أحمد أويحيى كثف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي تحركاته تجاه القياديين القدامى في الحزب الذين برزوا خلال السنوات الأولى من المرحلة التأسيسية للحزب وتقلدواحينها باسمه مسؤوليات سامية في البرلمان والحكومة، قبل أن يغادروا هياكله طوعا أو كراهية في ظل الأزمات الداخلية المتلاحقة التي مزقت جسم الأرندي بعد استقالة الرئيس السابق اليامين زروال. * يأتي ذلك عشية انعقاد المؤتمرات الجهوية للأرندي وعددها ثمانية تتوزع على كل جهات الوطن لتسبق ربع الساعة الأخيرة من تحضيرات ما قبل انعقاد المؤتمر الوطني، واختار أويحيى للاشراف على المؤتمرات الجهوية المقربين منه من أمثال وزير المالية الأسبق عبد الكريم حرشاوي الذي سيكون حاضرا في قسنطينة والرجل القوي في الأرندي رئيس جمعية متقاعدي الجيش محمد الطاهر بوزغوب الذي سيشرف على مؤتمر العاصمة. * وقالت مصادر قيادية في الحزب إن أويحيى يعمل جاهدا على إعادة تقريب عدد من هؤلاء يصنفون ضمن فئتي "الغاضبين والمغضوب عليهم" من خلال إدراجهم في مختلف اللجان الفرعية المكلفة بملفات تحضير المؤتمر القادم، ويقصد بفئة الغاضبين عددا من قياديي الأرندي الذين فاجأهم أويحيى بإقصائهم من قوائم الحزب في تشريعات أفريل 2007، وعبروا عن غضبهم منذ ذلك الوقت بالبقاء بعيدا عن النشاطات المركزية التي تنظمها قيادة الحزب مع الاحتفاظ بوجودهم في هياكله، ويتصدر هؤلاء مسؤولي جمعيات ومنظمات وطنية مثل القائد العام للكشافة الإسلامية نور الدين بن براهم والأمينة العامة لاتحاد النساء نورية حفصي، وأيضا رئيسة المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب فاطمة الزهرة فليسي، وبشكل مواز تحرك أويحيى تجاه جماعة المغضوب عليهم ممن قطعوا فعلا صلتهم التنظيمية بالأرندي منذ سنوات، ومن بين أكبر العائدين إلى أروقة عمارة بن عكنون الفخمة هذه الأيام، الوزير والدبلوماسي السابق لحسن موساوي وزميله وزير التجارة السابق بختي بلعايب. * ويعتقد أن عدد هؤلاء العائدين يتجاوز 30 قياديا سابقا بمن فيهم مؤسسون مدرجة أسماؤهم ضمن ملف الاعتماد القانوني لدى وزارة الداخلية.