دخلت الجزائر، هذه السنة، بقوة في ترشيحات جوائز البوكر العربية للرواية، بستة أعمال لروائيين أغلبهم شباب، ويتعلق الأمر برواية "جبل نابليون الحزين" لشرف الدين شكري، الذي رشحته دار فيسرا، و"قليل من العيب يكفى" لزهرة ديك عن دار بغدادي، و"جلدة الظل" لعبد الرزاق بوكبة عن دار ألفا، و"دمية النار" لبشير مفتي، و"هلابيل" لسمير قاسيمى، ومرشح آخر لم تكشف عنه "الاختلاف". * وبدأت ما يعرف بحرب البوكر في الجزائر، مبكرا، إذ بدأ الحديث عن معنى ودواعي الترشيح، خاصة بعد أن راجت إشاعات في الوسط الثقافي والإعلامي، مفادها أن الجائزة من المحتمل جدا هذا العام أن تذهب لدولة من دول المغرب العربي. * وأكد بشير مفتى في تصريح ل"الشروق" أن "الاختلاف" رشحت 3 روايات، لكنها تتحفظ عن ذكر الأسماء، لأنه حسب مفتي أصبح الترشيح والأسماء المرشحة حدثا في حد ذاته، رغم أن العملية هي في متناول أي ناشر، ومن حق أي كاتب لكن الوسط الثقافي الجزائري صار يتعامل مع الأسماء بحساسية لا مبرر لها. * وأوضح ذات المتحدث في سياق آخر، أن هذه الإشاعة لا يجب أن نتوقف عندها طويلا، فقد تكون بالونَ اختبار أطلقته بعض الأطراف التي ترغب في إبقاء سيطرتها على الجائزة، وهو نفس الرأي الذي تقاسمه معه توفيق ومان صاحب دار فيسرا، الذي أكد أن معايير البوكر لا تتحكم فيها فقط قيمة النصوص، بقدرما تخضع لعمل الكواليس الإعلامية و"اللوبينغ" الثقافي، الذي لا نتقنه نحن كجزائريين، ليدعو كل الإعلاميين الجزائريين في الخارج، خاصة في وسائل الإعلام العربية، لأن يرافعوا من أجل فرض الأدب الجزائري والتعريف به عند الآخر، ورافع في تصريحه للشروق لصالح الدخول بقوة ومحاولة فرض الذات، لأن أعلامنا اليوم ما يزال غارقا في محليته، ولم يستطع الدخول إلى حلبة المنافسة في الإعلام العربي. * زهرة ديك التي دخلت المنافسة بروايتها "قليل من العيب يكفي" أكدت أن المشاركة الجزائرية تبقى ضرورة وواجبة، حتى نفرض على الآخرين قراءتنا والتعرف علينا، ويبقى فرض الأعمال الجزائرية حسب ديك عملية صعبة جدا، نظرا للاعتبارات التي تخضع لها البوكر إعلاميا وسياسيا أيضا، ودعت الإعلام الجزائري ألا يتوقف كثيرا عند الإشاعة التي تم إطلاقها، بأن الجائزة محتمل أن تذهب لدولة من دول المغرب العربي، لأن الواقع أثبت أن الحقيقة تسير عكس الإشاعة، وقد رأينا العام الماضي كيف ذهبت علوية صبح ضحية الشائعات. * وفي سياق الإشاعات التي تداولها الوسط الثقافي، هناك من يقول إنه ترشيح رواية واسيني الأعرج من طرف دار الآداب اللبنانية، ولكن الكاتب نفى في اتصال هاتفي مع الشروق علمه بهذا الترشيح، ليبقى الوسط الثقافي يعيش على وقع الشائعات التي تطارد الجائزة المثيرة للجدل منذ انطلاقها، بشكل وضع مصداقيتها موضع التساؤل. * *