الفضيحة.. * مخطئ من يعتقد بأن بربرية الإعلام المصري بدأت مع مباراة العودة بين مصر والجزائر، ومخطئ أيضا من يظن بأن قصة الشروق مع حثالات الإعلام العربي انطلقت بمناسبة نفس المباراة، وإليكم الآن فصول الحرب القذرة على أكبر جريدة في الوطن العربي، والأهداف الحضارية الكثيرة التي سجلتها في مرمى السفهاء قبل أن تقهرهم وتهزمهم بنتيجة ثقيلة لا تقبل الفصال. أول عهد ل "الشروق" مع التخلف العقلي للإعلام المصري، وأول هدف جميل سجلته في مرمى فضائياته، كثيرة العدد وقليلة الأدب، كان بمناسبة كأس القارات التي احتضنتها جنوب إفريقيا أخيرا، والتي قاد فيها "كبير السفهاء" عمرو أديب حربا لا هوادة فيها على سمعة المنتخب المصري، حين اتهم مجموعة من اللاعبين بمعاشرة عاهرات في غرفهم بالفندق. * حينها انبرت "الشروق" لتدافع عن شرف "منتخب الساجدين"، قناعة منها بأن ما يمس سمعة الأشقاء المصريين، إنما يمسنا جميعا كعرب وكمسلمين، عملا بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي يقول فيه: "مثل المسلمين كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، ولم نشعر حينها بأننا قدمنا خدمة لأحد، إنما هو واجب الانتماء للأمة والدفاع عن قيمها. * * تخلف وليس تسمم * * وسجلت "الشروق" ثاني أهدافها في مرمى الأفاقين والكذابين والمنافقين المصريين في السابع من جوان الماضي، عشية مباراة الذهاب التاريخية بين "الخضر" و"الفراعنة"، عندما نظمت بمقرها ندوة دعت إليها أعضاء البعثة الإعلامية المصرية، بحضور رئيس المكتب الإعلامي المصري السابق علي مرسي. * غمرت "الشروق" ضيوفها بوافر التهليل والترحاب، وأعطتهم الكلمة، في بلد يحترم أهله الكلمة حد التقديس وحد الاستعداد إلى القضاء من أجلها. وبعد الاتفاق على ضرورة احتواء حالة الاحتقان بين الشعبين، ومحاصرة المواجهة داخل إطارها الرياضي الضيق، دعتهم إلى مأدبة غذاء تزينت موائدها بألذ وأجمل أنواع الطعام، وبما أن بعض الضيوف لم يصادف في حياته "زردة" كتلك إلا عبر الصور التي تبثها الفضائيات، راحوا يشنون هجوما كاسحا على بطونهم مستعملين خلطة مدمرة من المشوي واللبن، حتى أصيبوا بتخمة، تحوّلت بمجرد عودتهم إلى القاهرة، وبقدرة قادر، إلى تسمم، محملين الجزائر وزر تخلفهم وبؤس تعاطيهم مع الموائد الفاخرة، ولو علمنا يومها بأن ساعة ستأتي يتهمنا فيها هؤلاء المعتوهين بالعلاقة غير المتحضرة مع الطبخ لصورناهم وهم يتهافتون على مراحيض المطعم كالمجانين. * ولأن إخواننا المصريين خلطوا الماء باللبن واختلقوا من الأكاذيب أبشعها في محاولة يائسة لتحميل "الشروق" كبائرهم، التي لا عد لها ولا حصر، وجب التذكير بأن الجريدة الأكبر في الوطن العربي اعتمدت منذ البداية خطا صرف الاعتدال، الوقوف مع المنتخب الوطني إلى أقصى ما تسمح به حدود أخلاقيات المهنة ونبل الرياضة، في مقابل الاحترام الموصول لمصر، شعبا وتاريخا وحضارة ودولة، لكن الإعلامي الساقط عمرو أديب، ملوّث شرف الفراعنة في جوهانسبورغ، أراد أن يجرنا إلى طريق آخر لكننا لم ننساق، وكان ذلك هدف "الشروق" الثالث في مرمى دكاكين الفتنة. * * في البدء كان الأحمق أديب * * من سينسى بأن هذا الأحمق خصص عددا كاملا من حصته "القاهرة اليوم"، على تلفزيون "أوربيت"، عشية مباراة العودة بين الجزائر ورواندا، لسب الجزائريين والتطاول على ثورتهم وشهدائهم وعروبتهم، فلم يترك شتيمة إلا صاغها بداية من نسب استقلال الجزائر كله إلى مصر وصولا إلى ادعاء أن الأشقاء المصريين علمونا العربية وطوّرونا، ولم تتأخر "الشروق" في رد افتراءاته عبر صفحة كاملة، حرصت فيها على عدم التعرض لمصر بسوء انطلاقا من مبدأ أن الوازرة لا تزر وزر أخرى. * وعادت "الشروق" بعدها لتفضح قباحات هذا الأديب عندما مكنت الرأي العام الجزائري والعربي من الاطلاع على سجله الأخلاقي الأسود عبر نشرها لصور نادرة له وهو يتعبد في محراب السافلة هيفاء وهبي، التي عرضت جسدها في سوق النخاسة ليشتريه رجل أعمال مصري، مشبوه الثروة، بثمن بخس. * بعد هذا الاعتداء السافر على حرمة الجزائر، وسعيا منها إلى احتواء الوضع، أعدت "الشروق" ملفا على صفحتين كاملتين ذكرت فيه بعمق العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين الجزائروالقاهرة، قبل أن تصطدم بأولى بوادر النفاق الإعلامي المصري، وكم كانت الصدمة كبيرة؟ * ففي الرابع عشر أكتوبر، وكان أربعاء، أعلنت "الشروق" المصرية عن مبادرة لتلطيف الأجواء تلقفتها "الشروق" الجزائرية بحسن نية، على الرغم من الفارق الكبير في السحب بين عنوان جزائري يطبع حينها ما لا يقل عن 800 ألف نسخة يوميا وبين عنوان مصري لا يطبع أكثر من 100 ألف نسخة، وعانينا الأمرين في ربط الاتصال بالزملاء هناك، وأفلحنا في الخامسة مساء عندما عاود رئيس قسم الأخبار ل "الشروق" المصرية الاتصال بنا وكنا في اجتماع لهيئة التحرير. * * أخلف من "الشروق" المصرية * تحدث عماد حسين مطولا مع الأستاذ علي فضيل، واتفقا على تبادل الاقتراحات قبل الوصول في القريب العاجل إلى صيغة مبادرة مشتركة، وكلفنا المدير العام بصياغة مجموعة من الاقتراحات، أرسلناها إليه عبر بريدي الإلكتروني، ومن نفس البريد أرسلنا له يوم الخميس رسالتين نستعجله فيهما بالرد. * وأعلنت "الشروق" الجزائرية عن المبادرة التي باركها أكثر من طرف، وترقبنا تجاوب الطرف المصري دون أي رد، بحجة انتظار اعتمادها من طرف مجلس إدارتهم، قبل أن نفاجأ بكبير معلقيهم الرياضيين، المدعو المستكاوي، يخرج علينا عبر إحدى فضائيات السوء المصرية مدعيا بأن "الشروق" الجزائرية هي التي سارعت إلى الالتحاق بالمبادرة، وبأن ذلك لا يلزم المصريين في شيء، علمنا حينها بأننا أمام جماعة من الهواة لا تحترم مهنتها ولا كلمتها ولا عهودها. * قناعة "الشروق" الراسخة في ضرورة حماية العلاقات الاستراتيجية بين الجزائر ومصر من تبعات المباراة، دفعتها إلى تسجيل هدفها الرابع في مرمى المرجفين عبر استضافتها لوفد الإعلاميين المصريين، الممثلين لكبريات وسائل الإعلام المصرية ك "الأهرام" و"أخبار اليوم" و"الجمهورية" و"وكالة أنباء الشرق الأوسط" و"نايل سبورت"، و"الأهالي"، والذين زاروا الجزائر بدعوة من وزارة خارجيتها، إلى ندوة حول موضوع التلطيف وامتصاص غضب الشارع. * في هذه المرة لم تفاجأ "الشروق" برد الفعل السلبي من الزملاء المصريين عندما اقترحت عليهم الإعلان عن ميثاق شرف يحدد خط سير إعلام البلدين في التعاطي مع مباراة العودة بين الخضر والفراعنة، ورفضوا بحجة أن ذلك يتجاوز حدود المهمة التي جاءوا بها إلى الجزائر لأدائها. * * شوبير..آخر الملتحقين بعصابة الفتنة * * أما هدف "الشروق" الخامس في مرمى رؤوس الفتنة والنافخين في كير العلاقة بين الشعبين الشقيقين، فكان الأجمل على الإطلاق، فقد بادرت، على طريقة الكبار، باستضافة الإعلامي المصري أحمد شوبير، في خطوة قامت عليها الدنيا هناك ولم تقعد. * ولم تكتف الجريدة الأكبر في الوطن العربي بذلك بل كرمت الحارس السابق للفراعنة، ووفرت له استوديو سجل فيه عددا من حصته الشهيرة "الكورة مع شوبير" بحضور مميز لوزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار وسفير مصر بالجزائر، كما دبرت له موعدا مع كاتب الدولة للاتصال، السيد عز الدين ميهوبي، بعد أن خصته بتكريم مميز ألبسته فيه برنوس العزة وأهدته درع العرفان والتقدير. * وكما لم نتفاجأ بتردد الإعلاميين المصريين في الإعلان عن ميثاق الشرف، لم نصدم كثيرا ونحن نشاهد ذاك الشوبير ينقض عهده ويقلب معطفه ويلتحق بركب الفتانين، ويتبجح عبر حصته معلنا توبته عن إثم زيارة الجزائر وأوبته من ذنب تكريم "الشروق". * ربما فهمنا متأخرين، لكننا فهمنا أخيرا بأن ما حدث لدكاكين الفتنة في مصر هو نفسه الذي حدث ل إمبراطورية "سي آن آن" الأمريكية التي انهارت تحت وطأ ضربات "الجزيرة" وما لحقها من قنوات إخبارية عربية، فإلى وقت قريب كان الإعلام المصري يحتكر وحده ساحة الأخبار العربية، يصول فيها ويجول دون حسيب أو رقيب، أما اليوم فقد انكسرت موجة غرورهم على صخرة "الشروق" العتية، وهو ما يجعلنا نتفهم بعض سعارهم، فمن اليوم وصاعدا نحن بالمرصاد لكذبكم وهرائكم وسخافاتكم، قولوا ما شئتم وافعلوا ما بدا لكم وتعلقوا ما استطعتم بأقماركم الصناعية والطبيعية، فلن يذكر التاريخ إلا حقيقة واحدة مفادها أن منتخبنا الوطني هزمكم رياضيا وبأن "الشروق" هزمتكم إعلاميا وليس بأي نتيجة، بل ب 5 أهداف لصفر.