لم تكن تنتظر الحكومة الأمريكية ومعها الدول التي قررت فرض جهاز السكانير الخاص بفحص المسافرين عبر مطاراتها وموانئها، أن يلقى هذا القرار انتقادات من داخلها، ليس بسبب الصور الفاضحة التي يلتقطها الجهاز للمسافرين، وإنما بسبب المخاطر الصحية التي يمكن أن تترتب عن استعماله. * فمباشرة بعد تعميم استعمال الجهاز على عدد من الدول، كشفت دراسات علمية متخصصة أن أجهزة الفحص الإلكترونية الجديدة المركبة في مخارج المطارات، من شأنها أن تسبب أمراضا يستعصى علاجها، مثل السرطان، بسبب أشعة "إيكس"، التي يسلطها الجهاز على أجساد المسافرين، ما قد يتسبب في حدوث وفيات. * وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الخطة الرامية إلى استخدام أجهزة المسح الضوئي للجسم في المطارات الأمريكية؛ للكشف عن قنابل أو أسلحة تحت ملابس ركاب الطائرات، أثارت جدلاً ونقاشاً حول سلامة تقديم جرعات صغيرة من الإشعاع للملايين من الناس، وهي عملية حسب الخبراء الذين استندت إليهم الجريدة، ستؤدي إلى وفيات جديدة ناجمة عن الإصابة بالسرطان. * ونقلت الصحيفة عن الخبراء قولهم: "إن الإشعاع الصادر عن أجهزة الماسحات الضوئية صغير جداً، وإن المخاطر التي يتعرض لها الفرد منها لا تكاد تذكر"، غير أن تكرار العملية لأكثر من مرة وتعرض المسافر لجرعات إشعاعية من الماسحات الضوئية بشكل تدريجي، عند تنقله من مطار إلى آخر، يزيد من احتمالات التعرض لمختلف أنواع مرض السرطان القاتل. * وبغض النظر عن الأخطار الصحية التي يمكن أن تطال من تشملهم عملية المسح الضوئي، يرى بعض الرافضين تبني هذا الأسلوب في الكشف عن المتفجرات المخفية، بدل التفتيش التقليدي، انتهاكا لحقوق الخصوصيات الفردية، كون الجهاز يظهر الشخص الذي تم فحصه، عاريا تماما، وهو الأمر الذي تراه حكومات الدول المعنية، في غير محله، طالما أن الصور الملتقطة يتم تدميرها مباشرة بعد انتهاء عملية الفحص مباشرة. * وتسمح أجهزة المسح الضوئي المثبتة في مطارات العديد من الدول، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وهولندا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، لأعوان أمن المطارات برؤية شكل جسم المسافر من خلال ملابسه، لكشف الأسلحة والمتفجرات المخفية. * ويعتبر مطار أمستردام بهولندا أول المطارات التي استعملت جهاز المسح الضوئي لرقابة المسافرين بشكل دائم، مباشرة بعد إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية، اكتشاف محاولة تفجير الطائرة التي كانت متجهة من مطار أمستردام إلى مطار ديترويت بالولاياتالمتحدةالأمريكية، خطط لها الشاب من أصل نيجيري، عمر فاروق عبد المطلب. * وتستغرق عملية المسح الضوئي ثلاث ثوان، ويستخدم هذا النظام "فحص الأمان" موجة قصيرة من الموجات اللاسلكية العالية جدًا للكشف عن ما يخبئه المسافر، بحيث يدخل المسافر إلى الجهاز ويقف رافعًا ذراعيه إلى الأعلى.