عرفت العديد من الجامعات والكليات أمس احتجاجات وانتفاضات طلابية بسبب التعقيدات والمفاجآت المخيبة التي يسجلها كل مرة نظام "ال أم دي"، الذي حوّل الجامعة الجزائرية إلى حقل تحارب يذهب ضحيته سنويا عشرات الطلبة المتفوقين الذين خيبت آمالهم ووجدوا أنفسهم في حالة تسول علمي لمسؤولين عجزوا عن إعطاء بدائل وحلول مقنعة غير وعود وهمية لم تتحقق..؟ وقد هدد أمس أزيد من 100 طالب بجامعة هواري بومدين بباب الزوار بقطع الطريق واقتحام إدارة الجامعة بسبب تلاعب المسؤولين بمصيرهم الدراسي الذي يعرف آفاقا مجهولة منذ بداية الموسم الجامعي بسبب رفض تسجيلهم في نظام الماستر بعد ما نجحوا في اجتياز عقبة "الليسانس" بحجة غياب الأساتذة وأماكن التدريس، وهذا ما رفضه الطلبة الذين انخرطوا السنة الماضية في نظام "ليسانس ماستر دكتوراه"، ومما زاد من خيبة الطلبة هو الحلول الهشة التي عرضت عليهم من طرف إدارة جامعة باب الزوار التي بعثت بهم إلى جامعة بومرداس التي بدورها رفضت استقبالهم مما جعل الطلبة في حيرة من أمرهم واضطروا إلى أسلوب التهديد والوعيد لتحقيق مطالبهم الشرعية، ومن جهتهم انتفض أمس طلبة نظام "ال أم دي" في كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بدالي براهيم، مطالبين الوزارة الوصية بالتدخل العاجل لرد الاعتبار للطلبة الذين تم التلاعب بهم خلال التسجيلات الأولية في نظام "ال أم دي" الذين شجعوا على دراسته، ثم منعوا من مواصلة التدرج فيه بالإضافة إلى منحهم شهادات لا تعترف بها مديرية الوظيف العمومي مما يطرح حسب الطلبة العديد من التساؤلات حول هذا النظام الذي حولهم إلى ضحايا سياسة نظام طبق دون وضع آليات نجاحه، وفي اتصال ب"الشروق" طالب المحتجون بضرورة توفير عدد أ دنى من المقاعد في نظام الماستر وعدم التضحية بالمستقبل الدراسي لعشرات الطلبة، وتواصلت الاحتجاجات الطلابية بجامعة 8 ماس 1945 بقالمة، حيث أقدم 80 طالبا على غلق مقر رئاسة الجامعة، مطالبين بإلغاء مسابقة الماستر التي أعلن عنها مؤخرا، متهمين الإدارة بإخلاف وعودها التي طمأنتهم سابقا أنهم سيزاولون الدراسة بطريقة مباشرة قي الماستر، وهو ما أثار غضب المحتجين بعد إعلان المسابقة التي لم تكن في الحسبان. عباقرة الماستر بجامعة البليدة يطردون من مقاعد الدراسة! تفاجأ بعض الطلبة المتفوقين في تدرج الماستر سنة ثانية بجامعة سعد دحلب بالبليدة بتخييرهم بين الطرد أو تغيير الجامعة، بحجة غياب الأساتذة المختصين وانعدام مقاعد الدراسة، وهذا ما شكل موجة من الغضب والاحتجاج المصحوب بخيبة الأمل عند طلبة ذنبهم الوحيد أنهم نجحوا..؟. بكل حسرة ويأس تحدث إلينا الطالب "ر. يوسف"، وقد فشلت قواه العقلية في حل المعادلة الدراسية التي تسهر على تطبيقها الجامعة الجزائرية، بعد ما نجح في تفكيك الكثير من المعادلات الرياضية طيلة 4 سنوات من الدراسة في النظام الجديد "أل أم دي" بجامعة سعد دحلب بالبليدة، فقد وجد نفسه مطرودا من الجامعة إلى إشعار لاحق، ليس لأنه رسب في دراسته، لكنه تفوق من ضمن 11 طالبا هو وزميلته وانتقلا إلى السنة الثانية رياضيات اختصاص البحث التجريبي "أر- أو"، حيث استغرب الطالب "الضحية" تنصل المسؤولين من مهامهم في ضمان متابعة مشواره الدراسي ومتابعة نجاحاته وتفوقه غير المسبوق، وما قاموا به هو إرساله إلى جامعة بجاية التي رفضت استقباله لعدم احتوائها على الشعبة التي يدرسها، وبعدها خير الطالب المتفوق وزملاءه بين التوقف عن الدراسة أو تغيير الجامعة بحجة عدم توفر الأساتذة الذين سيسهرون على تدريسه، أو انتظار ثلاث سنوات أخرى تعمل فيها الجامعة على توفير الأقسام والأساتذة قصد تدريسه هو وزميلته التي دفعت بها خيبة الأمل إلى طلاق الجامعة بالثلاث والاعتكاف في المنزل بعد سنوات طويلة من الاجتهاد والسهر في هذا النظام الذي وصفه المسؤولون على أنه منقذ الجامعة الجزائرية من حالة الرسوب والركود الذي تعيشه منذ سنوات طويلة.