عبد الله بن قطاف/تصوير: يونس.أ " مهرجاننا سيكون دون مصر، وأرجو أن يعاد النظر في دخول فنانيها إلى الجزائر " " سميرة عبد العزيز بعثت لي برسالة تهنئة العيد وفنانون مصريون كثر اتصلوا بي " أعلن أمحمد بن ڤطاف، المدير العام للمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي ومحافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، عن مقاطعة الفن الرابع في الجزائر لمصر، وعن تجميد عضويته في الهيئة العربية للمسرح التي يرأسها اشرف زكي، مستنكرا التجاوزات غير الثقافية وغير الفنية التي أقدم عليها فنانو مصر وعلى رأسهم نقيبهم في حق الجزائر واعتبر انزلاقهم ضربة قاضية لمصداقيتهم.. تفاصيل الطبعة القادمة للمهرجان ورده على من يحمله مسؤولية تدهور الحركة المسرحية في الجزائر وأسرار أخرى كثيرة في هذا الحوار. * * " لم يأخذ أي فنان مصري كرمناه ولو جنيها منذ انطلاق المهرجان الوطني للمسرح المحترف " * * * أمحمد بن ڤطاف محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي طالما كرم واستضاف وجوها إعلامية وفنية مصرية . . بعد الحملة المصرية المسعورة على الجزائر، ما مصير هذا التقليد في الطبعات القادمة؟ * صدمت ككل جزائري غيور على وطنه في الحملة الإعلامية المصرية المسعورة على رموز الجزائر وصدمت أكثر في انزلاق ابرز الفنانين فيها وتطاولهم غير المبرر وغير الأخلاقي وغير الفني -تكسر حلم- وسقط قناع الذين طالما كذبوا علينا بتقمصهم لأدوار الزعماء والأئمة ورجال التاريخ العربي، وتأكدنا أنهم كانوا على مدار 60 سنة يمثلون علينا فنيا وواقعيا.. الكلب "أكرمكم الله" عندما لا يجد مع من يتشاجر يعض ذيله، وهذا ما حدث بعد تأهل الجزائر إلى المونديال من بوابة مصر. * وإجابة عن السؤال.. طبعا نقاطع من يقاطعنا ونشتم من يشتمنا ولهم مصرهم ولنا جزائرنا. لأنه وبعد تكالبهم علينا خير لهم أن يبقوا في بلدهم لأن حضورهم لا يشرفنا وغيابهم لن ينقص شيئا في مهرجاناتنا وتظاهراتنا الثقافية والفنية.. نحن قاطعناهم يوم تلفظوا عنا بالسوء، ورغم مرور الوقت سيظل الجرح مفتوحا.. أنا شخصيا أصبح من الصعب جدا التواصل مع الفنانين المصريين رغم ان بعضهم من أمثال عزت العلايلي وفاروق الفيشاوي دافعوا عن العروبة ورفضوا الانزلاق وراء الحملة، إلا أن الشعب الجزائري طيب جدا وحساس جدا لا يمكنه بهذه السهولة نسيان اهانة الشهداء والتاريخ . * * اختارتكم الهيئة العربية التي يرأسها اشرف زكي ومقرها بالقاهرة لكتابة كلمة اليوم العربي للمسرح.. كيف تعاملتم مع الموقف؟ وهل ستحضر الجزائر لمهرجان الهيئة الذي ستحتضنه العاصمة التونسية الشهر المقبل؟ * - للأسف حتى اشرف زكي الذي يمثل الفنانين المصريين ونقابته التي من المفروض هي واجهة مصر الفنية والثقافية لم يوفر إبداعه في السب والشتم وتأجيج الأنفس وتصعيد الأمور، فكان نموذجا للمسؤول الجاهل بتاريخ أمته العربية. * بالنسبة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف لن يشارك أي مصري، وبالنسبة لي أفضل أن استضيف أبو تريكة على صلاح السعدني وأمثاله من الجاحدين لأن أبو تريكة اثبت انه المثقف الوحيد في مصر، وعليه لن نستضيف مسرحيات مصرية ولن نكرم أي فنان مصري ولن يشارك في الملتقى الدولي أي دكتور مصري ولن يكون أي مصري ضيف شرف في طبعة ماي القادم. وأشير إلى أن المهرجان الوطني للمسرح المحترف لم يمنح ولو جنيها لأي فنان مصري حضر عدا شهادات تكريمية باستثناء الأساتذة المختصين الذين يديرون الملتقى ويؤطرون ورشات تكوينية. * * خرجت علينا منذ أيام أصوات تنادي بالتهدئة وترجو طي الصفحة وإعادة مياه العلاقات إلى مجاريها .. ما رأيك؟ * - الندم لا يفيد الآن، فكما قلت لك فقدوا مصداقيتهم وأصبح المشاهد الجزائري لا يثق في أدوارهم ولا يؤمن بأي رسالة فنية يقدمونها حتى ولو أدوا شخصية الإمام . * بالنسبة ليوم المسرح العربي فعلا اخترت هذه السنة لكتابة الرسالة بالنيابة عن كل المسرحيين العرب، وبدأت فعلا في الكتابة إلا أنه وبعد ما جرى قررت تجميد عضويتي إلى جانب مدير معهد برج الكيفان إبراهيم نوال ومدير الاتصال فتح النور بن إبراهيم، لأن الهيئة العربية للمسرح يرأسها اشرف زكي ومقرها بالقاهرة. وعليه وبعد الإساءة التي تفرج عليها العالم بأسره سأبعث برسالة مضمونها أن المسرح الجزائري يجمد عضويته إلى غاية تغيير الرئيس والمقر لأننا لا نستطيع التعامل مع اشرف زكي الذي لا يحترم شعبا عربيا شقيقا ويجاهر بمواقفه المخزية . * * تربطك علاقات صداقة بالكثير من الفنانين المصريين، كيف كانت مواقف أبرزهم مما حدث بعد مباراة الخرطوم؟ * - بحكم الاحتكاك الفني والمهرجانات الدولية تكونت علاقات صداقة واحترام مع الكثير من الفنانين العرب ومنهم المصريون. بعدما حدث عقب تأهل الجزائر إلى المونديال من بوابة مصر اتصل الكثير منهم هاتفيا وبعثت الفنانة المصرية سميرة عبد العزيز برسالة الكترونية تهنئني فيها بالعيد الأضحى . * * هل بدأت المحافظة في تسطير برنامج الطبعة القادمة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف؟ * - طبعا... لأن أي مهرجان يجب أن تضبط أجندته باكرا حتى نضمن التنظيم الجيد. اخترنا بعض الضيوف وركزنا هذه السنة سواء في التكريم أو فيما يخص ضيوف الشرف على الجانب الوطني والمغاربي، أي سيكون الحضور العربي محتشما مقارنة بالطبعات السابقة .سنكرم الفنانة التونسية منى نور الدين . * * انتقدكم زياني شريف عياد ومسرحيون آخرون وذهبوا مؤخرا إلى تحميلك المسؤولية فيما وصفه بتدهور الحركة المسرحية.. كما أعابوا عليك اعتماد نفس التشكيلة العاملة بالمسرح الوطني في محافظة المهرجان.. ما هو تعليقك؟ * - الحمد لله استرجع المسرح جمهوره بعد سنوات قطيعة بسبب العشرية السوداء. تمكنا من ضبط وتيرة إنتاج وتوزيع مستقرة نوعا ما، فبعد أن كنا نبحث عن نصوص ومخرجين بدأت الرؤية تتضح بظهور جيل مسرحي واعد على كل المستويات، ويكفي أن نستشهد بالمخرجين الشباب الذي اخذوا على عاتقهم المسؤولية وأبدعوا على غرار محمد إسلام عباس وحيدر بن حسين. الحمد لله لأننا تمكنا أيضا من خلق فرص التوزيع المسرحي من خلال برنامج البطاقة البيضاء لكل المسارح الجهوية وركن صدى الأقلام، ومن يقول إن المسرح تدهور فهذا رأيه ولست مجبرا على ارتداء نظارة سوداء لرؤية الأشياء بهذه السوداوية . المتشائمون كثر والمتفائلون أمثالي وأمثال الجيل المسرحي الصاعد كثر أيضا وبين من يتكلم ومن يعمل فرق كبير . * * " كيشوت " من تأليف أمحمد بن ڤطاف ولكنها تجسد لأول مرة في الجزائر بعد فرنسا .. لماذا هذا التأخر؟ * - والله لا يوجد سبب وجيه. طبعت في بلجيكا وأنتجتها فرقة فرنسية سبق أن استضفنا عرضها بمسرح محيي الدين بشطارزي، وشاءت الأقدار أن يخرجها إلى نور الخشبة المخرج شوقي بوزيد وسيكون عرضها الشرفي يوم 14 جانفي المقبل. * * قمتم بمبادرة قادتكم إلى ولايات الجنوب أين اكتشفتم عدة مواهب وأشركتموها في أعمال مسرحية .. ما رأيك في مستوى مسرح الجنوب؟ وهل من أمل في النهوض حقيقة بالثقافة والفن في هذه المنطقة؟ * - فعلا قادتني زيارة إلى ولايات الجنوب وتمكنت من مشاهدة مسرحيات اجتهد مخرجوها وممثلوها في إعطاء صورة صحيحة عن الموهبة في هذه المنطقة. طبعا الموهبة تحتاج للصقل ولكن دعمها أيضا مهم. وقد شارك الكثير منهم في ورشة الأستاذ العراقي قاسم محمد -رحمه الله- أين أطرهم ووجههم، وعبد الحليم زريبيع خير دليل على ما أقول فقد اثبت تألقه في أكثر من دور . * * تملك الجزائر معهدا واحدا "برج الكيفان" للتكوين المسرحي.. هل يلبي هذا المعهد حاجات الجزائر فعلا؟ وما مستقبل المتخرجين منه في ظل تغييبهم بمختلف المسارح الجهوية والاستعانة بمواهب تتغير بتغير العمل؟ * - أنا مطمئن على مستقبل المسرح الجزائري، لأن حملة المشعل اثبتوا قدرتهم على المواصلة وإعطائه الدفع اللازم. طلبة برج الكيفان لديهم القاعدة الأكاديمية التي تمكنهم من الاستثمار في مواهبهم وأفكارهم في آن. استعان المسرح الوطني بالكثير منهم في مختلف الانتاجات الركحية، وأتمنى شخصيا أن يجدوا مكانهم في المسارح الجهوية لأنها بحاجة إليهم. لا نعيب عليهم إشراك المواهب ولكن الكفاءات المكونة أيضا مهمة مع ضمان تأشيرة التوزيع بعد عرضها عشر مرات على الأقل في المسرح الذي أنتجها. * * أنت فنان مخضرم عايشت مجوبي وعلولة وتتعامل اليوم مع الجيل الجديد .. هل فعلا الفرق بين المشهد المسرحي بالأمس واليوم بالشساعة التي يصورها النقاد المسرحيون؟ * أولا يؤسفني أن أشير إلى أن جيل النقاد المسرحيين الشباب غير موجود، لأن ما يكتب اليوم هو قراءة أو تقديم لمسرحية بدءا من العنوان وذكر الممثلين ووصولا إلى موضوع العمل أما النقد بمبادئه العلمية فهو مفقود بعد اسطنبولي وكمال بن ديمراد وغيرهم. لا توجد أزمة نص ولا أزمة إخراج ولا أزمة سينوغرافيا. والدليل استقبالي لثمانية نصوص منذ أيام مقتبسة عن "كليلة ودمنة" وصاحبها هو حسين نذير. ونصوص كثيرة تعرفنا عليها في "صدى الأقلام". طاقات تنافست في مهرجانات دولية في الشام ومصر والسعودية والمغرب وتونس وأثبتت استحقاقها وأكدت أن المسرح الجزائري استعاد أنفاسه . * يقارنون مجوبي وسيراط بومدين وعلولة أصحاب مسيرة أكثر من 30 سنة بشباب متخرج من معهد برج الكيفان ولم يشارك إلا في عملين. علينا أن نعترف بأن العشرية السوداء قطعت التواصل مع الجيل السابق. كيف نطلب من شاب يخطو خطواته الأولى أن يقدم أعمالا بمستوى أعمال علولة ومجوبي، لا يمكن أن نستهين بالماضي ولكن يجب المضي قدما من خلال هذا الماضي وبناء المستقبل، أما أن نتوقف عنده ونتشاءم ونحبط معنويات الشباب فهذا خطأ، وأقول لأصدقائي المسرحيين المتشائمين "المسرح الجزائري في الطريق الصحيح". * * تداول الإعلام منذ سنتين خبر استبدالك بالفنان سيد احمد أڤومي .. هل هي الإشاعة أم أن مغادرة بن ڤطاف احتمال وارد؟ * سيد احمد أڤومي صديقي وفنان مسؤول وقادر على تحمل صعاب المهمة، لأنه أثبت ذلك في الكثير من المرات ويكفيه شرفا أنه كان من فتح مسرح عنابة وقسنطينة وأشرف على دار الثقافة بتيزي وزو. ومرحبا بأي شخص تعينه الوزارة ومسرح بشطارزي ليس إرثا لعائلة بن ڤطاف. *