وزير الطاقة والمناجم: شكيب خليل أبدت وزارة الطاقة والمناجم تخوفات كبرى بشأن التراجع المخيف لإنتاج مادة الفوسفات بالجزائر خلال العام الجاري، مقارنة بكميات الإنتاج المحققة عام 2008، والتي بلغت للمرة الأولى منذ إنشاء منجم جبل العنق ببئر العاتر، ولاية تبسة، حدود المليون و800 ألف طن، في حين نزل سقف الإنتاج إلى ما يتجاوز 50 بالمائة متوقفا عند 750 ألف طن لعام 2009. * ونقلت وزارة شكيب خليل انشغالها بالقضية الى مجمع فرفوس الذي يدير منجم جبل العنق وبلاذ الهذبة بولاية تبسة. كما تقدمت المفتشية العامة للوزارة باستفسار عن سر هذا الانهيار الرهيب في عملية إنتاج الفوسفات مقارنة بالعام الماضي، بالرغم من توفر الإمكانات المادية والبشرية لمواصلة سيرورة النجاحات المحققة وسلم الرفع من القدرة الإنتاجية التي دأبت عليها المؤسسة خلال الأعوام الفارطة. ولجأت وزارة الطاقة والمناجم، كإجراءات استعجالية لدفع وتيرة العملية الإنتاجية، إلى حل هولدينغ المناجم (مؤسسة تسيير مناجم الدولة)، وإلحاق مؤسسة فرفوس لإنتاج المواد الفوسفاتية والحديد بمجمع تابع بصفة مباشرة لوزارة الطاقة يسيره إطار من الوزارة نفسها، وذلك بعد أن لاحظت سياسة الإهمال واللامبالاة المعتمدة من طرف الهولدينغ لواحدة من بين الشركات الكبرى في الجزائر، والتي تشارك في عملية التصدير بنسبة محترمة، قبل أن تتقهقر الى مستويات دنيا عام 2009، وتخسر عدة أسواق عالمية وزبائن بكل من القارات الأسيوية، الأوربية وأمريكا الجنوبية. كما لجأت وزارة شكيب خليل إلى التفاوض مع زبائن الغاز على شرط اقتناء مادة الفوسفات كما هو الشأن مع المفاوضات الجارية مع نظيرتها الأرجنتينية، وهي المفاوضات التي تعرف تقدما ملحوظا، إذ زار مؤخرا وفد ممثل عن الحكومة الأرجنتينية الجزائر ووقف على مركب الإنتاج ببئر العاتر كما تفقد إمكانات التصدير على مستوى ميناء عنابة. * من جهة أخرى علمت الشروق أن تحقيقا وزاريا وآخر أمنيا تعكف عدة جهات على إعداده يخص الوضع العام لمجمع فرفوس عقب التقارير السيئة الواردة بشأن تدهور وحدات الإنتاج وانخفاض معدلات النمو بشكل رهيب وكذا توقف العمل بمنجم بلاذ الهذبة إلى الشرق من بلدية بئر العاتر، ولاية تبسة، والذي كان مقررا أن ينتج 300 ألف طن سنويا، إضافة الى التوقف غير المبرر لمركب تكرير المواد الفوسفاتية والحامض الفوسفوري ببوشقوف، ولاية قالمة، والوضعية الصعبة التي يتواجد عليها منجم الحديد التابع لنفس المجمع والواقع بسيدي معروف شرق ولاية جيجل. ويرتقب أن تطيح هذه التحقيقات برؤوس كبيرة في المجمع خاصة على مستوى ولاية تبسة.