رضا سيتي16 يبكي وهو يقدّم شهادته في الشروق عن "أهوال" القاهرة كانت الساعة تشير إلى حوالي 14.00 ظهرا عندما دخل رضا سيتي 16 إلى مقر الشروق وهو يجهش بالبكاء ويصرخ من شدة الغل الذي يحمله في قلبه. * * وقد كان شاهد عيان على المجزرة المرتكبة في حق الجزائريين بمصر.. كانت ملابسه ممزقة على جسده حاملا الراية الوطنية ملطخة بدماء الجزائريين الذين اعتدي عليهم من طرف المناصرين بتواطؤ من الشرطة المصرية، رضا اختار جريدة الشروق ليتحدث وبكل مصداقية لما حدث له منذ نزوله على أرض القاهرة إلى غاية رجوعه إلى أرض الوطن. * * الشرطة المصرية تواطأت مع مناصريها لضربنا ورشقنا بالحجارة * - "نزلت رفقة 150 مناصر للخضر بفندق "سيغ" بالقاهرة "ساعات قبل وصول الخضر إلى المطار بنية استقبالهم في جو احتفالي، وكلنا أمل في أن يمر الاستقبال في أمان دون توقعنا بأنه سينتهي الأمر بنا بوقوع قتلى وجرحى في حادثة لم يسلم منها حتى أجنة في بطون أمهاتهم، كنا متزينين بالأعلام والرايات الوطنية فرحا بقدوم الخضر إلى مطار القاهرة، لكن تحول الفرح إلى مأتم حقيقي ومأساة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكرة، الكابوس كان مرعبا، لكنني استطعت رغم كل شيء يقول رضا بتسجيل ما وقع بالتفصيل وبالصور وتسجيلات سمعية بصرية نقلتها مع رفاقي". * وخاصة ما حدث لنا بالمطار عندما وجدنا أنفسنا في طوق أمني محاصرين من كل جهة والحجارة تنزل علينا من كل صوب، المناصرون أمامنا والشرطة خلفنا ولا مفر". * هذا ما قاله رضا للشروق مؤكدا تواطؤ الشرطة المصرية مع المناصرين بعدما بدأت تشير لهم بالإصبع وهي تتحجج بحمايتنا، وأكد رضا أيضا بأن الشرطة المصرية كانت تتعمد ابتزاز المناصرين الجزائريين، قائلا: "أثناء قدومنا للمطار لاستقبال الخضر سمعنا الصراخ وأصوات تراشق بالحجارة وحركة غير عادية لناس يجرون في كل اتجاه وتردد بأن الخضر وبمجرد خروجهم بالحافلة من المطار تعرضوا لاعتداء خطير، عندها يقول رضا: "حاولت أنا ورفاقي التوجه إلى مكان الاعتداء لحماية الخضر من آلاف المصريين الذين اتفقوا مع الشرطة على إراقة دماء أسود الصحراء، لكن منعوا، وأردف قائلا: "لم يجد الشاويش وبشواته سوى العلم الوطني لتكبيلي به وانهالوا علي ضربا لكنني حاولت الدفاع عن نفسي والنجاة من الضربات المتتالية التي كادت أن ترديني قتيلا، وبينما كنت أحاول الفرار من بين أيديهم لحق بي أحدهم واعتقلني رجال الشرطة المصرية واحتجزت إلى غاية الساعة الثالثة صباحا بعدها أفرج عني ونقلوني إلى الفندق حيث كان المناصرون رفاقي ينتظرونني وهم يصرخون بأعلى صوت "جيبونا رضا" والمناصرون المصريون يحاصرون الفندق ويرشقونهم بالحجارة". * * حمدنا الله على التعادل ولو فزنا لرجعنا إلى بلادنا في توابيت * قال رضا للشروق إنه كان رفقة بعض الفنانين الجزائريين الذين حضروا لمشاهدة المباراة وهم يلبسون الألوان الوطنية، بعدما أجلسهم المصريون في كراسي الدرجة الأولى علويا، والمناصرون المصريون يحاصرونهم من كل جاني ويرشقونهم بالقارورات والحجارة أمام مرأى الشرطة التي لم تحرك ساكنا، وما زادنا شرارة يقول: "قاموا بتجريد النساء من ملابسهن بحجة تفتيشهم أمام مرأى الرجال الذين كانوا يتطلعون عليهن من خلف الباب". ونحمد الله على إحراز التعادل لأنه لو فزنا فسنرجع إلى وطننا في توابيت. * وكان الأمر مرعبا ومهولا عندما بدا رضا يروي تفاصيل وفاة الفتى الجزائري الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في فندق بمصر قائلا: "عندما أعلن الحكم نهاية المباراة حاصرتنا الشرطة داخل الملعب بعدما خرج كل المناصرين المصريين، توجهنا إلى الحافلات التي كانت تقلنا، ونحن متوجهين إلى الفندق وسط ما يزعمون أنهم حراس أمن، تعمدوا إدخالنا وسط أحياء شعبية، وقاموا بتحريض المناصرين علينا وهم يشيرون بإصبعهم مرددين "هاهم الجزائريون اضربوهم" حتى تنهال علينا الحجارة والعصي ولم نكن ندري ما نفعل سوى تفادي الضربات والاختفاء وراء كراسي الحافلة وحماية النساء اللواتي كانت برفقتنا، وما إن وصلنا إلى الفندق صدمنا ونحن نشاهد ما حدث للمناصرين الذين قدموا قبلنا إلى الفندق قائلا: "شهدت وفاة أحد المناصرين وأنا من لقنته الشهادة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وغطيته بالعلم الجزائري". * * قمت بحماية امرأة فقدت جنينها وكادت أن تموت بعد الاعتداء عليها * وما يرعش البدن ما رواه لنا رضا سيتي 16 عن ما لحق بالمرأة الحامل التي تدعى "نور الهدى" قدمت رفقة زوجها لمشاهدة المباراة، لكن الرشق بالحجارة والضرب والاعتداء الذي تعرضنا إليه في طريقنا إلى الفندق أمام الجمع الغفير من المناصرين عرقل مسيرتنا وفتح المجال أمام المتوحشين المصريين للوصول إلى نوافذ الحافلة بسهولة، قائلا: "حاولنا حماية السيدة نور الهدى من الأحجار الكبيرة التي كانت تتهاطل عليها وعلينا لكن الصدمة كانت قوية جدا عليها لهول الحدث وما إن وصلنا إلى الفندق حتى فقدت نور الهدى جنينها وكادت أن تموت هي أيضا لولا تدخلنا مباشرة لإنقاذها".