حافلة لمناصرين جزائريين وقد هُشّم زجاجها قال المناصر أمين في اتصال بالشروق من القاهرة "قوات الأمن المصرية تعمدت مرور الحافلة التي كانت تقل مناصرين جزائريين عبر الأحياء الشعبية المزدحمة للنيل منا من خلال رشقنا بالحجارة، والنتيجة تسجيل عشرات الإصابات في صفوف الجزائريين دون أن يتحرك أي أحد لحمايتنا. * أما عزيز الذي كلمنا من القاهرة وهو من سكان مدينة وهران فاتهم بدوره الشرطة التي لم تؤمن الحافلة التي غادرت ستاد القاهرة بعد 03 ساعات من نهاية المباراة، فكان المصريون يحاصرون في كل مكان "سلكنا بقدرة قادر" ويضيف عزيز "كانت وجهتنا السفارة الجزائرية لنقل احتجاجنا وطلب العون والحماية". * وفي حين تحدث إلينا عماد الدين من مصر بمرارة عن معاملة "أشقائنا" المصريين قائلا "تعرضت للضرب في رأسي حتى أغمي علي وفقدت الوعي، وذلك بعدما تعمدت مصالح أمن المرور بالعاصمة المصرية وتحويل وجهة الحافلة التي تقل مناصرين إلى أحد الأحياء الأكثر قذارة للتهجم علينا بعدما لفت شرطي انتباه السكان والقول لهم "أهما الجزائريين الحرامية" يضيف عماد الدين من سكان شلغوم العيد بولاية ميلة "كدنا نموت من فرط الضرب في بلد يسمى بالمحروسة". * * مناصر عائد من مصر يروي شهادته عبر الشروق: * الأمن المصري كان يتنصل من مسؤوليته ويقدمنا على طبق من ذهب للجماهير الحاقدة * على غرار الفاكسات والاتصالات التي لم يتوقف تهاطلها على مقر جريدة الشروق، كانت هذه الأخيرة قبلة للعديد من المناصرين الذين عادوا إلى أرض الوطن بعد تنقلهم إلى مصر لمناصرة الفريق الوطني ومن بينهم السيد رياض موزاي الذي بدا متأثرا جدا وهو يدلي بشهاداته الحية عما وقع للجزائريين بمصر، فقد هاله ما تعرض له الأنصار الجزائريون واصفا ما حدث بأنه أمر غير معقول لا يتخيله العقل البشري وأقسم المعني أن الجزائر لو فازت في المقابلة لما عاد جزائري إلى أرض الوطن حيا يرزق، فقد تعرض الجزائريون منذ أن وطأت أقدامهم المطار إلى مضايقات واستفزازات متعددة غير أنها كانت بدرجة أخف قبل انطلاق المباراة لتصل في النهاية إلى حد تجرد البعض من ثياب الألوان الوطنية للنفاذ بجلده. * ويضيف "لقد ذهبنا في جو طبيعي جدا كأي مناصرين آخرين.. التقينا جميعا من كل نواحي الوطن.. في البداية كان الاستقبال عاديا إلى أن جاء يوم المقابلة حيث استنجدنا بأحد سائقي سيارة الأجرة الذي بدا طيبا وأعرب لنا عن تخوفه مما قد يصيبنا إن نحن اتبعنا المسلك الذي يسلكه الأمن لحمايتنا وعليه قرر تغيير الاتجاه الرسمي بعد أن نصحنا بغلق زجاج السيارة وإسدال الستائر حتى لا يتم التعرف على هويتنا في أثناء الزحمة وهو ربما ما جعلنا ننجو من اعتداءات مماثلة تعرض لها إخواننا قبيل دخولهم إلى الملعب الذي كان الوصول إليه عسيرا جدا حيث اعترض طريقنا في ذلك 7 حواجز أمنية في كل مرة تنتزع منا أغراض خاصة وما يسمح به الحاجز الأول يمنعه ويعترض عليه الحاجز الموالي له حتى قارورات المياه والعصير انتزعت منا وأجبرنا على شرائها من الملعب الذي باع لنا المياه بما يفوق 160 دج للقارورة الصغيرة التي لم تطفئ ضمأ المناصرين العطشى أما الطامة الكبرى فكانت في العصير الذي بيع لنا منتهي الصلاحية كاد أن يتسبب في تسميم المناصرين لولا تفطنهم إلى ضرورة مراقبة التواريخ. * وأمام الملعب وداخله بدأ الرشق بالحجارة ..حاول الجزائريون تمالك أنفسهم حتى لا يوصفوا بصانعي الفتنة أو الفوضى غير أن الأمور عرفت تصعيدا آخر بعد انتهاء المباراة التي كانت لصالحهم، فقد تطلب الخروج من الملعب ساعتين ونصف ساعة بالنسبة إلينا وأكثر من ذلك بكثير لغيرنا من الجزائريين الذين لم يلتحقوا بالفندق إلا في حدود الساعة الرابعة صباحا فنحن كنا محظوظين في العثور على سائق شهم سلك بنا في طريق العودة طريقا معقدا لكنه آمن وبعيد عن الاحتكاك بالجماهير. * ومن بين شهادات رياض المثيرة أن الأمن المصري الذي كان يرافق المناصرين في تنقلاتهم كان وكأنه يقدم الأنصار الجزائريين على طبق من ذهب للجماهير المصرية فبمجرد وصولهم إلى أماكن الزحمة الشعبية يتخلون عنهم ويتركونهم في مواجهة فردية مع الأنصار الذين كانوا يفرون من نوافذ الحافلات دون أن يسلموا من الضرب بالأحجار والأسلحة البيضاء. وباختصار حسب المتحدث ذاته فإن ما تعرض له الأنصار الجزائريون لم تشهده أي دولة".