في 6 جوان الماضي - عشية مقابلة مصر - الجزائر بالبليدة، استقبلت جريدة الشروق بمقرها الوفد الاعلامي المصري الذي كان مكلفا بتغطية المقابلة ونظمت ندوة بالمناسبة لتلطيف الأجواء وتهدئة الخواطر وأقمنا على شرف الوفد المتكون من أكثر من 22 صحفيا مأدبة غداء كبيرة، وانبهر المصريون بحفاوة وحرارة الاستقبال، لكن عند عودتهم إلى القاهرة لم يكتبوا كلمة عن هذه الندوة أو عن حفاوة الاستقبال، بل راحوا يرددون اسطوانة "تسميم الفريق"، في الفندق، وذهب بعضهم إلى القول إن الوفد الاعلامي هو الذي تعرض إلى التسمم بمطعم الشروق.... * * ومنذ ذلك الوقت، اتضح للعيان أن المصريين يريدون الفوز بأي ثمن ومستعدون لتبرير فشلهم وهزائمهم بإيجاد شماعة أو مشجب يعلقون عليهما انتكاساتهم وخيباتهم سيما وأن مصر الرسمية تستغل كل شيء سياسيا من الفن إلى الرياضة. * مصر كانت مستعدة لتوظيف تأهلها للمونديال لتمرير مشروعها السياسي الذي يلقى معارضة قوية داخل مصر، وهو مشروع توريث الحكم من حسني مبارك إلى ابنه جمال مبارك، ولذلك كان نجلا الرئيس جمال وعلاء حاضرين في ملعب القاهرة وكذا في ملعب الخرطوم وروجت وسائل إعلامهم أن سلطات الأمن السودانية والمصرية ترجت جمال وعلاء بعدم حضور المقابلة في ملعب الخرطوم لدواعٍ أمنية لكن الرجلين أصرا على الحضور تحديا للجمهور الجزائري وأضافوا أنهما، أي علاء مبارك وجمال مبارك، بقيا يسهران على حماية وأمن المصريين إلى غاية الصبح، لكن السودانيين يؤكدون أنهما فرا باتجاه القاهرة مباشرة بعد نهاية المقابلة متأثرين بنكسة الخسارة وخوفا من المجهول. * وبمجرد إعلان الهزيمة، تنادى المسؤولون المصريون إلى اجتماعات طارئة، وعقد الرئيس مبارك مجلس حرب طارئ لم يعقد عندما اجتاح الصهاينة غزة ولا بيروت عام 2006، وصدرت التعليمات لأبواق الدعاية ودكاكين الفتنة الإعلامية الخاصة والعامة لتشن حملة سب وشتم قذرة ضد الشعب الجزائري ورموزه ومؤسساته الدستورية طالت حتى رئيس الجمهورية وسفير الجزائربالقاهرة. * وقد بات جليا الآن، أن المشروع السياسي المصري لتوريث الحكم الذي أسقطه الجزائريون في مياه النيل يبحث عرابه وحواريوه عن سترة إنقاذ ولم يجدوا إلا شماعة الجزائر ليختلقوا منها عدوا خارجيا وهميا يوحدوا به صفوفهم الداخلية ويمتصون من خلاله الغضب الشعبي العارم بعد خسارة فريقهم علهم يؤجلون السقوط الحر والنهائي لهذا المشروع أسابيع أو شهورا أخرى. * إن ما تقوم به مصر ودكاكينها الإعلامية اليوم تجاه الجزائر سيسجله التاريخ في خانة الخزي والعار، ذلك أن التضحية بعلاقة تاريخية مقدسة بين شعبين شقيقين من أجل توريث الحكم لشخص لهو جريمة مستوفاة الأركان في حق مصر والجزائر. * سيندثر الحكام وتزول الحكومات وتبقى الشعوب شامخة وتبقى الأخوة والمودة بين الشعبين الشقيقين راسخة، لكن نقول لدكاكين الفتنة وشياطين الإثم والعدوان.. عيب وعار عليكم.. سيدينكم التاريخ.