لينة بعد العثور على جثتها بشير والد الضحية: طفلتي قتلت وأطالب السلطات بكشف الجاني مازال لغز اختفاء وهلاك الطفلة "لينة" بخنشلة لم يكشف كل أسراره المأساوية بعد، رغم مرور الآن أزيد من أسبوع منذ اكتشاف جثتها النحيفة في بئر شبه مهجور.. * الطفلة لينة بولباد، صاحبة الربيع الثالث من العمر (30 شهرا) كانت آخر حلقة من مسلسل اختفائها داخل بئر ترابي خاص بسقي الأراضي الفلاحية والبساتين بمنطقة طامزة غرب خنشلة. جثة تطفو فوق مياه البئر في وضع متعفن بعد 34 يوما من عمليات البحث والتحري عقب اختفائها مساء الفاتح من شهر أكتوبر في ظروف غامضة ومجهولة أدخلت عائلتها وكل القرية ومواطني ولاية خنشلة والمقيمين بالولايات المجاورة في حيرة .. الكل يبحث عن سر اختفائها، حيث لم ينقطع هاتف "الشروق اليومي" عن الرنين لمعرفة أخبار الطفلة المدللة لدى والديها.. وقبل ان يصدر تقرير الطبيب الشرعي حاولت "الشروق" عبر هذا التقرير رصد التفاصيل المثيرة عن القضية على لسان الوالد بشير بولباد صاحب 42 سنة الذي طلب من السلطات العمل على كشف القاتل والجاني وهو يصرخ "طفلتي لينة قتلت وسقوطها في البئر كان بفعل فاعل لطمس آثار الجريمة" وبعبارات مدوية ومحزنة يقول "حسبنا الله ونعم الوكيل في دم ابنتي"... * وعن عملية اكتشاف جثة الطفلة لينة بولباد، يقول الوالد بشير "للشروق" أنها تعود الى حدود الساعة الثانية والربع زوالا من يوم الثالث من الشهر الجاري، أي بعد 34 يوما من اختفاء طفلتي، وبينما كنت بصدد الاتصال بنيابة محكمة خنشلة قصد التحري عن القضية، تلقيت مكالمة هاتفية من طرف أحد أفراد العائلة أخطرني من خلالها أن قوات الدرك قد عثرت على جثة طفلة داخل بئر، ليقوم الوالد بقطع المكالمة والتوجه الى منزله العائلي بمدينة طامزة على مسافة 27 كلم ويطير بنفسه نحو البئر وجثة لينة تطفو على سطح مائها، حيث حاول النزول إليها، غير انه منع من طرف الحاضرين. * * فاتورة كهرباء تكشف جثة الطفلة "لينة" * بعد أن تمالك والد لينة أنفاسه وجهنا له السؤال حول كيفية اكتشاف جثة طفلته بعد 34 يوما كاملة، ليؤكد ان مكتشف الجثة هو شاب في السادسة عشرة من عمره، مقيم بمقر عاصمة الولاية خنشلة، أرسله والده الشيخ ع. حمزة 64 عاما، صاحب البئر الى مدينة طامزة قصد إحضار فاتورة الكهرباء الخاصة بالحقل والبستان، حيث اعتاد أعوان مؤسسة سونلغاز تركها تحت باب كشك صغير أنجز من طرف الشيخ به عداد كهربائي وبعض الحاجات الفلاحية، أين قام الإبن بتفتيش الكشك بحثا عن فاتورة الكهرباء قبل أن يبحث بمحاذاة البئر لتلمح عيناه جثة الطفلة لينة وهي تطفو على الماء.. * قام الطفل بإخطار الجميع في الوقت الذي أكد الشيخ صاحب البئر انه عاين بعد 17 يوما من اختفاء الطفلة "لينة" البئر حينما كان بصدد عملية حرث الأرض المحاذية، غير أنه لم يعثر على أي جثة باستثناء جثة حمام زرقاء اللون وهي تطفو على سطح مياه وهي الجثة نفسها التي وجدت تطفو رفقة جثة الصغيرة لينة وبقربها أنبوب نباتي بطول 2.5 متر ملفوف بسلك نحاسي يجهل صاحب البئر مصدره حسب المتحدث، وهي الدلائل والقرائن التي تم حجزها من طرف رجال الدرك الوطني على ذمة التحقيق، ليتم انتشال جثة الطفلة لينة من طرف أعوان الحماية المدنية للوحدة الرئيسية بمدينة انسيغة، كما يوجه الوالد بخصوصها كل التشكرات وعبارات الثناء والتشجيع لأعوان الدرك ورجال الحماية المدنية وكذا سكان ولاية خنشلة لمجهوداتهم المبذولة ووقوفهم مع العائلة في هاته المحنة وانتشالها ونقلها لمصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية العمومية علي بوسحابة بخنشلة. * * "جثة طفلتي دون سروال وآثار كدمات على جسمها" * وبعد تنهيدات وحرقة يضيف السيد بشير بولباد والد الطفلة لينة في حديثه "للشروق": "لقد عاينت الجثة لحظة انتشالها وأول شيء لفت انتباهي اختفاء سروال إبنتي من نوع جينز ازرق اللون دون أي شيء كانت ترتديه ساعة الاختفاء الى جانب وجود إصابة بليغة نوعا ما في شكل كدمات على مستوى الظهر واعوجاج في الوجه وثقب في البطن وهو ما يفسر إبطال فرضية السقوط، خاصة وأن موقع البئر انطلاقا من الباب الرئيسي لمقر إقامة ابنتي كما يضيف الوالد بشير يحتوي في بدايته على حقل بستاني يحتوي على نحو 2000 شجرة مثمرة ومحاط بسياج شوكي.. يليه واد خاص بقنوات الصرف الصحي وبعده قطعة أرضية محروثة الى جانب مجرى خاص بمياه الأمطار والفيضانات وبعده أكوام ترابية لبلوغ البئر الترابي وهو ما يصعب الوصول إليه على الإنسان البالغ، فكيف يحدث ذلك مع صبية في سن الثالثة أعوام"، ليصرخ "ابنتي ماتت مقتولة وأطالب بكشف الجاني". * وفي ختام حديثه أكد الوالد بشير أنه غير مدان لأي شخص وغير مكروه من طرف أي جهة وليس ثريا، غير مستبعد أن تكون ابنته لينة قد تعرضت لحادث مرور عند مخرج المنزل وقام الجاني بحملها نحو المستشفى، غير أنها لفظت أنفاسها وبقي يحتفظ بها الى غاية تمكنه من رميها في البئر بعد أن جمع الفاعل كل المعطيات والعلم لله، وهي آخر كلمة يقولها الوالد. * وتواصل مصالح الدرك الوطني بالفرقة الإقليمية بمدينة طامزة تحقيقاتها وتحرياتها في القضية بحثا عن حلول للغز المحير الذي ظل محل استفهامات لما يزيد عن 30 يوما كاملة في انتظار تقرير الطبيب الشرعي الفاصل الوحيد في هاته القضية التي شغلت كامل المنطقة. * ملاحظة.. نتأسف عن نشر الصور الفظيعة للملاك لينة رحمها الله وقد أخذت الشروق اليومي الإذن الكامل من عائلة الفقيدة ومن والدها بالخصوص.