المتهم الرئيسي: "سعر اللغم يصل إلى 300دج وإعادة بيعه في الأسواق يزيد عن 500 دج" أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تلمسان نهاية الأسبوع الماضي أحكاما متفاوتة ضد 5 متهمين في قضية "تكوين جمعية أشرار ونقل وحيازة أسلحة حربية من الصنف 1 والمتاجرة بها دون ترخيص، وحيازة سلاح محظور من صنف 3". * الأحكام التي تراوحت بين السجن النافذ والبراءة جاءت بعد جلسة المحاكمة التي استمعت فيها هيئة المحكمة لجميع المتهمين في قضية خطيرة، تمثلت في المتاجرة بذخيرة حربية عبارة عن ألغام مضادة للأفراد أقدم المتوّرطون على جلبها من منطقة العابد الحدودية، وتحديدا من قرية الفرش، حيث يتواجد خط شال الذي يحتوي على كمية كبيرة من الألغام التي وضعها المستعمر الفرنسي للحد من تدعيم صفوف جيش التحرير من الأسلحة والذخيرة القادمة من الشريط الحدودي. * وقد تمكنت مصالح الأمن من وضع حد لنشاط المتهم الرئيسي وأحد شركاءه اللذان كانا بصدد نقل 117 لغم مضاد للأفراد إلى منطقة الغزوات الساحلية من أجل المتاجرة بها لمن يريد اقتناءها بمبالغ مالية تتراوح مابين 400 دج و500 دج للغم الواحد، حسب ما كشف عنه المتهم الرئيسي أثناء مثوله أمام هيئة المحكمة، علما أن هذا المخطط الخطير أحبطته مصالح الأمن في 23 مارس من السنة الجارية، بعد مكالمة هاتفية من أحد المواطنين عن انقلاب سيارة من إحدى الجسور بمنطقة سبدو، إذ وبعد تنقل عناصر الشرطة وأفراد من الدرك الوطني لمعاينة الحادث، وعقب تفتيش السيارة عثر بداخلها على كمية معتبرة من الألغام قدرت ب 117 لغم مضاد للأفراد وسلاح محظور عبارة عن سيف، بالإضافة إلى وجود عجينة مخمرة تحيط بالذخيرة الحربية قصد تضليل الكلاب البوليسية بحكم أن العجينة المخمرة تستعمل من قبل العصابات الإجرامية لشلّ حاسة الشم عند الكلاب البوليسية المدربة، وهو ما جاء في محاضر المصالح الأمنية بعد مباشرتها للتحقيقات التي أسفرت عن توقيف المتورطين والذي ينحدر أغلبهم من منطقة الغزوات الساحلية بمن فيهم المتهم الرئيسي وشريكه اللذان خططا لعملية نقل هذه الذخيرة الحربية من منطقة الفرش إلى غاية الغزوات، غير أن العملية باءت بالفشل بعد حادث مرور أدى إلى انقلاب السيارة من نوع أودي التي كان على متنها 4 متورطين أغلبهم كانوا في حالة سكر متقدمة ما عدا المتهم الرئيسي الذي كان في حالة وعي كاملة، حيث كان يقوم بقيادة السيارة. * المتهم الرئيسي المدعو ( ع.و) اعترف بالتهم المنسوبة إليه، مؤكدا على أنه اتفق مع شريكه (س.ح) من أجل إبرام صفقة شراء الألغام وإعادة بيعها، حيث تم توفير المبلغ المطلوب وتوجها إلى منطقة العابد برفقة كل من (ز.س) و( س.م) وهما صديقان للمتهم الثاني (س.ح) على متن السيارة التي هي ملك لوالد الشريك الثاني للمتهم الرئيسي من أجل شراء الألغام.