وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل علمت "الشروق" من مصادر عليمة، أن السلطات المختصة بصدد فتح تحقيقات وتحريات معمقة بشأن الفضائح التي لحقت بمجمع فرفوس لإنتاج الفوسفات والحديد، والمصير الحتمي الذي لاقته الوحدات والمناجم التابعة له بكل من جبل العنق ببئر العاتر ولاية تبسة، بلاد الهذبة بنفس المنطقة، منجم سيدي معروف بولاية جيجل، ومشروع إنجاز أكبر مركب لتكرير وتحويل الفوسفات بالمغرب العربي الذي اختيرت له أرضية بمساحة 450 هكتار تقع بمشتة براهمية بلدية واد فراغة دائرة بوشقوف ولاية ڤالمة، بالشراكة بين مجمع فرفوس والمؤسسة الوطنية لإنتاج البترول والمواد البترولية سوناطراك، الى جانب شركة باكستانية تحمل اسم شيميكال أوف باكستان. * * وقالت مصادر "الشروق"، إن لجانا أوفدتها رئاسة الحكومة، ستعمل على التحري في أمر غلق منجم بلاد الهذبة الذي كان من المرتقب أن يشرع في الإنتاج بداية من العام الداخل بطاقة إنتاجية تبلغ 4 ملايين طن، وباحتياطي يتجاوز 300 مليون طن، علما أن منجم بلاذ الهذبة الذي كانت قد زارته "الشروق" العام الماضي، قد جلب له عتاد بقيمة مالية إجمالية تجاوزت 30 مليار سنتيم، وكان من المزمع أن يمول مركب بوشقوف الذي تم إجهاضه لحد الساعة، إذ تضيف نفس المصادر، بأنه بالرغم من أن المحادثات بين الأطراف الثلاثة الشريكة في المشروع كانت قد بلغت مستويات الاتفاق النهائي، عقب التعليمة التي وجهها رئيس الحكومة أحمد أويحيى بتاريخ 6 من شهر سبتمبر من العام الفارط الى كل من وزير الفلاحة ووزير الداخلية وكذا وزير الطاقة والمناجم ووالي ولاية ڤالمة، يأمرهم من خلالها بضرورة تدارك العراقيل التي تحول دون تجسيد المشروع على أرض الواقع، وفور ذلك تم تبسيط الصعاب أمام الشركاء الثلاثة عملا بتعليمات أويحيى لإنجاز أكبر مركب لإنتاج الحامض الفوسفوري والمواد الأزوتية التي تدخل في التركيبة الكيمياوية للنيثرات الفلاحية، وكان من بين شروط تجسيد المشروع، التزام الشركاء بتحويل 6 ملايين طن من الفوسفات كبداية على أن يتم الارتقاء بالإنتاج الى ما قدره 20 مليون طن بعد السنة الثالثة من دخوله حيز الخدمة، وأشارت مصادرنا الى أن الحكومة أبدت امتعاضا من التأخر الفادح المسجل في عملية انجاز المركب، تحت حجة تردد مجمع فرفوس في ذلك تحت داعي تأثيرات الأزمة المالية العالمية والركود الذي ضرب أسواق الفوسفات عبر العالم توازيا مع الانهيار الذي لاحق أسعار البترول بالأسواق العالمية خلال أشهر العام الماضي، وطالبت مصالح الحكومة القائمين على المشروع من الجانب الجزائري بإجبارية تقديم تقارير فورية عن الوضعية التي آل إليها، ومن جانب آخر سجل ملف منجم الحديد بسيدي معروف شرق ولاية جيجل المهدد بالتوقف والغلق بسبب تأخر عمليات المسح والطبوغرافيا، استياء لدى الوزير الأول الذي طالب بإعادة فتح المشروع وإحيائه من جديد تماشيا مع متطلبات السوق الوطنية، ومعلوم أن منجم سيدي معروف تابع بدوره لمجمع فرفوس للحديد والصلب. * واستغربت مصادر "الشروق" السر الكامن وراء رغبة أطراف لم تذكرها في إجهاض مشاريع اقتصادية كبرى بهذا الحجم ومن يكون من مصلحته قتل رغبة السلطات العليا في البلاد في خلق قاعدة صناعية كبرى لها علاقة بميدان إنتاج الفوسفات والحديد، وتتخوف ذات الجهات من أن يكون للأمر علاقة بمؤامرة خارجية، يبقي على الجارتين المغرب وتونس رائدتين عالميا في هذا المجال. أما جهات محسوبة على مجمع فرفوس، فقد أرجعت سبب التأخر الى الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها السلبية على أسعار الفوسفات والتوقف شبه التام لعملية التصدير نحو كل من اندونيسيا وأستراليا، وأشارت الى أنه بالإمكان تدارك الموقف مع الارتفاع الملحوظ لبرميل النفط وانتعاش الأسواق الدولية.