تمكنت ليلة أول أمس الجمعة إلى السبت، مصالح الجيش الوطني الشعبي، المتواجدة على مستوى الشريط الغابي الحدودي بين ولايتي تيزي وزو وبجاية في عملية تمشيط وقصف وحصار على مجموعة من عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، منذ أزيد من 10 أيام، من القضاء على مجموعة إرهابية مكونة من أزيد من 25 فردا في عملية هجوم بالصواريخ على المكان المسمى "ثازلماط" المتواجد بين المكان المسمى "أومالو" وقرية بونعمان ببلدية زكري بولاية تيزي وزو. وحسب ما علمته الشروق اليومي من مصادر مطلعة، فإن هذا الإنجاز الذي توصلت إليه مصالح الجيش والذي يضاف إلى الحصيلة المسجلة منذ انطلاق العملية، أتى بعد عمليات المتابعة التي قامت بها إحدى الوحدات الخاصة للجيش الوطني الشعبي منذ فجر أول أمس الخميس. وحسب ما توفر لدينا من معلومات. فقد تتبعت وحدة الجيش آثار مجموعة إرهابية مكونة من حوالي 30 فردا تسللت فجر الخميس، عبر غابات المنطقة إلى المكان المسمى "إيغلان" والمتواجد بنواحي قرية "تابعرورت" على بعد حوالي 600 متر من مكان تواجد أول مركز للجيش بالمنطقة، هذه العناصر الإرهابية التي تمكنت وحدات الجيش من رصد تحركاتها ومراقبتها حاولت وضع عبوتين ناسفتين على مقربة من الطريق الذي تمر منه مختلف الإمدادات العسكرية. وتضيف مصادرنا أن مصالح الجيش تحركت فور مغادرة هذه العناصر عين المكان وقامت باقتفاء أثرهم إلى غاية المكان الذي تعسكر فيه والذي تم تحديده سابقا، وبعد أن تمكنت نفس المصالح من تحديد المكان قامت مصالح الجيش في الليل بشن غارة على المكان شارك فيها عديد من أفراد القوات الخاصة، غارة تضيف مصادرنا أنها كانت حاسمة نظرا للعتاد المستعمل، بحيث استعملت قذائف صاروخية أرضية دعمتها المروحيات الحربية بالقصف الجوي، وبعد هدوء الأوضاع قامت مصالح الجيش باختراق المكان للمعاينة، فعثرت على جثث متفحمة وأخرى مشتتة لأزيد من 25 فردا، حيث استرجعت مجموعة هامة من الأسلحة الحربية وبعض بنادق الصيد وكمية معتبرة من الذخيرة، حيث صعب التعرف على هوياتهم، إلا بعد إجراء تحاليل الحمض النووي، وهم من بين الأفراد الناشطين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومن غير المستبعد أن يكونوا ينتمون إلى المجموعة التي تنقلت مؤخرا إلى المنطقة من أجل تنفيذ عملية انتحارية ضد مركز الجيش المتواجد ببني كسيلة. للتذكير، فإن حصيلة هذه العملية تضاف إلى ما حققته مصالح الجيش من قبل بداية من الحصار المضروب على المجموعة الهامة المكونة من حوالي 50 فردا والتي تحوي عديدا من قيادات التنظيم المسلح بغابات قريبة من قرية بونعمان، تدمير عديد من المخابئ الأرضية، استرجاع عدة معدات وأفرشة وأغطية ومواد غذائية، وصولا إلى القضاء على 6 إرهابيين وإلقاء القبض على اثنين آخرين نهاية الأسبوع المنصرم، كانوا على متن أحصنة وبصدد محاولة المرور إلى الجهة الجنوبية لغابات بونعمان وزكري والهروب من الحصار المضروب. وفي نفس السياق علمت الشروق اليومي من مصادر جد مطلعة أن مجموعة إرهابية مكونة من أزيد من 15 فردا حاولت ليلة الجمعة إلى السبت، التوغل إلى داخل قرية "بوذافال" الواقعة بنواحي عين الحمام، من أجل جمع الجزية، كما فعلته بعض العناصر الإرهابية في اليوم الثاني، من انطلاق العملية من أجل محاولة شد الأنظار وتحريك بعض الوحدات من الجيش نحو غابات عين الحمام، لفك الحصار عن العناصر المحاصرة بغابات بونعمان، حيث منيت العملية بالفشل نظرا لتواجد مصالح الأمن بعين المكان التي تصدت لهذه العناصر ودخلت معها في عملية تبادل للطلقات النارية لأزيد من ربع ساعة من الزمن، أجبر على إثرها الإرهابيون على الانسحاب والفرار إلى وجهة مجهولة، إذ تعد هذه العملية الثالثة بعين الحمام والرابعة منذ انطلاق عمليات متفرقة تتمثل في جمع الجزية، نصب الحواجز المزيفة واستهداف المواكب العسكرية بتفجيرات، تمثل حسب رأي بعض المراقبين في الشأن الأمني، دليلا قاطعا على الضغط الذي تعاني منه المجموعة المحاصرة بزكري. أما بخصوص مثل هذه العمليات المتفرقة، فتدخل في سياق الخطة التي تنتهجها عناصر الجماعة السلفية منذ تاريخ نشأتها من أجل توجيه الأنظار إلى مناطق أخرى لتحرير المناطق المحاصرة والسماح لأفراد التنظيم بالتحرك جيدا بين المعاقل والإفلات من قبضة مصالح الأمن.