المحامون الجزائريون يهددون بالانسحاب النهائي من اتحاد المحامين العرب ممثل الجزائر: المصريون حوّلوا اتحاد المحامين العرب الى ملكية خاصة لحزب آل مبارك هاجم ممثل المحامين الجزائريين، النقيب محمد عثماني، عضو المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، نقابة المحامين المصريين التي كانت وراء تنفيذ جريمة حرق العلم الجزائريبالقاهرة في أعقاب تأهل الفريق الوطني الى المونديال على حساب الفريق المصري، مؤكدا رفض اتحاد المحامين الجزائريين ورجال القانون في الجزائر، استعمال اتحاد المحامين العرب لخدمة مصالح الحزب الحاكم في مصر، وهدد الوفد الجزائري بالانسحاب النهائي من اتحاد المحامين العرب في حالة عدم اتخاذ موقف حازم وعقابي من جريمة حرق العلم. * وأكد النقيب عثماني متحدثا بلسان المحامين الجزائريين، خلال اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في جلسته الختامية أمس بدمشق، ان الاتحاد الجزائري للمحامين يطالب ب "استخدام اتحاد المحامين العرب لتسوية مشاكل المهنة وليس لخدمة مصالح حزب معين"، في إشارة الى الحزب الحاكم المصري الذي يسيطر عليه نجل الرئيس المصري، جمال مبارك، والذي يدين له اتحاد المحامين المصريين بالولاء والطاعة. * وفي أجواء مشحونة ومكهربة، شن الناطق باسم اتحاد المحامين الجزائريين هجوما شديد اللهجة، قصف فيه المصريين على جريمة حرق العلم الجزائري، وقال مخاطبا رئيس المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في جلسة مغلقة: "ما وقع يا سيدي للجزائر أمر خطير ومرفوض وغير مقبول، وربما لم نجد اذانا صاغية وهناك فقط مساعي للتهدئة وامتصاص الغضب وكأن محاميي الجزائر هم من أحرقوا علم بلادهم". * القنابل التي أطلقها لسان حال اتحاد المحامين الجزائريين، أرعبت الجانب المصري، فتدخل مسيّر ورئيس الجلسة، النقيب السوري، لتهدئة الوضع وتبريد الأعصاب وتأمين الاجتماع، لكن عثماني واصل كلامه بالقول: "لقد أصدر نقيب المحامين المصريين بيانا أولا وبيانا ثانيا وكتب فيه بأن مصر التي سحقتهم بالأمس ستسحقهم اليوم"، مضيفا بلغة غاضبة: "ألا تعلم ان الجزائر بلد المليون والنصف مليون شهيد، ألم تعلم ان الجزائر لا تطأطئ الرأس لأحد"، وهنا تدخل مرة أخرى مسير الجلسة في تعاطف وتواطؤ واضح مع المصريين قائلا: "حسنا سنتحدث عن هذه القضية في الكواليس، لأن جدول الأعمال لا يتضمنه"، وهنا ثارت ثائرة المحامين الجزائريين وكاد أن يتفجر الاجتماع. * ومع الاحتباس والاستياء الذي عصف بالجلسة الختامية التي استمرت لساعة متأخرة من مساء أمس، خاطب ممثل المحامين الجزائريين الحضور قائلا: "يا سادة رئيس الاتحاد المصري ينكر، ونحن لنا صور وقائمة اسمية تثبت حرق المحامين المصريين للعلم الجزائري، فأين القومية وأين العروبة"، وهو ما جعل رئيس الجلسة يتدخل مرة أخرى لتهدئة الأجواء وانقاذ اللقاء من انفجار محقق. * الأدلة والخطاب الذي جاء على لسان النقيب عثماني تحت تصفيق المحامين الجزائريين وصمت غريب للمحامين العرب الذين أصابهم البكم خلال الجلسات العلنية والثرثرة في الكواليس وخارج الرسميات، نقلت الرعب للنقيب المصري الذي تغير لونه من الأبيض الى الأسود الى الأحمر الى البنفسجي وكل ألوان الورطة، قبل ان يتدخل أحد المحامين المصريين بصفته عضوا دائما بمكتب اتحاد المحامين العرب، فرد على الغضب الجزائري بأغاني العروبة واسطوانة جمال عبد الناصر وحرب 73 وقال: "هذا الوضع لا يليق بنا كعرب"، دون ان يبرر جريمة حرق العلم الجزائري الذي رفعه الأبطال في حروبهم مع اسرائيل، متوهما بأن "القاهرة ستبقى رمز العرب وان نقابة مصر ستظل الى جانب القضية العربية". * وتطورت الأمور عند تدخل أحد المحامين السوريين بصفته عضوا منظما في المكتب، عندما صب البنزين على النار وألهب غضب الوفد الجزائري، قائلا: "لا ينبغي ان ننجر وراء التفاهات، هي سحابة صيف، وما حدث هو جزئية لا أكثر ولا أقل"، وهو الانحراف الخطير الذي كاد ان يسير بالاجتماع الى انزلاقات، حيث انتفض محامون جزائريون في وجه هذه التصريحات الحمقاء، وردوا عليها بكل حزم قائلين: "هل حرق العلم جزئية، هذا اعتداء على رمز من رموز الجزائر". * وتسبب هذا التصريح والتجريح في غليان قاعة الاجتماعات وهدد رئيس الجلسة بإخراج الوفد الجزائري أو على الأقل كل صوت يغرد خارج السرب، لكن تكاتف وتضامن ووقفة المحامين الجزائريين يدا واحدة وصوتا موحدا، اضطر الى تدخل عقلاء وحكماء عرب هدّأوا من روع الجزائريين وطلبوا منهم الحكمة والتبصر تفاديا لتفجير دورة اتحاد المحامين العرب بدمشق. * * أسرار وكواليس * = انسحاب الوفد الجزائري من قاعة المؤتمرات بفندق ديديمان بالعاصمة السورية، إثر منح كلمة التدخل لرئيس المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، وهو نفسه نقيب المحامين المصريين، أثار إعجاب وتقدير العديد من محاميي الوفود العربية التي شاركت في مؤتمر دمشق، وعلق بعضهم قائلا: هذه جدعنة ولا بلاش يا اولاد. * = جريدة "الشروق" كانت الجريدة الجزائرية الوحيدة التي غطت اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب بدمشق، وقد شكلت سندا معنويا للمحامين الجزائريين باعتبارها هازمة العدوان الفضائي على الجزائر، ولم يجد أحد المحامين سوى التعليق: "الشروق" هنا كمان، هي بطاردنا في كلّ مكان؟. * = أحد المحامين المغاربة المشاركين في الاجتماع، خطط لإبرام صفقة عمره وتحقيق ما فشل فيه سياسيو بلاده، حيث حاول التسويق لفتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب مقابل دعم مطالب المحامين الجزائريين بشأن حرق العلم الجزائري؟... وخا خويا واش جاب هذا لذاك. * = شكل كلا من نقيب محاميي العاصمة، عبد المجيد سليني، ونقيب سيدي بلعباس، محمد عثماني، وكبيرا النقباء، بن تومي ومهري، والنشيط الأستاذ أحمد قايد نور الدين، اليد الضاربة واللسان السليط والعقل المدبر للوفد الجزائري في خطة التعامل مع المحامين المصريين، ووضع نقيب سوريا كبلد مستضيف في الصورة أياما قبل انطلاق الاجتماع.. المعاونة تغلب البلطاجية. * * = خلال لقاء ممثلي وفد المحامين الجزائريين بنقيب سوريا، لوحظ وجود نية عدم إدراج جريمة حرق العلم ضمن أشغال المكتب، وهذا ما جهر به النقيب السوري أمام الوفد الجزائري، لكن أمام حجة وقوة اقناع الوفد الجزائري، تراجع عن ذلك.. هذه هي الشام لا يظلم عندها أحد * = اختفى المحامون المصريون عن الأنظار بعد إبلاغهم بإصرار الجزائريين على معاقبة حارقي العلم وعدم الاكتفاء بالاعتذار، وعكس الفترة الصباحية التي حاول فيها بعض المحامين المصريين الاقتراب ولو عن طريق التمثيل والخطأ بالجزائريين، فإنهم التزموا مساء غرفهم وفضلوا عقد لقاءات الجمعيات السرية.. هذا هو عندما يلتقي المتعوس على خايب الرجا. * = فضل أغلب محامي الوفود العربية التزام الحياد وسياسة الكرسي الشاغر والبقاء في الظل من باب أن "القضية بين الجزائر ومصر" ومساندتهم لفائدة هذا أو ذاك لا معنى لها.. ياو فاقو مع الواقف. * = تغطية "الشروق" لما جرى بشأن اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب بدمشق، كان أمس محل حديث بين المحامين العرب الذين أبلغوا زملاءهم المصريين بأن "الشروق" تتقفى أثارهم بسوريا.. وراكم والزمن طويل. * = الأستاذة سعيدة بن عبيد محامية بعنابة، طارت إلى دمشق على حسابها الخاص لدعم المحامين الجزائريين في رد اعتبار العلم الجزائري، كانت خير سفيرة للمرأة الجزائرية، حيث ثارت بصوت عال في وجه رجال * "ما يختشوش" بمجرد أن سمعت أن حرق العلم هو "جزئية"، وأكدت أنه لا يمكن للاتحاد تلجيمها من الدفاع عن الجزائر.. هذه نساؤنا وتلكم ستاتكم. * = نقيب المحامين الليبيين، قال في كلمته خلال الجلسة الختامية، مساء أمس، إن اتحاد المحامين العرب تحوّل إلى جمعية تابعة للجمعيات الموالية للجامعة العربية، فيما أكد نقيب المحامين الموريتانيين أنه ينبغي تغيير تسمية اتحاد المحامين العرب إلى اتحاد الأحزاب العربية، وأن هذا الاتحاد يتحدث عن كل شيء سوى عن الملفات والقضايا التي لها علاقة بمهنة المحاماة والقضاء.. هذا هو القماش ادي ولا خلي.ّ * = أحد المنظمين وبّخ الأعوان المكلفين بتأمين وتنظيم اجتماع مكتب المحامين العرب، على السماح بتسرب بعض كاميرات الفضائيات العالمية ووسائل الإعلام والصحافة، بينها "الشروق"، وقال لهم: حيودّونا في داهية لأنهم حيسمعوا وينقلوا ما ينبغي أن يكون سريا.. وهل تمنع الشمس من الشروق؟. * = الأغلبية الساحقة من المحامين العرب القادمين من كل صوب وحدب، طاروا إلى دمشق ليس للدفاع عن قضايا المحامين والمهنة وإنما من أجل التمتع برحلة سياحية نادرة.. تحيا التحواس والتشماس. * = محامون من المغرب قصدوا محامين جزائريين خارج الرسميات وترجوهم من أجل مسامحة "إخوانهم" المصريين على جريمة حرق العلم الوطني، ويبدو أن »وساطة« هؤلاء كانت بإيعاز من أهل البدع والبذنجان.. فات الوقت والّي تكسر ما يتصلحش. * = كانت الصورة الملونة التي قدمتها "الشروق" للمحامين الجزائريين وكذا القائمة الإسمية للمحامين المصريين حارقو العلم الوطني، التي أوفدتها السفارة الجزائريةبالقاهرة، دليلا مرمد الوفد المصري وقطع لسانه أمام الملأ.. أين المفر؟ المحامين أمامكم و"الشروق" والسفارة وراءكم.