المدرب في واحدة من أفضل مباريات الجزائر عبر التاريخ أمام فريق يضم لاعبين كبارا مثل الحارس طاكوني، بونياك، بلاتيني وغيرهم الذين يقودهم القدير تراباتوني، حيث انتصرت الجزائر بروعة (3-2)، وبالتعداد الذي كان يملكه سعدان من محليين على غرار سرباح، صادمي، بويش، ماروك، مناد، بلومي، ياحي، مغيشي وغيرهم، دعمه ببعض المحترفين على غرار مجادي ومعطر. دخل “الخضر” تصفيات كأس إفريقيا بفوزين عريضين على موريتانيا وكينيا، وفي تصفيات المونديال حقق سعدان نتائج باهرة حيث بدأ مشواره بالتعادل أمام أنغولا قبل أن يحقق 5 إنتصارات متتالية بداية بالتغلب على الفريق الأخير، قبل تحقيق إنتصارين على تونس وزامبيا، ويتأهل عن جدارة واستحقاق ويضع الجزائر أول بلد إفريقي عربي يصل كأس العالم دون خسارة، مع سابقة أخرى وهي أن منتخبنا كان أول بلد عربي يتأهل مرتين متتاليتين إلى هذه المنافسة.
مقدّمات فشل مونديال 1986 الظهور المحتشم في “كان” مصر
كانت الأمور على ما يرام بعد التأهل إلى كأس العالم، لكن خلال التحضير لأجل دخول كأس إفريقيا، لم يوفق “الخضر” في المباريات الودية أين لعبوا 8 مباريات، انهزم الفريق في نصفها أمام المكسيك، المجر، كوريا الجنونية ونادي “ليل” الفرنسي، مع فوز واحد أمام الموزمبيق (بملعب باتنة)، ولم يوفق “الخضر” طبعة سعدان في كأس إفريقيا حيث خيّبوا آمال الجزائريين بمشاركة متواضعة انتهت بالخروج من الدور الأول بمصر بعد تعادلين أمام المغرب وزامبيا وهزيمة أمام الكامرون، وهو ما أثار حفيظة الجميع، فارتفعت الأصوات وتزايدت الإنتقادات، واختلطت الأمور وسط فوضى عارمة في التربصات واكتفى “الخضر” ب 3 لقاءات ودية تحضيرا للمونديال في الجزائر قبل كأس العالم شهر ماي أمام فرق وليس منتخبات (فيلمانس البرازيلي وبورتو البرتغالي انتهتا بالتعادل) مع فوز أمام بيفارن البلغاري بهدفين دون رد، وفي سويسرا لعب “الخضر” لقاءهم الأخير أمام المنتخب المحلي وإنهزموا بهدفين من دون رد قبل السفر إلى المكسيك.
إبعاد المحليين قبل مونديال المكسيك أكبر الأخطاء الشخصية ل سعدان
يعترف كثيرون أن من أكبر الأخطاء التي ارتكبها سعدان خلال مسيرته بإجماع النقاد والعارفين هو تفضليه اللجوء إلى المحترفين في مونديال 1986، حيث أقصى من أهّلوا المنتخب واستعان بلاعبين آخرين على غرار حركوك، شبال، بن مبروك وغيرهم، في تغيير لم يكن له داع، ولم يعتمد في كأس العالم سوى على 17 لاعبا في الدورة أين تنقل 5 لاعبين للسياحة في المكسيك وهم صادمي، شعيب، بن خاليدي، شبال وعمارة، ولم تحدث في مقابلة البرازيل المفاجأة التي انتظرها العالم في مقابلة إنتهت بهدف دون رد وإن قدم فيها “الخضر” مستوى راقيًا، كما تعرض سعدان لإنتقادات بتغييراته لما أخرج بلومي وعصاد وأقحم زيدان وبن ساولة، ولم يحقّق رفقاء قريشي إلاّ تعادلا أمام إيرلندا الشمالية بهدف سجله من مخالفة مباشرة جمال زيدان، قبل أن ينهزموا بثلاثية نظيفة أمام إسبانيا في لقاء الوداع.
“الفيفا” أعادت له مؤخرًا الإعتبار بخصوص “لالتيتيد”
ويعرف الجميع ما وقع ل سعدان الذي تحدث شخصيا عن ضغوط تعرض لها في تلك الدورة، وتدخل مباشر في خياراته على مستوى التشكيلة، وهي الضغوط التي أثرت على الحالة النفسية للاعبين، ما انعكس على النتائج، وعاش سعدان رد فعل عنيف وتحوّل إلى موضع سخرية لما تم الإستهزاء بمبرراته في الفشل في المونديال لما علقها على الإرتفاع عن مستوى سطح البحر، غادر سعدان الجزائر إلى المغرب ودرب الرجاء الذي من مساوئ الصدف أنه انتزع الكأس الإفريقية للأندية البطلة من مولودية وهران 1989، وأكد أنه تقني قدير، وكانت “الفيفا” العام الماضي قد قرّرت منع إقامة المباريات في المناطق المرتفعة عن سطح البحر، وهو ما جعل الإعتبار يعود إليه ولو بعد سنوات من موضوع “لالتيتيد” الذي كان قبل 24 سنة مصدرا للتنكيت، سعدان بعد قرار “الفيفا” طالب الجزائريين بالإطلاع على ذلك حتى يتأكدوا أنهم أخطؤا فيه.
عاد بعد 13 سنة مرتديًا بزّة رجل المطافئ وحقّق تأهلا إلى كأس إفريقيا
ورغم أن سعدان أقسم على عدم العودة إلى الجزائر، إلاّ أن مرور 13 سنة كاملة عما حصل له جعله ينسى كل شيء، ويقبل دعوة الإتحادية الجزائرية التي أقنعته يوم 20 جوان 1999 بتولي أمور “الخضر” في أخطر مراحل الكرة الجزائرية التي كانت تعيش وضعا صعبا للغاية، لكن سعدان قبل المهمة مرتديا “بزّة (بدلة) رجل المطافئ” وخلف إيغيل بجدارة أين حقق التأهل إلى دورة كأس إفريقيا بغانا ونجيريا 2000، أين تعادل أمام ليبريا على أرضها 1-1 وفاز عليها في عنابة 4-1 وخسر في تونس 0-2 لكنه انتصر على أوغندا بنتيجة 2-0، وحقق مكسبا كبيرا قبل أن ينسحب تاركا مقاليد الأمور للمغترب ناصر سنجاق.
قَبِل القنبلة الموقوتة في 2003 وأخرج ملايين الجزائريين إلى الشوراع بقهره “الفراعنة”
وتم الإستنجاد بخدمات رابح سعدان من جديد وفي ظروف أصعب، وذلك في 26 سبتمبر 2003، في وقت كانت تعيش الكرة الجزائرية فيه الإحتضار الحقيقي، ونجح في الفوز على منتخب النيجر ذهابا وإيابا (0/1 و6/0)، وتأهّل إلى دورة تونس 2004 التي حضرها آلاف الجزائريين وعرفت بلوغ المنتخب ربع النهائي بعد تعادل أمام الكامرون (1/1) والفوز على مصر (2/1) وخسارة أمام زيمبابوي (1/2)، ثم إقصاء دراماتيكي أمام المغرب (3/1) في المقابلة الشهيرة، وقد فجّر الانتصار على الفراعنة فرحة عارمة وأخرج ملايين الجزائريين إلى الشوارع، خاصة أن لا أحد توقع الإنتصار والتأهل (الفوز كان قد أهل “الخضر” بنسبة كبيرة) بإعتبار أن سعدان كانت تصريحاته حذرة قبل التنقل إلى تونس وقال أنه لن يعد بشيء قبل أن يفعلها ويحقق مشوارا اعتبر مشرّفا.
عاد وحقق معجزة لم ينتظرها أكثر المتفائلين بالتأهل إلى مونديال “مانديلا”
عاد سعدان شهر مارس 2008، في ظروف غير عادية بما أن الجزائر لم تشارك في دورتين متتاليتين من كأس إفريقيا، وتبنى مشروعا سريا لإعادة الكرة الجزائرية إلى الواجهة رغم ضعف مكتب الإتحادية، وجاءت النتائج في الدور الأول موفقة بالفوز على السنغال (3-2) والخسارة أمامه (0-1)، والفوز على غامبيا (1-0) والإنهزام على أرضها بنفس النتيجة، والإنتصار على ليبيريا (3-0) والتعادل على بلد “جورج وياه” سلبا، ما فسح المجال للمرور إلى الدور الثاني الذي فاز ‘'الخضر'' فيه على مصر 3/1 و1/0 في المباراة الفاصلة، وخسروا 0/2 في مصر، كما انتصر أشبال سعدان على زامبيا ذهابا وإيابا 0/2 في زامبيا و1/0 بملعب البليدة وتعادلوا 0/0 في رواندا وفازوا عليه 3/1 بالبليدة محققين تأهلا بملعب المريخ السوداني (أم درمان) يمكن تصنيفه في خانة المعجزة بالمناسبة لمنتخب لم يتمكن حتى من التأهل إلى كأس إفريقيا وتراجع بشكل رهيب في السنوات الأخيرة.
صار أكثر نضجًا وصرامة
تعلّم سعدان من أخطاء الماضي لاسيما من مونديال المكسيك والضغوط التي تعرض لها، وقاد الفريق قبل كأس العالم التي انطلقت أمس إلى تحضيرات كان فيها أكثر صرامة وجدية، وتعامل دون عاطفة مع الجميع، وقبل ذلك كان قد أقصى مجموعة من اللاعبين بعد مباراة صربيا التي أظهرت محدوديتهم، ويبدو أنه استفاد من الدرس، ففي قائمة ال 25 التي استدعاها لم تكن ضمنها مفاجآت كبيرة، رغم تفضيله اللجوء إلى المحترفين وهو خيار زكاه أغلب الملاحظين، مع تحفظ بسيط بخصوص 7 لاعبين جدد، ولو أنه استخلص منهم لاعبين سرقوا الأنظار بسرعة خلال اللقاءين الوديين الأخيرين على غرار قادير وبودبوز وبدرجة أقل مصباح وڤديورة الذين يمكن أن نشاهد بعضهم أو كلهم في لقاءات المونديال.
ياحي 1986 ومنصوري 2010.. ما أشبه اليوم بالبارحة
تسلّح سعدان بالشجاعة وقرّر إبعاد منصوري من التشكيلة الأساسية قبل مباراة سلوفينيا في قرار جريء للغاية تجاوب معه كثيرون، ولم يكن من السهل إتخاذ قرار مماثل في حق قائد المنتخب، ولاعب قدم 10 سنوات من عمره خدمة ل “الخضر”، ويتذكر البعض أن سعدان ضحى ب حسين ياحي قبل المونديال بطريقة مماثلة باللجوء إلى معيار الأحسن الذي جعله يُفضّل هذه المرة لحسن ويبدة على منصوري، وكان ياحي نجم شباب بلوزداد إحدى الأوراق الرابحة ل “الخضر” قبل مونديال 1986، واعتمد عليه سعدان في كل المباريات التصفوية (10 مقابلات) 4 منها خاصة بالتأهل إلى “الكان” و6 للمرور إلى المونديال، كما شارك اللاعب في مباراتي زامبيا والكامرون في كأس إفريقيا بمصر، لكن بعد العودة من هناك كان ل سعدان رأي آخر،وفضّل عليه المحترفين لأنهم أحسن منه.
66 لقاء في المجموع، 41 رسميًا مع 22 فوزًا و10 هزائم فقط
خلال مسيرة المدرب سعدان مع “الخضر”، تبوأ منصب مدرب رئيسي في 41 لقاء رسميا، دون الإشارة إلى المقابلات التي كان فيها عضوا في الطاقم الفني خلال تصفيات كأس العالم 1982، وكانت المسيرة بالأرقام ناجحة بما أن المنتخب الوطني سجل 22 فوزا التي تتجاوز نسبة أكبر من 50 بالمائة من نسبة المباريات، بالإضافة إلى 9 تعادلات و10 هزائم، وهي أرقام تؤكّد أن وجه رابح كان مربوح وسعدان فعلا هو وجه السعد على الكرة الجزائرية، وفي مجموع كل المباريات قاد سعدان المنتخب الوطني في 66 لقاء وهو رقم كبير من الصعب أن يبلغه مدرب آخر.
كيف سيكون مشوار سعدان في نهاية سادس تجربة له على رأس “الخضر”؟
يحتفظ رابح سعدان بذكريات سيئة عن المقابلات الودية، حيث لعب 25 لقاء أشرف فيها على الفريق مدربا رئيسيا، حقق 8 إنتصارات، 8 تعادلات و9 هزائم، وجلبت له هذه اللقاءات الكثير من الأرق وألم الرأس خاصة قبل كأس إفريقيا 1986 بمصر أين جاءت النتائج مخيبة للآمال، وهو ما حصل بالتحديد بعد لقاءي صربيا وإيرلندا ليبقى “الصح” في المواعيد الرسمية، ومعلوم أن سعدان يقود المنتخب الوطني للمرة السادسة (بعد تجاربة سنوات 1981، 1982، 1984، 1999، 2003) وبعد نجاحه الكبير في مهمته بإيصال المنتخب الوطني إلى النهائيات مع بلوغ نصف نهائي كأس إفريقيا، يبقى السؤال المطروح ماذا سيحقق رجل مطافئ الكرة الجزائر في تجربة الوداع السادسة بالنسبة إليه؟ وهل سيكون بإمكانه تصحيح التاريخ وتجاوز أخطاء مونديال 1986 التي لا زالت تحسب عليه إلى اليوم؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.