منذ الإعلان عن فتح باب الترشيحات للطبعة الثالثة لجائزة البوكر العربية، ورغم السرية التامة التي ميزت عملية ترشيح الأعمال ودور النشر والأسماء التي ستتولى الفصل في الترشيحات إلا أن الحرب والصراع على اكبر جائزة أدبية بعد نوبل قد انطلقت مبكرا... * وبدأت الحروب الإعلامية ومحاولات فرض بعض الأعمال إضافة لما يتداول في أوساط بعض الناشرين خاصة في مصر ولبنان من محاولة الحد من السيطرة المصرية على الجائزة بعد أن فاز بها في الدورتين السابقتين كل من بهاء الطاهر "واحة الغروب" ويوسف زيدان عن "عزا زيل"، إضافة إلى وصول روايتين مصريتين أخريين للقائمة القصيرة المشكلة من 6 روايات اختيرت للسباق النهائي، الأمر الذي أثار حفيظة بعض الناشرين في لبنان وسوريا حيث اعتبرت اللعبة مغلقة ومحسومة بين دار الشروق المصرية ودار الآداب اللبنانية بعدما عجزت رياض الريس عن اختراق الثنائية، انسحبت من لجنة أمناء الجائزة لتزيد من حجم التذمر وكثرة الأسئلة التي أحيطت بالجائزة، خاصة وأن المنسحب رفض الإدلاء بالأسباب الحقيقية وراء الانسحاب، وأرجع ذلك لكثرة المشاغل، وذهب البعض إلى أبعد من ذلك عندما قالوا إن "الأموال المرصودة للجائزة تثير الكثير من الأسئلة، إذ لا تدخل فقط قيمة العمل الروائي في تحديد موقعه وإنما تدخل الاعتبارات السياسية والجهوية والتجارية أيضا". * وعمد بعض الناشرين إلى إنشاء دور صغيرة بأسماء أخرى لدخول السباق وبدا من جهة أخرى تشغيل الآلة الإعلامية لدعم وترويج بعض الأعمال التي يتوقع أن تجلب اهتمام لجنة التحكيم واحتمال أن تصل للسباق، إذ بدأت بعض الدور في الإعلان عن مرشحيها مثلما فعلت الدار العربية للعلوم بترشيح كل من "تمر الأصابع" للروائي العراقي محسن الرملي، "2002" للروائي اللبناني غسان شبارو، "الحرمان الكبير" للروائية السعودية نور عبد المجيد، "توترات القبطي" للروائي السوداني أمير تاج السر، "المنطقة الخضراء" للروائي العراقي شاكر نوري. * ورغم الضجة والحرب التي انطلقت بين المصريين واللبنانيين على صفحات الجرائد بشأن "الحد من الزحف المصري على الجائزة" إلا أن بعض الدور المصرية بدأت في تسريب مرشحيها مثلما فعلت منشورات "الدار" التي رشحت "ديار الآخرة" لأحمد والي، "أبناء الجبلاوي" لإبراهيم فرغلي عن منشورات "العين" وعن منشورات "آفاق" تم ترشيح "القطب الثالث" و"اسدورا" للعراقي محمود سعيد، ودخلت الصحفية منصورة عز الدين السباق بروايتها "وراء الفردوس" عن منشورات "الدار" و"عن ديار الآخرة" رشحت "حكاية الحمار المخطط" لرانية خلاف و"طعم الأيام" لأمينة طلعت فيما فضلت الدور الكبرى أن تحتفظ بعنصر المفاجأة في التكتم عن مرشحيها موازاة مع اشتعال حرب الكواليس بين البلدان ودور النشر من اجل الدفع بمرشحيها لواجهة الأحداث مع كل ما تعنيه وتتيح "الكواليس" من وسائل الحرب والترويج بداية بالإعلام ونهاية بضغوطات أخرى... * وإن كانت الحرب بين الناشرين اشتعلت من جل الدفع بمرشحيهم للواجهة فإن الحرب عندنا بدأت أيضا مبكرا لكن بمحاولة خلق "فو براج" بين الإخوة الأعداء حيث أثير النقاش لأول مرة عن البوكر بين الناشرين، إذ رشحت "الاختلاف" كلا من أمين الزاوي "شارع إبليس" والخير شوار "حروف الضباب" و"يوم رائع للموت" لسمير قاسيمي، بينما دخل عز الدين ميهوبي السباق ب "اعترافات اسكرام" عن منشورات "البيت" التي يتهمهما البعض بالتحايل على قوانين الجائزة؛ كون الجزأين الأولين من الرواية صدرا قبل عامين (2007) والجائزة تشترط في الترشيحات أن تكون أعمالا جديدة. * وفي هذا الصدد أوضح صاحب منشورات "البيت "أبو بكر زمال، انه لم يتحايل على الجائزة لأن الجزأين اللذين صدرا سابقا هما جزأ من الرواية التي لم تصدر كاملة إلا في 2009 وهنا تساءل الناشر هل "يحق لرواية صدر جزء منها في ما مضى وصدرت كاملة بعد ذلك من المشاركة في الجائزة" وأضاف أبوبكر أن المهم في تقديم الأعمال للجائزة هو التعريف بالأسماء الجزائرية في المشرق، والجميل أن الجائزة أثارت نقاشا بين المثقفين والناشرين لأول مرة، واعتبر أبوبكر أن ما أثارته الجائزة والرواية شيء عادي يحدث في كل الجوائز الكبرى التي يكثر فيها حرب الكواليس من أجل فرض المرشحين. من جهتها أوضحت المديرة التنفيذية جمانة حداد أن القرار الأول والأخير هو بيد لجنة التحكيم المخولة بإصدار الأحكام النهائية على الأعمال التي يحق لها الترشح للقائمة النهائية لأفضل رواية عربية للعام.