صورة من الأرشيف تحركت نهاية الأسبوع الماضي عناصر الشرطة القضائية لأمن ولاية تبسة لوضع حد لإحدى أكبر قلاع الفسق وفساد الأخلاق بالمدينة والمتمثلة في حوالي 15 وكرا منتشرة على طول طريق وادي زعرور المحاذي لمحطة المسافرين بباب الزياتين. * العملية التي شارك فيها العشرات من رجال الأمن تحت الإشراف المباشر لرئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، وعلى الرغم من صعوبة المهمة لما كان يحمله الحي من مخاطر اعتداءات اللصوص الذين تم توقيفهم من خلال الحملات المتتالية لرجال الأمن منذ شهر رمضان وكذلك حيل المومسات وزبائنهن في غلق الأبواب والتملص عبر أماكن أخرى حينما يسمعون بطريقة أو بأخرى بدوريات رجال الأمن الذين تمكنوا هذه المرة بسبب السرية والتكتم عن المهمة الى آخر لحظة، حيث وبعد الانتشار والتموقع الجيدين بالأماكن الحساسة، من توقيف 10 نساء تتراوح أعمارهن بين 25 و45 سنة و6 رجال متلبسين بفعل الفاحشة داخل الأوكار ال 12 التي تم الدخول إليها من قبل رجال الأمن، حيث تم العثور على كميات من المشروبات الكحولية وأفرشة رثة ومقاعد تم تحويلها بواسطة إحدى الشاحنات الى مقر الأمن. * وقد استغرقت العملية التي حضرتها "الشروق اليومي" حوالي ساعتين وتابعها بفرح العشرات من المواطنين من سكان الحي الذين ظلوا يراقبون عملية التطهير من المومسات اللائي جيء بهن من مختلف ولايات الوطن بواسطة شبكات متخصصة في النقل والتحويل. وقد أبدى المواطنون في حديث لهم للشروق اليومي ارتياحا كبيرا للعملية متمنين تهديم أوكار العار التي دنست الحي وجعلت منه وصمة عار في جبين سكان المنطقة، ومدينة تبسة، مدينة العربي التبسي ومالك بن نبي بصفة عامة، وقد برر المطالبون بتهديم المنازل حتى لا تستغل مرة أخرى من طرف أخريات أو بعد خروج من تم توقيفهن نهاية الأسبوع الماضي بعد انقضاء عقوبة السجن التي سيقضونها بتهمة إنشاء محل للدعارة وفساد الأخلاق. * وقد تزامنت هذه العملية مع مراسلة لبعض سكان الحي الذين ناشدوا الجهات المعنية بضرورة القضاء على كل أنواع الانحرافات والسلوكات المشينة والتي كانت حسب مراسلتهم التي تسلمت "الشروق اليومي" نسخة منها هي السبب المباشر في كثرة الجرائم والاعتداءات، حيث أن أكثر من 90 بالمائة من الاعتداءات تحصل بوادي زعرور ووادي الناقص، وأغلب أبطالها من زائري أوكار الفساد بعد ترصدهم من المختصين في العمليات الإجرامية التي يكون رجال الأمن قد وضعوا حدا لها بالحي والذي عرف أكثر من مرة أعمال شغب من قبل المواطنين الذين أقدموا في إحدى السنوات على القيام بعملية حرق للمنازل المشبوهة مثلها ما حصل بحي تراب الزهواني كذلك، لكن الأمور سرعان ما تعود الى ما كانت عليه لأسباب متعددة منها ما هي توارث بعض الأشخاص هذه المهنة القديمة القذرة وليس من السهل اجتثاثها منهم.. لكن أن تبقى تبسة "عاصمة" لمثل هذه الأعمال المشينة فهذا ما حدث الإجماع الآن على رفضه، خاصة أن المدينة كانت قد اهتزت منذ أزيد عن سنتين على وقع ما كشفته "الشروق اليومي" حينها من تحويل منزل المفكر الجزائري والعالمي مالك بن نبي الذي شرب فيه الفكر والعلم إلى مكان للدعارة، حيث أوقفت مصالح الأمن رجال ونساء منهم حتى أجانب في وضعيات لا أخلاقية، ناهيك عن المخدرات والخمور في أشرف بيت في تبسة، وللأسف فإن تشميع البيت منذ تدخل مصالح الأمن لم يحقق أمنية السكان والمثقفين من كل الجزائر الذين طالبوا بتحويله إلى متحف.