مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة اتهمت جدّة الطفل (مهدي.ت) إدارة مستشفى مصطفى باشا الجامعي بقتل حفيدها وهدّدت برفع دعوى قضائية ضدها بتهمة قتله بعد خضوعه لعملية ختان ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الماضي، حيث اتهمت الممرضة بزيادة جرعة المخدّر للطفل مما أفضى إلى دخوله في غيبوبة ثمانية أيام ومن ثمّ وفاته. * وذكرت السيدة زكية.ت أن أن الممرضة المشرفة على التخدير بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة وبالتحديد مصلحة طب الأطفال، قد ضاعفت الجرعة لأن الطفل كان يتحرك كثيرا وأن الممرضة ذكرت للجدة أنها ستقوم "بصرعه" على حد تعبيرها. * وفي الوقت الذي تم إخراج بقية الأطفال الذين خضعوا لنفس العملية في الليلة الموالية، بقي الطفل مهدي 8 ليال مكثت فيها الجدة إلى جانبه في غرفة الإنعاش، وكان الأطباء والممرضون يجيبونها بأنه في حالة غيبوبة سيستفيق منها بعد أيام، لكن لم يذكروا لها السبب في ذلك، حسب أقوال الجدة. * وطيلة هذه المدة، كان الطفل مهدي موصولا بجهاز لجس نبضات القلب وكذا أنبوب للتنفس إضافة إلى ضمادات كانت على عينيه، ولمّا تساءلت الجدة عن أسباب ربطه بكل هذه الأجهزة أعلمتها الممرضة هناك أن جهاز التنفس ونبضات القلب حتى لا يتوقف دماغه عن العمل أما الضمادات فحفاظا على صحة عينيه من شعاع الضوء بالغرفة. * وقالت الجدة خلال حديثها إلى "الشروق اليومي" إن الفريق الطبي هناك طالبها بالتحاليل والأشعة للطفل التي أثبتت حسب بعض الأطباء أن حفيدها تعرض إلى تجلّط دماغي بسبب الجرعة الكبيرة للمخدر التي حقن بها، وهو ما أنكره الفريق لدى مواجهتهم بها، أما البروفيسور المشرف على الختان الجماعي الذي تم ليلة السابع والعشرين فقد ذهب مباشرة بعد الوفاة إلى الخارج ولم نتمكن من الاتصال به. * الوفاة وحسب الملف الطبي الذي تمكنت الجدة من سحبه من المستشفى يثبت الوفاة في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم، وتم دفنه ببوفاريك بالبليدة، إلا أن العائلة لم تطلب إخضاعه إلى التشريح الطبي، وقد تسبب خبر الوفاة في حالة هيجان لدى الأم التي تسببت في تحطيم العديد من الأجهزة بالمستشفى دون أن يتعرّض لها أي شخص بالأذى، وتم حقن الضحية في اللحظات الأخيرة بالدم على اعتبار أنه فقد كميات كبيرة منه، تقول الجدة التي أضافت أن الغرض من إبقائه بالمستشفى هو تخليص الجثة من كمية المخدر التي حقن بها. * ولدى اتصالنا بإدارة المستشفى، أجابنا مديرها السيد ظهار بأن هذا الإشكال طبي بالدرجة الأولى ولا يمكن لأحد أن يجيب عليه سوى البروفيسور المشرف على مصلحة طب الأطفال، مضيفا أن مثل هذه الأحداث تقع حتى في كبرى المستشفيات مثلما حدث قبل فترة في مستشفى "فال دوغراس" الفرنسي إذ توفي مريض من شدة قوة جرعة المخدّر لأن مثل هذه الوفيات تسجل حالة من ألف حالة وهو أمر واقع وليس بالغريب. * للتذكير، تم ختان الطفل موازاة مع مجموعة من الأطفال في حفل جماعي بسبب ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، تطبيقا لتعليمة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التي أمرت أن تتم عمليات الختان جميعها بالمستشفيات العمومية وألا تتم بالعيادات الخاصة تجنبا لحادث مثل هذا.