رئيس جمعية "التاسكا" الدكتور محمد العادل أطلقت الجمعية العربية التركية للعلوم والثقافة والفنون بأنقرة (تاسكا) مشروعا حضاريا أسمته "مشروع التمكين للغة والثقافة العربية بتركيا"، يهدف إلى تسجيل حضور إيجابي وفاعل للغة والثقافة العربية في دولة تركيا. * * * ويسعى القائمون على هذا المشروع إلى تنظيم دورات خاصّة و مكثّفة لمدّرسي اللغة العربية من الأتراك في البلدان العربية في المراحل الثانوية و الجامعية، وكذا تنظيم دورات في اللّغة العربية للأئمة و الخطباء الأتراك في البلدان العربية.. * * وخص رئيس جمعية "التاسكا" الدكتور محمد العادل، الهيئاتِ الرسميةَ ومنظمات المجتمع المدني الجزائري بدعوتها إلى تبني هذا المشروع، وقال في لقائه مع الشروق بولاية كوطاهية في الأناضول التركي: "نعرف جيدا التحديات الموجودة في الجزائر، ومع هذا ندعو أصحاب الغيرة على اللغة العربية عندكم إلى تبني الفكرة" * * وقد وضع القائمون على المشروع تصورا لآليات تنفيذه، منها توفير المنح الدراسية للطلاّب الأتراك لدراسة اللغة و الآداب العربية و إتاحة الفرصة لهم للدراسات العليا، وإرسال مدرّسين عرب متخصّصين لتدريس اللغة العربية في المؤسسات التعليمية التركية للمراحل الثانوية و الجامعية، وكذا تبنّي دورات اللّغة العربية في تركيا و اعتماد شهادات لها من قبل الجامعات و المعاهد العربية المتخصّصة ، وغيرها من الأفكار القابلة للنقاش والإثراء. * * وفي سؤالٍ له حول ما إذا كانت الدولة التركية تتبنى مثل هذه الأطروحات أم أنها مجرد أفكارٍ لأفراد، قال العادل إن "الدولة التركية تشهد عودة كبيرة إلى محيطها الأصلي والطبيعي وهو الشرق، بعد عقود من محاولة ارتمائها في أحضان الغرب، وبالتالي فإن هذا التوجه تتبناه الدولة بغض النظر عن الحكومات التي ستتعاقب عليها"، كاشفا في السياق ذاتها عن فتح وزارات مثل الخارجية والداخلية والثقافة والاقتصاد لأول مرة لمسابقات توظيف أتراك يتقنون اللغة العربية كتابة وخطابة. * * ودعا العادل في لقائه بالشروق إلى ضرورة استغلال هذه الفرصة، "كانت هناك بين العرب والأتراك قطيعة ثقافية بالدرجة الأولى، قبل أن تكون سياسية أو اقتصادية، ونعتقد أن ربط جسور التواصل بين الإخوة يكون بالأساس عبر مؤسسات المجتمع المدني، وندعو الإخوة في الجزائر إلى استثمار هذا المناخ" يضيف العادل. * * وعما تقدمه الأقسام اللغة العربية وآدابها في الجامعات التركية، أوضح الدكتور العادل أن هذه الأقسام تعيش "فقرا" علميا رهيبا من حيث المادة المقدمة للطلبة، والمنهجية المتبعة في تدريسها، وكشف عن زيارة جمعيته ل 10 أقسام ميدانية في كل من أنقرة واسطنبول ووقفت عن "يتم اللغة العربية في دولة كتركيا". * * ونقل العادل تأكيدات لرؤساء الأقسام العربية لمراسلات إلى السفارات العربية ووزارات الثقافة العرب إلا أن الرد لم يخرج شكله البروتوكولي ودون متابعة، في الوقت الذي، يضيف رئيس جمعية تاسكا، تعيش فيه اللغات الأخرى كالألمانية والإيطالية والإسبانية والعبرية "عصرا ذهبيا" لها في تركيا.