"الجهاد في العراق" مرحلة لتكوين إرهابيين.. أرجأت محكمة الجنايات بالعاصمة أمس النظر في قضية "شبكة الدعم والإسناد" التي كانت تنشط بضواحي باش جراح لصالح الارهابي "أبو هريرة" -المبحوث عنه من قبل مصالح الأمن- وهي تتكون من 14 شخصا، وعلى رأسهم أمير الجماعة (غ.رابح) المكنى "أبو هريرة" الى آخر الدورة الحالية بطلب من الدفاع لغرض احضار المتهم (أ.اسماعيل) الذي هو موجود تحت الرقابة القضائية ولم يحضر جلسة أمس للمحاكمة... * حيث اعتبر المحامون حضوره ضروريا، خاصة أنه متابع بجناية تكوين جماعة ارهابية مسلحة تعمل على نشر التقتيل والتخريب، فيما قررت رئيسة الجلسة تأجيل القضية لاتخاذ اجراءات التخلف ضد هذا الأخير لغيابه عن المحاكمة وعدم تسليم نفسه يوما من قبل حسب الاجراءات المعمول بها. * وحسب ملف القضية، فالمتهمون أغلبهم من العاصمة ومن أحياء باش جراح وبوروبة وحسين داي، وجهت لهم تهم تتعلق بجناية الانتماء الى جماعة ارهابية مسلحة تعمل على نشر التقتيل والتخريب، كما كانوا يعملون على تجنيد الشباب للجهاد بالعراق وتجنيد الرعايا الأجانب من جنسيات عربية للعمل لصالح الارهابيين بالجزائر، حيث انطلق التحقيق في القضية في ديسمبر 2008، أين توصلت التحريات التي قامت بها فرقة مكافحة الارهاب من أجل وضع حد للعناصر الإجرامية التي تهدف للمساس بأمن الوطن والمواطنين الى تحديد هوية شخصين ينشطان في سرية، وهما على اتصال مع الارهابي المبحوث عنه (غ.رابح) المكنى أبوهريرة، ويتعلق الأمر بكل من (ح،محمد) و(ب،هشام)، هذا الأخير الذي عمل لصالح أبوهريرة وجماعته الارهابية منذ 2004، وقد ساعده في تشكيل شبكة دعم واسناد للارهابيين مع ثلاثة أشخاص آخرين، كما ساهم في تمويل الجماعات الارهابية المتواجدة بمنطفة الاربعاء بالبليدة، بالمؤونة بعد ما منحوه المال لفتح محل تجاري، وقد تم تكليفه من قبل الارهابي "أبو هريرة" بالسفر الى ليبيا للاتصال بشخصين هناك، أحدهما وجده بالسجن والآخر رفض الحديث معه وعاد الى الجزائر دون نجاح المهمة، كما تكفل بربط الاتصال بين "أبو هريرة" والمتهم (ص،سليمان) الذي له علاقات مع شخصيات أجنبية بالسعودية. * كما تم تكليف (ب،هشام) بالترصد للرعايا الأجانب المكلفين بإنجاز مشروع ميترو الجزائر من أجل تنفيذ اعتداء انتحاري هناك، غير أنه لم يكلل بالنجاح، وهو ما قام به قبل توقيفه بأربعة أيام، فيما اعترف المتهم الثاني (ح،محمد) بأنه ينتمي لشبكة دعم الجماعات الارهابية وكان على اتصال دائم مع (غ،رابح) المكنى "أبو هريرة"، وهذا خلال 2004، أين كان ينوي السفر للعراق من أجل الجهاد، غير أنه لم يقم بذلك، وطلب منه أبو هريرة تموين الجماعة ببطاقات التعبئة واقتناء الأدوية والبحث عن الأشخاص المحترفين في التزوير لتزوير بطاقات التعريف ورخص السياقة، وكلفه بالبحث عن الشباب الراغبين في الانضمام للجماعات الارهابية، وقام على اثرها بتجنيد كل من (ب،حمزة) المكنى فيصل و(ق،نبيل) المكنى جعفر، وقد أكد كل واحد منهما ذلك عند التحقيق معهما، مصرحين أنهما كانا ينشطان بسرية بحي باش جراح وما جاوره لصالح الجماعات الارهابية المسلحة تحت إمرة أبوهريرة. ونفس الشيء بالنسبة للمتهم (ق،محفوظ) الذي صرح بأنه تم تجنيده من قبل المتهم (ب،هشام) للعمل لصالح الارهابيين كعنصر دعم واسناد منذ 2006. كما تبين من خلال الملف أن بقية المتهمين كانوا ينشطون ضمن نفس الشبكة التي لها اتصالات بعدة أشخاص بالسعودية والعراق وكانوا يعملون على تجنيد الشباب للجهاد في العراق وكذا يربطون اتصالات مع أشخاص من مختلف الجنسيات منها التونسية والليبية متواجدون بالمملكة العربية السعودية، الذين هم على استعداد للجهاد بالجزائر، حيث تكفل المتهم (ص،سفيان) بربط الاتصال بهؤلاء الأجانب والارهابي ابو هريرة لاستغلالهم في العمل الارهابي بالجزائر. * فيما صرح المتهم (ا،اسماعيل) بأنه كان ارهابيا وسبق وأن حكم عليه بخمس سنوات وغادر السجن في 1997 والتحق مجددا بالارهاب في 2001 وتم تنصيبه كمسؤول الاتصالات بالجماعة، كما شارك في عدة عمليات ارهابية قبل القاء القبض عليه مؤخرا لتورطه ضمن جماعة ابو هريرة الذي مازال في حالة فرار وتبين من خلال التحقيق أن الجثة التي عثر عليها كانت لإرهابي آخر وليست له.