قال دون خوف “استدرجتها من أمام مقر منزلها العائلي بعد أن سلمت لها حبة رمان، باتجاه مستودع بمحاذاة إقامتها خاص بتخزين التبن، واغتصبتها بوحشية، ثم شنقتها بخيط قماش خاص بملابسها لأنقلها فجر اليوم الموالي نحو وادي الزريف، حوالي كلم ونصف على المنزل ودفنتها وسط حشائش، السمار والحلفاء، لمدة 29 يوما قبل أن أرمي بها في قاع البئر الترابي بمدينة طامزة غرب الولاية خنشلة، وحاولت بواسطة الأنبوب الخشبي إغراق الجثة”. هذه أولى اعترافات المتهم في قاعة الجلسات. هي أول العبارات التي أدلى بها المتهم الشاب سليمان.ب، من مواليد 1984، عامل يدوي لدى الخواص، أمام هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء ولاية أم البواقي، مساء أمس الأول، في جلسة خاصة دارت حول تفاصيل الجريمة الشنعاء التي استهدفت الطفلة، لينة بولباد، 30 شهرا، مساء الفاتح من شهر أكتوبر المنصرم، حيث التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم، قبل أن تصدر ذات المحكمة عقوبة الإعدام في حقه عن تهمة الاغتصاب والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بعد توقيفه من طرف قوات الدرك الوطني بطامزة. استدرج لينة بحبة رمان إلى مستودع ثم اغتصبها بوحشية والد الضحية، بشير بولباد أشار إلى أن حيثيات وتفاصيل القصة الكاملة لمقتل الطفلة لينة، حسبما دار في جلسة المحكمة، تعود إلى حدود الساعة الرابعة والنصف من نهار الخميس، الفاتح من أكتوبر الماضي، حين قام المتهم سليمان، 25 سنة، مقيم بجوار المنزل العائلي للضحية لينة، ومن أقاربها، باستدراج الصغيرة حينما كانت تمرح وتلعب كعادتها بالقرب من مسكنها الريفي بمدينة طامزة بعد أن سلمها حبة فاكهة الرمان التي قطفها من الحقل البستاني المحاذي لمقر إقامتها، على اعتبار أنها الفاكهة المميزة للضحية، وفي لحظة شيطانية اصطحبها إلى مستودع خاص بتخزين التبن، ليقوم ودون أي سابق إنذار بنزع ثيابها واغتصابها دون أي رأفة لبراءتها وبوحشية. المتهم يشنق لينة، يخفي الجثة في التبن، ثم يدفنها وسط الأحراش أمام فظاعة الجريمة، أغمي على لينة، ليقوم بعدها الجاني وخوفا من اكتشاف أمره بقتل الصغيرة وإسكات أنفاسها، بعد أن استعمل خيطا قماشيا خاصا بملابس الصغيرة، وشنقها بواسطته، ثم يقوم بإخفاء جثتها داخل التبن ومغادرة المستودع بعد أن طمس كل القرائن والدلائل مختفيا عن الأنظار، رغم أنه حسب الشهادات من أقرب الناس تعاطفا مع الضحية وعائلتها. وبعد مرور حوالي 24 ساعة من ارتكاب الجريمة تزامنا مع تجند الجميع بحثا عن الطفلة لينة، وسط فضاءات ومساحات المنطقة، قام الجاني بنقل جثة الطفلة إلى وادي الزريف، الواقع على بعد كلم من موقع الجريمة. وسط حشائش الوادي من نوع السمار والحلفاء، وفي درجة برودة جد عالية، قام سليمان بدفن جثة لينة بعد تكبليها خوفا من استفاقتها، وسط الحشائش وفي أماكن يصعب اكتشاف الأمر، كما اعترف، قبل أن يقوم بحرق سروال الصغيرة لينة في إحدى الأراضي الفلاحية، وهي الأرض التي تم حرثها من قبل صاحبها، فيما بعد وبقيت الجثة مدفونة ما يقارب 29 يوما، قبل أن يقرر المتهم وسط أجواء من الخوف والهلع استغلال فرضية سقوط لينة في إحدى أبار المنطقة. المجرم ينتشل الجثة بعد 29 يوما ويرمي بها في قاع بئر الجاني انتشل جثة لينة ورمى بها من جديد في قاع بئر ترابي، في محاولة لطمس آثار جريمته النكراء، كما حاول إغراق الجثة في مياه البئر باستعمال أنبوب خشبي، ليعثر على جثتها بعد يومين من طرف ابن صاحب البئر، وهي تطفو فوق مياه سطح البئر، ليتم ساعتها انتشالها من قبل مصالح الحماية المدنية ونقلها نحو مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية العمومية، علي بوسحابة، في الوقت الذي أمرت النيابة بعرض الجثة على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب ودوافع الجريمة قصد الوصول إلى حقيقة القضية أمام الروايات المختلفة والاتهامات المتبادلة في حق الجميع، لا سيما بعد أن أكد الوالد، بشير، بعد العثور على جثة ابنته أن صغيرته قتلت وطالب بكشف الجاني. العائلة شكت في القاتل منذ الوهلة الأولى والطب الشرعي يؤكد الاتهام وكانت عائلة الطفلة لينة، وعن طريق الوالدين، قد سبق لهم وأن وجهوا أصابع الاتهام للشاب، سليمان.ب، من الوهلة الأولى لاختفاء فلذة كبدهم، على اعتباره أنه الفرد القريب من الضحية وتكن له إحساسا ومشاعر كبيرة، كما أنه لم يبذل أي جهد للبحث عنها طيلة 34 يوما كاملة، واختفى عن الأنظار بصفة نهائيا، غير أن انعدام الأدلة والقرائن حال دون إمكانية توقيفه، لا سيما وأنه معروف بممارسته الأعمال اليدوية عند الخواص. هذه الشكوك والاتهامات لم تدم طويلا، ليكشف تقرير الطبيب الشرعي والمعهد الوطني للأدلة الجنائية لجهاز الدرك الوطني بالجزائر العاصمة كشف الدليل القاطع في القضية ووجه الاتهام للشاب (سليمان.و) يلقي القبض على المتهم، ويباشر التحقيق ويحيله على الجهة القضائية. وخلال محاكمة الجاني، غصّت قاعة الجلسات بالحضور، وبعد المرافعات وسماع طلبات النيابة والمداولات، صدر حكم يقضي بإدانة المتهم بعقوبة الإعدام، ليخرج الجميع فرحين لقرار العدالة، حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه الاعتداء على البراءة.