الدول المغاربية أقرب إلى المجتمعات الأوربية ولا بد من أن تأخذ حقها من الهجرة قال مدير المجلس الإيطالي لشؤون اللاجئين، كريستوفر هولن، بأن أوروبا مهددة باجتياح غير مسبوق من قبل جحافل المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة والمغاربة، مضيفا انه إذا ما أتيحت لهم الفرصة، في القريب العاجل، فإن "الحراڤة" سيغزون الدول الأوربية بحرا عبر بوابة ايطاليا. .. * وأضاف كريستوفر في حديث لجريدة الصباح التونسية، صدر في عدد أمس، أن المجلس الإيطالي للاجئين يتابع مع المسؤولين في ايطاليا وعدد من دول شمال إفريقيا ظاهرة الهجرة السرية التي استفحلت وتضاعفت مخاطرها، والبحث عن حلول لها، موضحا بأن سلطات بلاده رحّلت خلال العامين الماضيين مئات من المهاجرين الأفارقة الذين نجحت قواتها في اعتقالهم قبل وصولهم جزر جنوب ايطاليا أو بعد نزولهم فيها، منوها بالدور اللوجستيكي الذي لعبته ليبيا التي قال بأنها تعاونت بشكل جيد مع الدول الأوروبية وخاصة مع ايطاليا، لأنها أقامت مراكز لاستقبال الحراڤة العائدين، وميزت بين صنفين منهم. * وأقرّ مدير المجلس الايطالي لشؤون اللاجئين بكون دول الاتحاد الأوروبي تعتمد سياسة المكيالين في جل الملفات خلال تعاملها مع الدول الأوروبية الشرقية وروسيا ومع الدول العربية والإفريقية، بما في ذلك بالنسبة لملف الهجرة، مضيفا أن المغاربة أقرب إلى المجتمعات الأوروبية وخاصة إلى دول أوروبا الجنوبية مثل ايطاليا وفرنسا واسبانيا والبرتغال، وينبغي أن تعطى لهم أولوية مطلقة في فرص الحصول على مناصب شغل وبطاقات إقامة في الاتحاد الأوروبي بحكم التقارب الثقافي والجغرافي وتشابك المصالح تاريخيا وحاضرا ومستقبلا بين دول وشعوب هذه المنطقة . * كما اعترف كريستوفر هولن، بوجود صبغة لاإنسانية ومنافية لحقوق الإنسان في عمليات مراقبة ملف الهجرة السرية في مياه المتوسط، وتلك الطرق التي يرحل بها المهاجرون من ايطاليا، غير أنه حاول تبريرها بارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين في أوروبا إلى حوالي 4 ملايين بينهم 700 ألف في ايطاليا وحدها، معتبرا ذلك مشكلة حقيقية، خاصة وأن بعض هؤلاء "الحراڤة" لا ينجحون في الحصول على مورد رزق لائق، وعلى الاندماج في المجتمعات الأوروبية التي تستضيفهم فيتورطون في مشاكل تؤدي بنسبة منهم إلى السجون مثل تعاطي المخدرات وترويجها، أو الانخراط في شبكات الدعارة والجريمة المنظمة، وبالرغم من النسبة المحدودة للمهاجرين المورطين في مثل هذه الجرائم، فإن صورة المهاجر المغاربي والإفريقي التصقت خطأ بالنسبة لجزء كبير من الأوربيين بالعنف والجريمة والمخدرات، وهي صورة خاطئة ومؤسفة ولا بد من تغييرها حسب هولن.