الأمير السابق أبو عبد الستير على يمين الصورة/ تصوير: مكتب باتنة الجماعة السلفية تأسست بهاتف نقال نبيل صحراوي أمر بقتل 7 من المخالفين وهم سجود! في هذا الحوار يكشف صهيب أبو عبد الستير أسرارا لم تنشر من قبل عن الجماعة السلفية، خاصة أنه عايشها منذ عام 1994 وشهد عملية "وضعها"، وتعرّف إلى قادتها ومنهم الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال نبيل صحراوي المكنى ب "أبو مصطفى ابراهيم". * * - أنت التحقت بالجماعات المسلحة بعد فرارك من سجن لامبيز عام 1994؟ * تم حبسي عام 1992 في قضية تخريب مقرات بلدية وإدارية بدائرة رأس العيونبباتنة، وكنت حينها بالحميز بالعاصمة، وبعد سجني فررت في 10 مارس 1994 خلال الفرار الكبير، وأكشف اليوم أن ثلاثة أشخاص فقط كانوا على علم بالعملية أياما قبل وقوعها، وكانوا مسجونين معنا وهم "مخلوفي نبيل" من باتنة "أبو علقمة"، وهو حاليا مساعد لدرودكال و"أبو دجانة" و"مسعود مسعودي" أمير جبل مستاوة، والتحق بالجبال الفاصلة ما بين باتنة وسطيف رفقة أمراء مثل عبد الحميد مرابط "أبو سمية" وبوخالفة سليمان "ابن مسعود". * * - خلال عشر سنوات قضيتها في جبال باتنة وسطيف المنطقة الخامسة من هم "الأمراء" الذين عرفتهم خلال هذه المرحلة الطويلة؟ * خلال عقد كامل تعرفت على عدة أمراء ومن القياديين الأوائل، مثل عبد الحميد مرابط الذي كان أمير معروفا، وبوخالفة سليمان، الغريب في الأمر أن الأمير عبد الحميد مرابط رفض التحاق أحد الشبان بنا في الجبال قائلا له "الزم بيتك واطع والديك وفكر في مستقبلك"، وعندما سمعت ذلك قلت له عجيب كيف أن شابا يريد الصعود إلى الجبل للجهاد، لهذا قال لي "يا بني سيأتي عليك زمان تفهم فيه المغزى من هذا"، واكتشفت ذلك فعلا بعد انحراف الجماعات الإسلامية عن المنهج الصحيح، عرفت أيضا نبيل صحراوي أبو مصطفى ابراهيم، كذلك فإن "أبو علقمة" واسمه الحقيقي مخلوفي نبيل أحد القياديين مع عبد المالك درودكال الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال كان جنديا عندي، عبد الرزاق البارا أيضا عرفته كما عرفت حسان حطاب الذي أدخلته إلى منطقة الأوراس من جبل بوطالب، أما علي مهيرة المكنى أبو رداحة العقل المدبر لمحاولة اغتيال بوتفليقة فكنت أعرفه وحقيقة الأمر كان شخصية عادية جدا، ولم يكن أبدا في مستوى القيادات الأولى، ولست أدري من أين جاءته هذه الهالة، لقد كان في زمننا مجرد اسم نكرة، من الصعب أن أشخص كل الأسماء، فقد شغلت خلال عقد كامل مسؤولية أمير كتيبة الاعتصام ونائب أمير الجند للجماعة السلفية للدعوة والقتال بالمنطقة. * * - بدأت تعارض قيادات الجماعة الإسلامية المسلحة، والجماعة السلفية للدعوة والقتال وتحديدا معارضة نبيل صحراوي الأمير الوطني مبكرا، لماذا حدث ذلك؟ * حقيقة في بداية الأمر، كنا هاربين من النظام، ولنا أفكار تنتمي للجبهة الإسلامية للإنقاذ، عندما التحقنا بصفوف الجماعات، كان بيننا عناصر يحملون أفكار الجهاد الأفغاني، بالنسبة لنا كان "الجهاد" يعني قتال مؤسسة عمومية، تتمثل في الحكومة، فهؤلاء يطلقون التكفير لعموم اللفظ، لا بخصوصه، لكن لايحكمون على الأفراد بالتكفير العيني، أذكر مثلا أن أحدا أغار على منزل شرطي ببلدية صالح باي عندما لم يجده أخذ متاعه وأغراضه، لكن أمير الجماعة واسمه "أبو الوليد" وكان في جماعة الدعوة والتبليغ قبل أن يلتحق بالجماعات المسلحة، أمره بإرجاع تلك الأغراض، لأن الشرطي والدركي مسلم لا يجوز أخذ ما له ما بالك بحياته، هذا كان في بدايات الصعود، لكن انقلبت الأمور عقب ذلك انقلابا مريعا. * * - متى وقع ذلك الانقلاب بالتحديد؟ * فتاوى "يخلف شراطي" وهو من شيوخ الجبهة الإسلامية ومؤسسيها، حدثت نقلة نوعية عندما تحدث عن "نبذ الحكومة ومجاهدتها" من هنا بدأ الانحراف إلى أن تعمق مع تأسيس الجماعة الإسلامية المسلحة، أذكر أن اقتتالا وقع بين صفوف كتيبة بريكة وقع فيها قتيل هو "أسد الله" وأربعة جرحى بعد صراع حول الأحقية بالإمارة بين القدماء والجدد بعد مقتل الأمير محفوظ أمير بريكة، وكان هذا هو الحال داخل الجماعات المسلحة، حيث الصراع على "الإمارة" هو السائد بسبب "الهوى المتبع" و"الشيخ المطاع"، لكن الأمور تفاقمت بعد مجيء جمال زيتوني، حيث عارضنا مثلا البيانات التي طالبت بقتل عمال سوناطراك والحماية المدنية والجمارك وعارضنا تكفير عامة الناس، ولما جادلنا قياداتنا بالحجج الشرعية اعتبرنا نبيل صحراوي أبو مصطفى ابراهيم عصاة، وعزلنا رفقة11عنصرا وقد حاكمنا أبو مصطفى ابراهيم وأبو بكر الدوسن وجمال أبو يوسف الياقوتي، فتم نفينا إلى سرية السنة، كما قتلوا "قلب الدين" عريف سرية نقاوس غيلة، لكن أفظع ما ارتكبه نبيل صحراوي الذي أمر بقتل 16 شابا مسافرا سنة 1996 بين باتنة وعين التوتة، وقد وجدنا بين القتلى الذين أمر بقتلهم أبو مصطفى ابراهيم طلبة علم، عثرنا لديهم كتب الشيخ الألباني، فهل يعقل قتل مدنيين وطالبي علم، أما أخطر ما كان سببا في معارضتنا للجماعة المسلحة، ومن حذا حذوها هو "انقلابهم على العهود ونكتها" فقد أعطى الأمير أبو مصطفى ابراهيم (نبيل صحراوي) العهد والأمان لجماعة من الجيش الإسلامي للإنقاذ، وقد كان هؤلاء يسمون بأهل العقول في الدين، أعطاهم الأمان، لكنه أمر بقتل 7 منهم وهم ركوع يؤدون الصلاة، بمعنى أن القتل غفلة ليس من شيم الإسلام والدين وحتى الرجولة، فما بالك بالذين أعطيتهم العهد والأمان، حقا لقد كانت هذه الحادثة بداية الانشقاق الفعلي ومعارضة الإنحراف، أيضا قام بعض عناصر جماعة بوطالب تمثل ثلاثة أشخاص لأنهم "سبوا الله" وقد عارضنا ذلك لأن ساب الله يستتاب ولا يقتل. * * - يؤكد الكثير أن نبيل صحراوي المكنى "أبو مصطفى ابراهيم" كان شخصية هادئة قبل صعوده للجبل، لكن شخصيته شهدت انقلابا في الجبل، ما الذي حدث بالتحديد؟ * حقيقة لقد أعطى نبيل صحراوي لنفسه شخصية ليست له، لقد أصيب بجنون العظمة حتى أنه كان يرى نفسه أحق بالإمارة من عبد الرزاق البارا الذي عين أميرا للمنطقة الخامسة، ثانيا أنه أحاط نفسه بمجموعة رهط من الأشخاص وبطانة سوء تصور له الحق باطلا والباطل حقا، لقد طالبنا عبر أعيان كتائب تاغدة والموت وبوطالب والسنة بعزله من منصبه عندما جاء حسان حطاب إلى المنطقة، وقد أدخلته أنا إليها من بوطالب حتى تاغدة ومستاوة لعقد لقاء الوحدة وإعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال كان ذلك سنة 1998، لكن حسان حطاب رفض عزله لأنه من القدماء فعيّنه أميرا لكتيبة الموت مكلف بالمدينة، وعين عبد الرزاق البارا أميرا للمنطقة، لكن نبيل صحراوي أثار فتنة داخلية، عندما بدأ يشيع في صفوف الجند أنه أحق بالإمارة من البارا، وحتى إعلان الوحدة والجماعة السلفية للدعوة والقتال بحضور حسان حطاب كان بهدف تجاوز المخالفات الشرعية أواخر عهد جمال زيتوني وبدايات عهد عنتر زوابري، وقد تم إعلان الوحدة والتأسيس للجماعة السلفية بين حسان حطاب ونبيل صحراوي بواسطة مكالمة هاتفية قبل ذلك، بعدما كان نبيل صحراوي عقد العهد على إعلان وحدة جهوية بين جماعات باتنةوجيجل بقيادة أبو طلحة الجنوبي أحد قدماء الأفغان المنحدرين من جيجل، لذلك عارضت منطقة جيجل الدخول في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لأن الوحدة تمت بين الولاية الثانية (حطاب) والخامسة (صحراوي) بعدما كانت الصيغة هي الخامسة (باتنة) والسادسة (جيجل)، هذا يعني أن التفكير الجهوي كان محددا لطبيعة التحالفات والصراعات، فالجماعة السلفية كانت جماعة جهوية تأسست باتصال "بورتابل" (هاتف نقال) بين حسان حطاب ونبيل صحراوي أبو مصطفى ابراهيم. * * ** من هو الأمير صهيب أبوعبد الستير؟ * الأمير التائب(ب. محمد)، المكنى بصهيب أبو عبد الستير من قدماء العمل المسلح والجماعات الإسلامية المسلحة على مستوى ولاية باتنة ومنطقة الشرق الجزائري، حيث سجن سنة 1992 بسبب قضية حرق وتخريب منشآت يقول أنه لم يكن له ضلع فيها، ثم التحق بصفوف الجماعات المسلحة مباشرة بعد فراره من سجن لامبيز أثناء "الهروب الكبير" في 10 مارس 1994، انضم إلى جماعة جبل زكار نواحي رأس العيون بعدما مشى على قدميه من سجن لامبيز إلى منطقة رأس الوادي من بعد المغرب إلى السابعة صباحا، قبل أن يتحوّل إلى منطقة جبل بوطالب، شهد جميع مراحل العمل المسلح بعد عقد كامل قضاه في جبال المنطقة الخامسة، حيث تولى إمارة "كتيبة الرعب" بجبل بوطالب، ثم عوقب ونفي إلى منطقة باتنة وتحديدا إلى سرية السنة التي جاورت كتيبة تاغدة كتيبة الموت، عاصر الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال نبيل صحراوي المكنى ب " أبي مصطفى ابراهيم" واختلف معه بسبب منهج القتل والتكفير، كما عرف عبد الرزاق البارا وعلي مهيرة، وحسان حطاب الذي رافقه من جبل بوطالب إلى باتنة لإعلان وحدة الجماعة السلفية للدعوة والقتال، كما أن "مخلوفي نبيل" المنحدر من ولاية باتنة المكنى "أبو علقمة" أحد المقربين الحاليين من عبد المالك درودكال كان "أحد جنده" وسط التسعينيات قبل أن يصبح من مقربي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعد 10 سنوات في العمل ترقى فيها "صهيب أبو عبد الستير" إلى نائب أمير جند ومسؤول اللجنة الشرعية وأمير كتيبة الاعصتام، استفاد من المصالحة ويستعد لكتابة مذكراته ورسائله.