فتحت أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملفا آخر تضمن حقائق حول تخطيط الجماعات الإرهابية المسلحة خلال الفترة الممتدة بين 2006 و,2008 استهداف عدة أماكن حساسة بالجزائر العاصمة، حيث امتثل أربعة متهمين ينحدرون من الضاحية الشرقية أمام هيئة المحكمة، أوكلت لبعضهم مهمة التقاط صور لمقرات المديرية العامة للأمن الوطني والمجموعة الولائية للدرك الوطني، وبعض مؤسسات الدولة الكائنة مقراتها بوسط العاصمة، بواسطة هاتف نقال متعدد الوسائط لاستهدافها بواسطة سيارات مفخخة وقنابل، وترصد تحركات الأجانب لاغتيالهم• كشفت جلسة محاكمة (ل•خالد) طالب بثانوية خاصة ببوزريعة و(س•بوبكر) و(م•مسعود) وكذا (ق•الطاهر) الملقب ''عبد الفتاح أو الغيث'' المتابعين بجناية الانخراط في جماعة إرهابية تعمل على إحداث جو من انعدام الأمن وبث الرعب في أوساط السكان، عن كيفية استقطاب الجماعات الإرهابية للشباب للانخراط في صفوفها، وبالتالي توريطهم في أعمال إرهابية أو كدعائهم إسناد أو ترصد لتحركات الأجانب بالجزائر، والتقاط صور لمقرات مصالح الأمن بمختلف وحداتها لاستهدافها بواسطة سيارات مخففة، حيث تكفل (ل•خالد) أحد المتهمين الأربعة في قضية الحال حسب ما دار في جلسة المحاكمة، وهذا بطلب من (غ•رابح) المكنى ''أبو هريرة''، الذي كان ينشط بمنطقة بومرداس، بتجنيد الشباب ضمن صفوف الجماعات الإرهابية، وعكف على الاتصال به خلال الفترة الممتدة بين العصر والمغرب، ليوكل له فيما بعد التقاط صور لمقرات المديرية العامة للأمن الوطني، والمجموعة الولائية للدرك الوطني وبعض مؤسسات الدولة بوسط العاصمة، عن طريق هاتف نقال متعدد الوسائط لتفجيرها بواسطة سيارات مفخخة• وكذا ترصد تحركات الأجانب المقيمين بالعاصمة، على غرار الموظفين الأمريكيين، حيث ضبطت مصالح الأمن ذاكرة الهاتف النقال الذي التقطت بواسطته صور للمقرات الحساسة المستهدفة من طرف الجماعات المسلحة لدى شقيقة المتهم الثاني في قضية الحال (م•مسعود) الذي اقتنى الهاتف النقال من عند (ل•خالد) مقابل 15 ألف دج، والذي أعاده له بعد أسبوع من ذلك دون الذاكرة• ويشير ملف القضية من جهة أخرى إلى كون (م•مسعود) يعتبر حلقة الربط والوصل بين الجماعات الإرهابية وباقي المتهمين في القضية، من خلال ربطه لاتصالاته مع (غ•رابح) المكنى ''أبو هريرة'' الذي كان ينشط بإحدى الكتائب بمنطقة بومرداس• واعترف (ق•الطاهر) الملقب ''عبد الفتاح أبو الغيث'' بأنه التحق بالجماعات المسلحة بمنطقة بومرداس في ,2005 واستفاد من تدابير المصالحة الوطنية• وكلفت الجماعات المسلحة (ل•خالد) باسترجاع سلاح ناري من عنده وإعادته إليها، وهذا بعد معاقبته من قبل من طرفها بسبب نسيانه للسلاح في إحدى المناطق• وأوضح النائب العام في مرافعته أن أدلة الإثبات ضد المتهمين الأربعة ثابتة رغم إنكارهم للوقائع المنسوبة إليهم، وتأتي على رأسها ذاكرة الهاتف النقال التي ضبطت بحوزة شقيقه (م•مسعود)، بها صور للمقرات والأماكن الحساسة التي كانت الجماعات المسلحة تنوي استهدافها، وكذا الاتصالات التي جرت بين (غ•رابح) المكنى (أبو هريرة) مع المتهمين الذين كلفهم بترصد تحركات الأجانب المقيمين بالجزائر، والتمس في الأخير النائب العام تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ضد كافة المتهمين الذين أدانتهم المحكمة بعد المداولات بأربع سنوات حبسا نافذا مع دفع غرامة 100 ألف دج•