هؤلاء الفقراء الذين لم يرهم أديب وجماعته السودان تتحدى مصر في إظهار صورة واحدة عن الإعتداءات الإفتراضية "شاهدت المباراة في الخرطوم وتم استقبالنا استقبال الأبطال في الخرطوم، لكن فريقنا لعب بطريقة سيئة، وجميع الأخطاء التي وقعت نتيجة أخطاء المسؤولين المصريين.."، بهذه العبارات علق عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين جمال عبد الرحيم، على ما تصر السلطات المصرية تسميته "إهانات الخرطوم"، محاولة منها لإيجاد مبررات لإقصاء الفراعنة على يد الخضر فوق ميدان أم درمان. * لو لم تكن هذه العبارات صادرة عن شخصية مصرية، لكان نافخو رماد الشر عبر فضائيات الفتنة قد وضعوها في خانة تبييض الأسود وتسويد الناصع، لكن ما عساهم يقولون وقد شهد شاهد من أهلهم عبر أعمدة جريدة "الإمارات اليوم" المترفعة، على أن ما تقوم به الحكومة المصرية منذ ليلة الأربعاء المنصرم، ليس سوى محاولة لذر الرماد في العيون، ومحاولة لتحويل أنظار العالم عن الإعتداء الخسيس الذي تعرضت له بعثة الفريق الوطني لكرة القدم، الأسبوع المنصرم، في غياب حماية الأمن المصري، كما تنص على ذلك لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم. * عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، حمل المسؤولية للسلطات المصرية، التي قال إنها "أبقت الجماهير في مطار القاهرة أكثر من ثماني ساعات"، كما لم يتوان في كشف ألاعيب الإعلام الرسمي المصري، الذي قال إنه "يحاول تغطية فشل الحكومة المصرية في حل مشكلات التنمية وتسليط الأجواء على الرياضة، باعتبارها أفيون الفقراء". * ولم تكن شهادة هذا المصري النزيه والخائف على مستقبل العلاقات الجزائرية المصرية هو الأول، بل التقى معه مسؤولون سامون في هرم الدولة السودانية الشقيقة، التي تحملت عناء اختيارها من طرف مصر لاحتضان المقابلة الفاصلة، رغم علمها بحساسية هذه المباراة، وما يمكن أن تسببه لشعبها ومسؤوليها "وجع رأس". * فقد تحدى العميد في جهاز الأمن السوداني الطيب مدثر، للجريدة الإماراتية ذاتها، السلطات المصرية ومعها فضائيات الفتنة إظهار "إصابة مصرية واحدة على الأرض السودانية تستدعي دخول المستشفى"، مشيرا إلى أن السودان عملت كل ما بوسعها للعب دور حيادي، وتابع العميد قوله "أبلغنا الجانب المصري بإحضار الجزائريين طائرة محملة بالأعلام وتوزيعها على السودانيين قبل المباراة بثلاثة أيام، وطلبنا منهم فعل الشيء نفسه لإحداث التوازن، لكن الطائرات المصرية توافدت على المطار قبيل المباراة بساعات قليلة، وهو ما أظهر الوجود المكثف للأعلام الجزائرية"، كما نفى بشدة "دخول الجماهير الجزائرية المطار بالسيوف والسكاكين"، كما حاولت فضائيات الفتنة تصوير الوضع وكأنها معركة حربية. * ولم تجد الروايات الدرامية التي حاول نسجها المصريون من يصدقها على الأرض، فإذا كان مصريون رفضوها، فكيف بغير المصريين، وهو حال رئيس تحرير جريدة "الأهرام اليوم" السودانية، الهندي عز الدين، الذي لم يتوان هو بدوره في قضية السيوف والاختطاف وما إلى ذلك، بحيث قال "أعتقد أن ما حدث من نقل روايات عن استخدام السيوف والاختطاف يقع ضمن أفلام الخيال والعمل الدرامي، والعلاقات بين الشعوب العربية ستفسدها مثل هذه الأكاذيب". * كما تطرقت صحيفة الخليج الإماراتية إلى التهريج الإعلامي والسياسي في مصر بعد مباراة الخرطوم، فكتبت تقول "استدعت السلطات السودانية السفير المصري للتعبير عن غضبها على نشر وسائل الإعلام المصرية أنباء "خاطئة" حول اشتباكات بعد المباراة الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري الأربعاء على إستاد المريخ في أم درمان ضمن تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010"، وواصلت "السلطات السودانية أوضحت في بيان أن وزارة الخارجية قامت باستدعاء السفير المصري لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد المباراة". * واستهجن المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، معاوية عثمان خالد، الافتراءات المصرية تجاه بلاده، وقال "بدل أن يتم التأكيد على كل ما قام به السودان في هذه المباراة من استقبال وإيواء نحو 25 ألف شخص وضمان الأمن، نشرت وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة".