الأمين العام للتجمه الوطني الديمقراطي:أحمد أويحي كثف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي تحركاته في اتجاه القياديين القدامى في الحزب الذين برزوا خلال السنوات الأولى من المرحلة التأسيسية للحزب وتقلدوا حينها باسمه مسؤوليات سامية في البرلمان والحكومة، قبل أن يغادروا هياكله طوعا أو كراهية في ظل الأزمات الداخلية المتلاحقة التي مزقت جسم الأرندي بعد استقالة الرئيس السابق اليامين زروال. * ويتوقع إطارات الحزب ان يفتح المؤتمر القادم النقاش حول ملفات بقيت مؤجلة بسبب الأزمات الداخلية للأرندي ومنها تأطير العلاقة التنظيمية والسياسية بين الحزب ووزرائه في الحكومة، حيث يوصف وزراء الأرندي بأنهم الأكثر بعدا عن هياكل ونشاطات حزبهم بين وزراء الأحزاب الأخرى، كما من شأنه ان يضبط علاقة أكثر وضوحا مع مسؤولي المنظمات والجمعيات الوطنية المحسوبين على الحزب. * وبين هؤلاء وأولئك تظهر فلسفة التسيير الجديدة التي يعتمدها أويحيى مبنية على تسليم مفاتيح الحزب في الولايات لمن أثبت قدرته على التعبئة الانتخابية وتحقيق نتائج في التشريعات والمحليات السابقة، ويخطط اويحيى للتمكين في المجلس الوطني وهيئات الحزب القيادية الأخرى لهذه المجموعة الأخيرة التي استقطبت إليها كثيرا من الإطارات السياسية والبرلمانيين من خرج أطر الأرندي. * يأتي ذلك عشية انعقاد المؤتمرات الجهوية للأرندي وعددها ثمانية تتوزع على كل جهات الوطن، ليبدأ معها ربع الساعة الأخير من تحضيرات ما قبل انعقاد المؤتمر الوطني، واختار أويحيى للإشراف على المؤتمرات الجهوية المقربين منه من أمثال وزير المالية الأسبق عبد الكريم حرشاوي الذي سيكون حاضرا في قسنطينة، والرجل القوي في الأرندي رئيس جمعية متقاعدي الجيش محمد الطاهر بوزغوب الذي سيشرف على مؤتمر العاصمة، فيما يطير عبد السلام بوشوارب إلى بجاية. * وقالت مصادر قيادية في الحزب أن اويحيى يعمل جاهدا على إعادة تقريب عدد من قدامى القياديين ممن يصنفون ضمن فئتي "الغاضبين والمغضوب عليهم" من خلال إدراجهم في مختلف اللجان الفرعية المكلفة بملفات تحضير المؤتمر القادم، ويقصد بفئة الغاضبين عدد من قياديي الأرندي الذين فاجأهم أويحيى بإقصائهم من قوائم الحزب في تشريعيات العام الماضي، وعبروا عن غضبهم منذ ذلك الوقت بالبقاء بعيدا عن النشاطات المركزية التي تنظمها قيادة الحزب مع الاحتفاظ بوجودهم في هياكله. * ويتصدر هؤلاء مسؤولو جمعيات ومنظمات وطنية مثل القائد العام للكشافة الإسلامية نور الدين بن براهم، والأمنية العامة لاتحاد النساء نورية حفصي، وأيضا رئيسة المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب فاطمة الزهرة فليسي، وبشكل مواز تحرك أويحيى في اتجاه جماعة المغضوب عليهم كما يسمى أولئك الذين قطعوا صلتهم التنظيمية بالأرندي منذ سنوات، ومن بين أكبر العائدين إلى أروقة عمارة بن عكنون الفخمة هذه الأيام الوزير والدبلوماسي السابق لحسن موساوي وزميله وزير التجارة السابق بختي بلعايب. * ويعتقد إن عدد هؤلاء العائدين يتجاوز 30 قياديا سابقا بمن فيهم مؤسسون مدرجة أسماؤهم ضمن ملف الاعتماد القانوني لدى وزارة الداخلية. * لكن باب العودة الذي عمل اويحيى على جعله واسعا لم يتسع للقياديين الذين تصدروا حركة التمرد ضده غداة الهزيمة القاسية في تشريعيات 2002 ولا المحسوبين على الأمين العام السابق الطاهر بن بعيبش، كما تبقى علاقة قيادة الأرندي ببعض وزارء الحزب النافذين من مثل الشريف رحماني وابو بكر بن بوزيد أقرب إلى البرودة والحذر.