صورة من الأرشيف شبّ مساء الخميس الماضي حريق مهول بالمحشر البلدي بمدينة تبسة خلّف حسب مصادر مسؤولة حرق حوالي مائة مركبة من مختلف الأنواع كانت موضوعة بالمحشر بسبب الحجز التي تعرضت له من قبل رجال الجمارك أو هي مازالت محل تحقيق من قبل الجهات المختصة. * * الحريق المهول الذي اندلع عند الساعة الثانية بعد الزوال والذي ترك علامات استفهام كبيرة لم يتمكن حراس المحشر الذين استعملوا ما لديهم من قارورات الإطفاء لتوقيف النيران حتى وصول رجال الإطفاء الذين أخمدوا لهيبه بعد ساعتين تقريبا، حيث تم التحكم في الوضع، وحسب شهود عيان فإن حضور رجال الشرطة المتميز أنقذ عشرات السيارات من عملية الحرق حيث غامروا بأرواحهم وقاموا بإخراج السيارات من المحشر عن طريق السياقة أو الدفع إلى الطريق الوطني رفقة الحراس، تزامنا مع عملية الإطفاء لرجال الحماية الذين أبلوا بلاء كبيرا في إخماد النيران. وعلى اثر هذا الحادث الذي أحدث حالة استنفار قصوى، خاصة لدى أصحاب السيارات الذين التحق البعض منهم بعين المكان، تساءل الكثير منهم عن غياب الأمن والوقاية بالمحشر والذي كان من المفروض أن لا تقع به هذه الحوادث،خاصة وأن المحشر يدر عشرات الملايين كل شهر وكان من المفروض على الجهة المسيّرة له أن توفر له وسائل الإطفاء الكافية والحماية وعددا معتبرا من العمال الذين بإمكانهم التغلب والتحكم في أي حادث يحصل سواء أكان حريقا أو اعتداء محتملا على أرزاق الناس الذين بدأوا يتساءلون عن الجهة التي ستعوضهم عن سياراتهم، وهل سيكون التعويض مائة بالمائة؟ أم أنه قد لا يتجاوز التعويض الذي تقوم به شركات التأمين إذا حصل الحريق قرب المنزل أو في مكان عمومي وهو أمر يرفضه أصحاب السيارات الذين أكدوا بأن سياراتهم سلمت للمحشر بأمر من الدرك أو الشرطة والجمارك، ومن ثمة فنحن وضعنا سياراتنا كما قالوا في مكان آمن ومحروس تابع للدولة، فسياراتنا نأخذها من المحشر كما وضعناها أو تعوض بما يعادلها نقدا. * وقد أكد حراس بالمحشر ممن وجدتهم الشروق اليومي أن الحريق سببه الأساسي يتمثل في انفجار قارورة الغاز لسيارة من نوع رونو21 التي إلتهمتها النيران وبحكم وجود الحشيش اليابس والأوراق في كل مكان عمت النيران بقية السيارات التي يوجد بها الوقود والغاز وهو الأمر الذي زاد من صعوبة عملية الإطفاء. * وفي سياق متصل تساءل الكثير ممن حضروا الحادثة عن سبب إقدام الجهات المعنية على عدم تهيئة أرضية المحشر التي لا تكلف الخزينة أي شيء، بل أن مداخيله الشهرية يمكن أن تهيئ أرضيته بالبلاط الملكي، ويمكن كذلك تهيئة جدرانه وأبوابه بكيفية تليق بمقام عاصمة حدودية، خاصة وأن مكانه جاء بطريق عمومي ومجاور لقيادة الدرك الوطني الخاصة بسرية الطرقات، وهو الأمر الذي أكده حتى الحراس الذين أكدوا بأن الماء غير متوفر كذلك شأنه شأن الإنارة العمومية المنعدمة بالمحشر الذي يضم أكثر من 500 سيارة، حوالي 300 منها محجوزة حجزا مؤقتا بسبب مخالفات مرورية ولحسن الحظ أنها نجت من الحرق بسبب وجودها بالمدخل الرئيسي من الجهة الجنوبية الذي تم تأمينه أثناء عملية الحرق. * والى غاية الانتهاء من التحقيق الذي باشرته مصالح الأمن حول هذا الحادث القريد من نوعه والذي سيدخل أصحاب المركبات والجهات المعنية في نزاع حول مصير مركباتهم والقيمة المالية الواجب تعويضها كما حدث منذ سنتين في حريق مماثل بقسنطينة، حيث مازال ضحايا الحريق لحد الآن في ورطة.. مع الإشارة أن معظم السيارات المحجوزة من الطراز الرفيع ألمانية الصنع.