الموت غرقا..أو الموت انتحارا..؟ 3 قوارب تحمل 81 حراقا تفشل في اختراق حزام حرس السواحل والبحرية تنقذ 45 منهم وتلاحق 25 فارا قتيل و18 جريحا في صفوف الحراقة بعد اصطدام قاربهم بعائمة حرس السواحل عاشت سواحل مدينة عنابة، ليلة أمس الخميس إلى الجمعة، طوارئ قصوى، استدعت تجنيد كامل وحدات البحرية الجزائرية، على مستوى الواجهة الشرقية، جراء حادثة مأساوية، صنعها مهاجرون غير شرعيين، كانوا على متن ثلاثة قوارب خشبية تقليدية الصنع. * * وهي الحادثة التي خلفت قتيلا "إكرام حمزة عمره 27 سنة " من عنابة، وإصابة 18 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، فيما لا يزال 16 شخصا في عداد المفقودين، وحسب ما أدلى به رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بعنابة عبد العزيز زايدي، فإن وقائع الحادثة، تتلخص في أن ما قدرهم 81 حراقا انطلقوا من شاطئ فيفي بأعالي رأس الحمراء بعنابة، في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا، على متن ثلاثة قوارب، قاصدين جزيرة سردينيا الإيطالية، قبل أن ترد معلومات إلى القيادة الجهوية لخفر السواحل بشأنهم، وعلى الفور تحركت الوحدتان البحريتان العائمتان رقم 360 و355، لاعتراض سبيل المعنيين، ويضيف ذات المتحدث، أنه وبعد 3 ساعات كاملة من المطاردة في عرض البحر، أقدم الحراقة على القيام بمناورات غير مسبوقة، مهددين بالانتحار جماعيا من خلال إضرام النار في القوارب، ولم يكن ذلك إلا مجرد مراوغة للإفلات من مطاردة عناصر البحرية التي كانت تسيطر على الوضع، بعد أن تمكنت من محاصرة القوارب الثلاثة على مستوى الشواطئ الصخرية لمنطقة "لاكاروب"، وفي حدود الساعة الثانية صباحا، اهتدى المعنيون يقول عبد العزيز زايدي إلى فكرة جهنمية، تمثلت في محاولتهم اختراق الحزام الأمني المحكم عليهم، وتوجهوا مباشرة بالسرعة القصوى نحو العائمتين البحريتين التابعتين لوحدات حراس السواحل، ليرتطم قاربان بمقدمتيهما، مما أدى إلى انشطار القاربين وسقوط من كانوا عليهما في عرض البحر، وفور ذلك سارعت ذات الجهات إلى العمل على إنقاذ الغرقى من الحراقة، والبالغ عددهم 45 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين ال14 وال35 سنة، إذ تم استعمال القوارب المطاطية لإنقاذ الضحايا، الذين تعرضوا بفعل الاصطدام العنيف للقارب مع العائمة البحرية إلى جروح متفاوتة الخطورة، لفظ على إثرها أحدهم آخر أنفاسه دقائق بعد انتشاله من الماء، في حين حول 18 آخرين على مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد الجامعي لتلقي الإسعافات الأولية، واحد منهم في حالة خطيرة جدا، وتبين فيما بعد حسب زايدي أن أسباب هذه المناورة الفريدة من نوعها، هي رغبة المعنيين في تخلص إحدى القوارب من المراقبة الأمنية، من خلال عرقلة عمل وحدات البحرية وانشغالها بإنقاذ أرواح الضحايا بدل ملاحقة قوارب الناجين، وهو ما حدث، إذ تسلل القارب الذي يضم 25 حراقا خارج دائرة الرقابة وتمكن من الفرار نحو وجهة مجهولة، قد تكون طريق جزيرة سردينيا الإيطالية، إلا أن مسؤول المحطة البحرية، أكد على أن عناصر البحرية يبذلون تحريات مكثفة للحاق بهم وتوقيفهم، ونفى المتحدث، أن تكون مصالح البحرية، سببا في حادثة ليلة أمس، بحسب الرواية التي يروجها بعض الناجين، مؤكدا على أن قوات خفر السواحل الجزائرية بذلت مجهوادت مضاعفة لإنقاذ الضحايا، علما أن غالبيتهم ينحدرون من ولايتي عنابة وقالمة، ومن بينهم رعية تونسي، مع الإشارة، إلى أن الأحداث الأخيرة التي عرفها عالم الهجرة غير الشرعية، على مستوى السواحل الشرقية، وبالضبط بإقليم ولاية عنابة، قد يضطر القيادة العامة للبحرية الجزائرية إلى تعزيز وحداتها بالواجهة الشرقية، كما فعلت بناحية غرب البلاد.