نبّه رئيس جمعية تنمية النحل بالمتيجة إلى وجود مبيدات حشرية بالسوق الوطنية غير مرخصة تباع بالسوق الموازية يتم استخدامها من طرف فلاحين بعشوائية للقضاء على الحشرات الطفيلية التي أصبحت تقضي على محاصيلهم الزراعية وأشجارهم المثمرة. * * مؤكدا أن تلك المبيدات ذات مفعول قوي تقضي على الحشرات الضارة والنافعة على حد سواء بنسبة 100٪ واستعمالها العشوائي أدى إلى اكتشاف أمراض جديدة أثرت في النظام البيئي من خلال ظهور حشرات مثل "العنكبوت الحمراء" التي أتت على أشجار الحوامض بفعل رش المبيدات القوية لمكافحة الحشرات أثناء ظهور الأزهار، وهي المُهمّة التي كانت تقوم بها حشرة "الدعسوقة" وفق نظام بيئي محكم للتخلص من الطفيليات الغازية لأوراق النباتات. * هذه المبيدات أثرت بشكل سلبي على حياة النحل الذي يحلق على أزهار سامة عجلت في قتله، وبالتالي تراجع كمية العسل، مشددا في كلامه على ضرورة مراقبة سوق المبيدات وحضر استعمالها أثناء عملية الإزهار خاصة أنه لا توجد مخابر في الجزائر قادرة على تحديد نوع المبيدات المسممة للنحل، وأشار في سياق حديثه أن أوروبا تضع النحلة كمقياس لمعرفة إن كانت البيئة في صحة أو خطر، موضحا خلال مشاركته بمؤتمر مربي النحل بالبحر الأبيض المتوسط في مونبلييه بفرنسا أن المتدخلين أجمعوا على منع تسويق 150 نوع مبيد حشري يتسبب بطريقة مباشرة أو غيرها في قتل أسراب النحل، ممّا أحدث ضجة لدى أصحاب مصانع المبيدات الذين لم يهضموا فكرة غلق مصانعهم، وبالتالي لجؤوا إلى الترويج لمنتجاتهم الممنوعة أوروبا وتصديرها إلى دول العالم الثالث، داعيا في ختام حديثه مربي النحل وجميع النحالين إلى ضرورة التوجه لإنتاج عسل طبيعي "بيو" والبحث عن مناطق رعوية آمنة بمنطقة الصحراء الواسعة التي استطاع النحل التأقلم على مناخها. * وفي معرض حديثه أكد السيد حمزاوي أن إنتاج العسل بالجزائر يغطي احتياجات السوق ما يشكل نسبة 50٪ مستدركا في سياق كلامه إلى تراجع إنتاج عسل الحمضيات لهذه السنة بسبب اضطراب المناخ وموجات البرد التي اجتاحت المناطق الساحلية متسببة في تساقط أزهار الحمضيات قبل أن تستفيد منها أسراب النحل، إضافة إلى الاستعمال العشوائي للمبيدات الحشرية على النباتات والتي ساهمت بدورها في تقليص أسراب النحل، حيث وصل إنتاج الخلية الواحدة من عسل الحمضيات الى 5 كلغ لهذا الموسم في حين أنه سابقا فاق إنتاجها ال 10 كيلوغرامات في الخلية الواحدة. * من جانب آخر أبدى نفس المتحدث تفاؤله لكميات عسل الكاليتوس المحصلة لهذا الموسم جراء التساقط المعتبر للأمطار التي كانت فأل خير على أشجار الكاليتوس التي تفضل المناطق الرطبة الغنية بالماء مما يُفسر انتشارها بمناطق عديدة واستقطابها لأسراب هائلة من النحل، حيث اهتدى النحالون إلى اتباع طريقة نقل صناديق العسل عدة مرات في السنة إلى أماكن متباينة لجني أنواع مختلفة منه، وبذلك استطاع بعض النحالين من فتح محلات خاصة ببيع العسل ومشتقاته لوفرته وجودته مقارنة بالعسل المستورد التي بينت التحاليل المخبرية أنه غير مطابق للمواصفات العالمية، لكن الإشكال الذي يبقى مطروحا لدى النحالين هو انعدام سوق منظم لهم فما يقارب 80٪ من المنتجين يتداولون الإنتاج والبيع بطريقة فوضوية.