أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال:عبد المالك درودكال بثت مواقع قريبة من تنظيم "القاعدة" شريطا جديدا أعدته اللجنة الإعلامية لما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) حول معسكر "مصطفى أبو البراء". * * فشل الأسلوب الانتحاري من بين دوافع العودة إلى النشاط الإجرامي القديم * * يتضمن مشاهد ولقطات عن طريقة تدريب مجندين في التنظيم الإرهابي على تنفيذ الاغتيالات الفردية ما يعكس التوجه الجديد لتنظيم "درودكال" ويكرس من جديد تبنيه منهج "الجيا" تحت إمارة الدموي عنتر زوابري. * يندرج الشريط الجديد برأي مراقبين في إطار الحرب الدعائية التي يعتمدها التنظيم منذ عدة أشهر للترويج لنشاطاته الإجرامية ورفع معنويات أتباعه، خاصة من خلال الكشف عن توفر مطاعم ومكتب لطلب العلم والدراسة، لكن متتبعين للشأن الأمني اطلعوا على الشريط الأخير أكدوا أن الشريط يتضمن رسائل مشفرة حول الإستراتيجية الجديدة التي سيتبناها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مستقبلا تتمثل في استهدافات فردية وشخصية، وتضمن الشريط مشاهد لإرهابيين يقومون بالتدرب على اغتيال شرطي يرتدي البذلة الرسمية وهو يسير في الطريق، ويرى هؤلاء أنه لا يستبعد استهداف تنظيم "درودكال" مستقبلا شخصيات من المجتمع يعتبرها عدوا له. * وتعكس هذه الإستراتيجية الجديدة فشل التنظيم الإرهابي وعجزه عن تنفيذ اعتداءات انتحارية إضافة إلى أنها محاولة لمواجهة عمليات التمشيط الذي تقوم به قوات الجيش منذ عدة أشهر في عمق معاقل الإرهاب، كما تعكس عدم قدرة التنظيم على تنفيذ اعتداءات باستعمال متفجرات بعد تضييق الخناق على مصادر تمويلها وفرض الرقابة على الأسمدة الفلاحية والمواد الكيماوية وتشديد الرقابة على الحدود. * وتؤكد على صعيد آخر تراجع عدد المقتنعين بشرعية العمل الانتحاري في ظل الحملة التي رافقت العمليات الأخيرة وطعن علماء دين في شرعيتها، حيث يظهر في الشريط شباب يرجح أنهم من المجندين الجدد الذين كان أغلبهم قد التحق بمعاقل التنظيم الإرهابي نهاية عام 2006 وكانوا مجندين لتنفيذ عمليات انتحارية، حيث لم يتم إخضاعهم طيلة هذه المدة إلى تدريبات قتالية. * وكان تائبون حديثا قد أكدوا في تصريحات سابقة أنهم كانوا يخضعون لتدريبات على عمليات انتحارية في العراق عن طريق بث أشرطة مصورة وأقراص مضغوطة منهم المدعو زهير أبزار الذي يمثل جيل المجندين الجدد وقام بالفرار بعد اكتشافه "الواقع الحقيقي للجبل" بحسب تعبيره وأكد سابقا أنه لم يخضع لأية تدريبات مع رفقائه في معسكر "الغرباء". * وأضاف مراقبون أن الهدف أيضا من الاغتيالات الفردية، خاصة التي تستهدف رجال الأمن هو الحصول على الأسلحة كما يوضحه الشريط الذي يشير في التمثيلية إلى الإرهابي وهو يستولي على سلاح الشرطي، خاصة وان التنظيم يعاني اليوم من قلة الذخيرة والسلاح في ظل تشديد الرقابة على الحدود التي تعد منفذ السلاح وإحباط عدة عمليات بورقلة وغرداية وتيزي وزو مؤخرا، خاصة منذ إعلان مختار بلمختار المعروف ب"الأعور" أمير المنطقة التاسعة في ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا وقف نشاطه المسلح ودخوله مفاوضات جدية مع السلطة لتسليم نفسه والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية باعتباره راعي شبكات التهريب، خاصة تهريب السلاح وإدراكه لمسلك الصحراء. * إلى ذلك، يرى متابعون لمسار الجماعات المسلحة أن هذا التوجه يكرس من جديد تبني "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" منهج "الجيا" وأنها تسير خطوة بخطوة على منهج جماعة عنتر زوابري الذي عرف فيه التنظيم تكالبا ارهابيا وتصعيدا في النشاط الإجرامي عكسته ميدانيا سلسلة المجازر الجماعية والتفجيرات في الأماكن العمومية.