هي فتاة من مدينة سوق أهراس في ربيع العمر لم ترحمها الحياة وقست عليها الظروف، طردها زوجها من البيت لترحل إلى مدينة بومرداس بحثا عن العمل، غير أن الحظ لم يحالفها لتدخل الزنزانة في آخر المطاف بتهمة الحريق العمدي والوشاية الكاذبة! * حيثيات هذه القضية، التي حيّرت كل من حضر جلسة محاكمة المتهمة »وحيدة« بمحكمة الجنايات ببومرداس مؤخرا، ترجع إلى بداية المعاناة والمأساة التي لاقتها في حياتها، تزوجت في سنّ مبكرة بوادي سوف، ذاقت كل أنواع العذاب في بيت زوجها الذي كان يضربها على الدوام وتسبب في إجهاضها لستة أطفال لتكون في آخر المطاف أمّا لطفلين ثم طردها من المنزل في بداية 2007... وجدت نفسها وحيدة وبطفلين بدون مأوى، فقررت البحث عن لقمة العيش، وعثر لها خالها على وظيفة عند شخص يعرفه ببومرداس حيث تنقلت للعيش هناك عند سيدة تعمل عندها كخادمة. * غير أن الأقدار لم تمهلها العيش بسلام إذ ذاقت كل أنواع العذاب والاضطهاد بالمنزل الذي تعمل به. وهنا فكرت للانتقام من صاحبة العمل، وكانت أن أضرمت النار به عدة مرات ولم يكتشف أمرها لأنها كانت تطفئها في كل مرة. وفي آخر مرة وبالتحديد شهر جويلية كانت النار أقوى والتهمت جزءا من الأثاث لتلجأ صاحبة المنزل وزوجها لإبلاغ الشرطة. وبعد التحريات ثبت أن الخادمة هي من كانت توقد النار في كل مرة ولتبرر فعلتها أخبرت رجال الأمن بأن ربّة العمل على علاقة بإرهابي مبحوث عنه وأن هناك قنبلة بقبو المنزل، وبعد التفتيش ثبت أنها مجرد وشاية كاذبة فزج بالخادمة في السجن لتتابع بجناية الحرق العمدي والوشاية الكاذبة. * ولدى مثولها بين يدي القاضي اعترفت بأنها هي من قامت بإضرام النار في منزل سيدتها لأنها كانت تشتمها وتهينها دوما، غير أن القاضي لاحظ عند استجوابها بأن مبرراتها غير مقبولة. * وفي السياق ذاته، أكدت المتهمة أقوالها بشأن القنبلة وعلاقة الضحية بالإرهابي المزعوم. * وفي المقابل اعتبر النائب العام بأن المتهمة وحيدة رغم اعترافها ومبرراتها المزعومة فهذا لا يعفيها من العقاب لأنها خانت العائلة التي آوتها وعطفت عليها وحمتها من الضياع بإضرامها للنار مرات عدة مما تسبب في إتلاف جزء من المسكن. وعلى هذا الأساس طالب ممثل الحق العام بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حقها. وبعد المداولات أدانتها المحكمة بثلاث سنوات سجنا موقوفة النفاذ.