إثر إعلان لجنة تحكيم جائزة «البوكر» العربية أسماء المرشحين للفوز بالجائزة في دورتها ال3 لعام 2010، بادر مجموعة من الأدباء العرب بإبداء تفاؤلهم، حيث اعتبروا أن العملية ستعكس خريطة إبداعية جديدة في المنطقة العربية وترفع النقاب عن إبداعات روائية جديدة. صرّح أدباء سعوديون بأن روايات وطنهم الثلاث التي وردت في القائمة الأولية للجنة، مرشحة بقوة لتفوز إحداها بالجائزة، من بين 16 رواية لمؤلفين ينتمون إلى معظم الدول العربية، مشيرين إلى أن روايات "الورافة" ل«أميمة الخميس» و"شارع العطايف" ل«عبدالله بن بخيت» و"ترمي بشرر" ل«عبده الخال» تستحق التواجد في تلك القائمة التي سيتم في منتصف شهر ديسمبر الجاري اختصارها إلى 6 روايات، يعلن عن فوز إحداها في معرض أبوظبي للكتاب خلال ال2 من شهر مارس المقبل، وقال الناقد «حسن رشيد» إن الأسماء السعودية المرشحة للفوز بجائزة «البوكر» تستحق التوقف أمامها مطوّلا، كالراوي «عبده الخال»، فهو مبدع بارز في مجال الرواية العربية، وأجمل ما في هذا الراوي الاستمرارية وعدم التوقف عند شكل أحادي، وأضاف "تثبت التشكيلة الجديدة لقائمة الروايات المرشحة للفوز بالجائزة أن الإبداع طائر حرّ لا يمكننا أسره في منطقة ما، واليوم نحن أمام محطات ثقافية جديدة للإبداع في مختلف دول المنطقة، حيث لم يعد الأمر محصورا في دولة معينة"، وأشار «رشيد» إلى أن هذه الجائزة أوجدت خلال العامين الأخيرين حراكا في إطار الرواية العربية، وهناك من أيّد بعض الفائزين والبعض كالعادة وقف يهاجم أبعاد هذه الجائزة في إطار إقليمي ضيّق، موضحا أن هنالك عدة أسماء تستحق الحصول على هذه الجائزة، "ولا أعتقد على سبيل المثال أن «نجيب محفوظ» كتب وأبدع من أجل جائزة ما عندما فاز بجائزة «نوبل» للأدب، ولكنه أوجد تواصلا مع القارىء من خلال إبداعه ومن ثم نقل الرواية العربية إلى العالم أجمع، وفي ظل ضُعف الرواية العربية مقارنة بالإبداع العالمي، تصبح لمثل هذه المبادرات أهمية حيوية"، وتابع قائلا "لا يمكننا أن نغفل أسماء كبيرة غابت عن الترشيح للفوز بالجائزة مثل «حنا مينا» و«عبد المجيد الربيعي» و«عبد الرحمن منيف»، ولكن رغم ذلك فإن هذه الجائزة تحرّك المياه الراكدة في مسيرة الرواية العربية وتلقي الضوء على إنتاج عدد من المبدعين، بما يشكل حالة قرائية لدى المتلقي"، ومن جهته أوضح الروائي «أحمد عبد الملك» أن أي مبادرة نحو تشجيع المبدعين هي سلوك حضاري ينمي لدى المبدع ملكته ويجعله محلّ تقدير، أما من ناحية الأسماء المرشحة من مختلف الدول العربية، يقول "أنا مع تقدير كل مبدع، خصوصاً وأن الأوضاع السياسية والاجتماعية في العديد من البلاد العربية تجعل من هواية الأدب عموماً والرواية خصوصاً ضرباً من الترفيه الذي يتجاوز حاجة الخبز لدى بعض المجتمعات"، وأعرب «عبد الملك» عن أمله بأن تكون جائزة «البوكر» العربية محفزّا لحركة إبداعية حقيقية في العالم العربي، وبدوره قال الكاتب «محمد فوراتي» إن الرواية السعودية تشهد للمرة الأولى حضورا بارزا في الأعمال المرشحة لجائزة «البوكر»، وهذا الأمر لم يكن مفاجئا من خلال ما تشهده الرواية السعودية والمشهد الثقافي السعودي عموما من نقلة نوعية ملحوظة في السنوات الأخيرة، وأعرب «فوراتي» عن أمله أن يفوز أحد المرشحين من السعودية بهذه الجائزة، لما تستحقه الرواية السعودية من تقدير، وكسرا للمركزية المشرقية وإحداثا للتوازن بين أجنحة الوطن العربي على الأقل في جناح الرواية، وحول مختلف الروايات المرشحة للفوز بالجائزة، قال «حسن رشيد» "هناك عدة أسماء غير معروفة، وهذا لا يعني أن الشهرة بالضرورة تفترض الجودة، ولكن الجودة في الطرح والتناول والصياغة الإبداعية هي الفيصل في هذا المجال"، وأضاف "من هنا فإن للمرء أن يتساءل حول تقييم الأعمال المرشحة، هل تم على أساس جودة العمل المرشح لحصد الجائزة أم على مكانة كاتب العمل، أم على كثافة توزيع الرواية، ومن هنا أعتقد أن بعض الأسماء سقطت خلال التقييم الموضوعي للحصول على هذه الجائزة"، ورغم ذلك يرى الكاتب «محمد فوراتي» أن جائزة «البوكر» العربية تكتسب قيمتها وتأثيرها من أنها الأكبر في عالم الرواية العربية، وهي المنبر التنافسي الأبرز الذي تتلاقى فيه أقلام الكتاب والروائيين العرب، بما ينشّط الساحة الأدبية العربية، وهنا يقول "أصبحت الجائزة مناسبة سنوية تنتعش فيها سوق أخبار الرواية العربية، وبمشاركة جل الأقطار تقريبا من المغرب العربي والمشرق والخليج، وإذا كانت الجائزة قد أخذت حظّها من الاهتمام في العام الحالي، فلأن الساحة العربية شبه قاحلة من مثل هذه المسابقات التي تُعلي شأن الرواية، وتفتح باب المنافسة الإبداعية بين كتابنا مغربا ومشرقا"، مضيفا أن الجائزة أصبحت مادة للحديث في المجالس الأدبية.