الحجاج الجزائريون ضاعوا في موسم الحج هذا حاجات جزائريات يتخذن من الحافلات فندقا..وأمير المنطقة ينقذ الموقف آلاف الحجاج لا يزالون ضائعين بلا أموال بسبب فوضى الرحلات الجوية مرّ موسم حج هذا العام في صمت في ظل التجنيد الشعبي والرسمي وراء الفريق الوطني لكرة القدم، ولعل هذا ما دفع الشيخ بربارة إلى مخاطبة الوكالات السياحية وبعض المقربين منه "يجب أن نحمد الله ثم نشكر لاعبي الفريق الوطني الذين غطوا على فضائح تنظيم هذا الموسم". * وقد كشف عشرات الحجاج عن تفاصيل مأساة عاشها أغلب الحجاج الجزائريين بمجرد توديعهم لذويهم وأهاليهم بموقف السيارات لمطار هواري بومدين قبل شهر من اليوم، حيث منع أعوان الأمن بالمطار يومها عائلات الحجاج وموّدعيهم من الأقارب والأحباب حتى الدخول إلى بهو المطار ليتيه الحجاج خاصة كبار السن منهم منذ تلك اللحظة في متاهة معاناة حقيقية بدأت بتعقيدات إجراءات السفر بأرض الوطن وتواصلت فصولها في البقاع المقدسة وعبر كل المحطات التي يمر الحاج بها في رحلة العمر التي لم تعد كذلك مع البعثة الجزائرية... * * أمير المدينة ينقذ الحجاج الجزائريين * هذه صور مأساوية تتكرر كل سنة وكأنها قضاء وقدر لا فكاك منه، 250 حاج جزائري يفترشون أرصفة المدينةالمنورة شيوخ وعجائز يلتحفون العلم الوطني في صورة مهينة للجزائر والعلم الوطني الذي رفرف عاليا يومها في أم درمان حتى أن حجاج الدول الإسلامية الأخرى ظنوا حجاجنا المساكين مناصرين للمنتخب الوطني مما دفع أمير المدينة إلى الإلقاء بثقله وإنقاذ الموقف بإسكان ال 250 حاج في أفخم فنادق المدينةالمنورة، حدث هذا في ظل غياب كلي لعناصر البعثة الوطنية للحج الذين يتقاضى أقلهم مسؤولية 40مليون سنتيم للحفاظ على كرامة الحجاج. * * حجاج يحوّلون الحافلات إلى فنادق * كان من المفروض أن يكون سكن الحجاج الجزائريين قريبا من الحرمين كما وعد بذلك مسؤولو البعثة، لكن آخر الأفواج الذين قدموا بداية من20 ديسمبر لم يجدوا مأوى في ظل تهرب أعضاء البعثة الوطنية للحج عن إيجاد حل، مما دفع الحجاج إلى محاصرة مركز البعثة بمكة والمطلابة بإسكانهم، في حين كانت عشرات الحاجات يتخذن من الحافلات سكنا لهن لمدة يومين مع قضاء حاجاتهن البيولوجية داخلها أيضا، ولحسن الحظ أن هذا الوضع لم يدم طويلا بعد تدخل وزارة الحج السعودية مرة أخرى لإنقاذ الموقف، حيث تم إسكان الحجاج بمنطقة العزيزية التي تبعد عن الحرم المكي ب6 كلم بعد أن كان الحجاج الجزائريون يمنون أنفسهم وكما وعدهم المسؤولون أن يكونوا على بعد عشرات الأمتار عن الحرم المكي. * وتكرر مشهد الحجاج الغاضبين العائدين من البقاع المقدسة وهم يلتفون بالصحافيين بمجرد نزولهم من الطائرة بأرضية مطار هواري بومدين الدولي ليعبّروا عن حزنهم مما لاقوه من صعاب ومتاعب في المشاعر المقدسة بالدموع قبل الكلمات، حيث ذرفت الحاجة "زهور.و" من ولاية بومرداس دموع أسى وحزن قائلة "في زمن العزة والكرامة يُهان الحاج الجزائري لأنه مسن وأمي.. فكل الحجاج من الدول الإسلامية الأخرى وحتى دول إفريقيا الفقيرة كانوا أفضل حال منا لأنه كان هناك دائما رجالا من بعثتهم الرسمية يسبقونهم للمواقع ويفتكون لهم أفضل الفنادق والخيم للمبيت سواء في المدينة أو في منى، أما نحن فكنا كالقطيع دون راع..". * أما الحاج شريف.ب من غرب العاصمة والذي سبق له وأن حجّ لأكثر من 14 سنة فقال "يؤسفني أن أعيش لهذا السن وأرى حجاج جزائريون تائهون بالبقاع المقدسة وآخرون يبيتون في العراء احتجاجا على أن فنادقهم الأبعد على الحرم لأن مسؤولينا الذين لم نراهم منذ أن وطأة أقدامنا السعودية وحتى عودتنا كانوا مهتمين بأمور أخرى أهم من خدمة الحجاج..حسبنا الله ونعم الوكيل في من كان وراء معاناة الحاج الجزائري بعد أن دفع ما يملك من مال وما جمعه طيلة حياته ليكمل دينه ويتم فرائض الإسلام قبل أن يباغته الموت"، وأضاف "أنا أديّت مناسك الحج لأربعة عشر سنة وكانت تواجهنا دوما مصاعب ومتاعب فالحج ليس رحلة سياحية وإنما فيها مشقة وهي على جميع الحجاج من مختلف الدول، ولكن ما عايشه الحاج الجزائري دون غيره من الحجاج هذه السنة فهو الجحيم..تأخيرات في مواعيد الطائرة سواء عند الذهاب أو العودة، الإقامة في الفنادق الأبعد والمأساة الحقيقة عند المبيت في منى فالغائب الأكبر هم المؤطرون من الديوان والمرشدون..(كل واحد يسلك راسو) ..الحمد لله أطال الله في أعمارنا وحفظنا وردّنا لأهالينا سالمين، ولكن الله سيحاسب من قصّر في واجبه اتجاهنا".