استعاد المنتخب الوطني روح الفوز وتمكن من افتكاك انتصار ثمين على منتخب مالي في مباراة كان عنوانها "الإنتصار أو الإنكسار" وأبان "الخضر" عن إرادة واضحة في العودة إلى المنافسة في ثوب المنتخب الواثق من إمكانياته كونه أحد ممثلي القارة في المونديال القادم. * حب الفوز هو الذي صنع الفارق * بالرغم من أن المنتخب الوطني لم يعرف تغييرات كثيرة في التشكيلة التي واجهت منتخب مالي، إلا أن طريقة الآداء كانت مخالفة تماما لما شاهدناه في المباراة الأولى. المدرب الوطني رابح سعدان صرح بعد المباراة متهكما على بعض الإعلاميين وقال: * "التغييرات التي قمنا بها ليست هي من صنع الفوز"، وكان يقصد العكس بطبيعة الحال. والمؤكد هو أن "الخضر" دخلوا مباراة مالي بمعنويات مرتفعة وروح جديدة بعد أن استفاقوا من صفعة مالاوي في مباريات اليوم الأول من الدورة. وبالفعل فقد تحدث بعض اللاعبين عن هذا العامل وقالوا بأنهم تعاهدوا على تحقيق الإنتصار، مثلم أكد ذلك عامر بوعزة لما صرح لنا: "كنا نريد محو الخسارة الأولى ضد مالاوي في مباراة لعبناها في ظروف صعبة، وكان هدفنا وأملنا اليوم هو القتال من أجل الفوز والعودة إلى لعب الأدوار الأولى في النهائيات". * * سعدان رمم وسط الدفاع ونجح * حتى وإن كان المدرب رابح سعدان قد رفض تحميل لاعبيه الخسارة المرة والمفاجئة أمام مالاوي، إلا أنه كان مقتنعا تماما بأن خط الدفاع وخاصة ثنائي المحور ( زاوي - حليش) لم يتمكن من القيام بدوره على أحسن وجه. وقد بيّنت المقابلة الأولى أن غياب التنسيق بين اللاعبين كان واضحا وتسبب في خلق عدة وضعيات صعبة استغلها اللاعبون المالاويون. في لقاء مالي، أشرك سعدان ثنائي جديد وقديم في نفس الوقت، لما كلف حليش وبوقرة باللعب وسط الدفاع. وقد قام هذا الثنائي بعمل مقبول حتى وإن كان المهاجمون الماليون لم يظهروا بالخطورة التي كنا ننتظرها منهم. ويمكن القول أن الثنائي حليش وبوقرة كان في المستوى ويكفي القول أن حليش سجل هدف الفوز الذي سمح بإعادة الأمل إلى "الخضر". وفي ذات السياق، لا بد من القول أن غياب عنتر يحيى وضع الناخب الوطني في "ورطة دفاعية" وهو ما جعله يغامر بالمدافع عبد القادر العيفاوي على الجهة اليمنى من الخط الخلفي. * * حسن يبده النجم الجديد * مباراة مالي التي دخلها "الخضر" من أجل الفوز، كان الجميع يتوّقع فيها صراعا حادا في وسط الميدان، وحتى وإن كان ذلك لم يحدث بالمستوى المطلوب، إلا أن اللاعبين الجزائرين سيطروا طولا وعرضا وحرموا منافسيهم من التقدم وبناء اللعب. لعب حسن يبده بذكاء فائق وتمكن من التفوّق في منطقة تقاسمها مع زميليه زياني ومنصوري. كان لحسن يبده حضورا بارزا في استلام الكرة وتمريرها كما أبان عن دقة كبيرة في التمريرات وبرودة أعصاب جعلت منه الرجل الأول في وسط "الخضر" الذي ستتوقف عليه قوة أو ضعف مردود المنتخب الوطني. وقد بيّنت المقابلات الثلاث الأخيرة التي شارك فيها حسن يبده أنه تمكن من الدخول بنجاح في منظومة المدرب رابح سعدان الذي يمكنه أن يعوّل على لاعب بورتسموث في المقابلات القادمة وخاصة اللقاء الفاصل أمام أنغولا الإثنين القادم. وبعيدا عن النتيجة المسجلة، اتفق المتابعون لمباراة الخضر أمام مالي على القول أن حسن يبده قد أصبح بلا منازع النجم الجديد للمنتخب الوطني. * * الهجوم ما زال يعاني.. وغزال في عزلة * وإذا كان المدرب رابح سعدان قد نجح إلى حد بعيد في إعادة الروح للمنتخب وإجراء بعض التعديلات سمحت باستعادة "الخضر" لجزء من قواهم وحسّنت معنوياتهم، فإن مشكلة الدفاع ما زالت مطروحة بحدة. في المقابلتين الماضيتين، سجل "الخضر" هدفا وحيدا من المدافع رفيق حليش، وهي حصيلة ضعيفة جدا إذا أخذنا بعين الاعتبار مستوى دفاع منتخبي مالاوي ومالي، هذا الأخير لم يكن في المستوى خلال المقابلتين، فقد تلقى رباعية أمام أنغولا وهدفا ضد الخضر الذين لم يستغلوا الفرصة لدك مرمى الماليين بأكثر من هدف. * والحقيقة هي أن سعدان يعرف جيدا أن التنشيط الهجومي ما زال بعيدا عن المستوى المطلوب، ولعل إقحام بزاز كان الهدف منه دعم عبد القادر غزال، لكن ذلك لم يحل المشكل. ومن المتوقع أن يلجأ المدرب الوطني إلى البدائل الأخرى بلعب ورقة زياية التي تعد هامة أيضا. * * روح الفوز مهمة.. الإبقاء عليها أهم * بعد الفوز على منتخب مالي بلحظات، ألح لاعبو المنتخب الوطني ممن فضلوا التحدث للإعلام الجزائري، على القول بأن الإنتصار على نسور مالي نابع من حب الفوز * والتأكيد على أن الخسارة أمام مالاوي لم تكن سوى عثرة يمكن تداركها. بوعزة والعيفاوي، تحدثا بثقة كبيرة وأكدا بأنهما كانا يريدان الفوز على مالي مهما كلفهما ذلك من جهد لأن تحقيق الإنتصار يعني ببساطة أن المنتخب الوطني ما زال قادرا على مقارعة الكبار كما قالا. * ومن جهته، تحدث مساعد المدرب جلول زهير عن العمل الذي قام به الطاقم الفني خلال الأيام الثلاثة الماضية على مستوى الإعداد النفسي الذي يعتبر في غاية الأهمية خاصة لما يخسر المنتخب مباراته الأولى في منافسة مثل كأس الأمم الإفريقية. كما أكد محدثنا على القول أن الهدف كان إعداد اللاعبين نفسيا حسب الهدف المسطر وهو الفوز بمباراة مالي وعدم التفكير في شيء آخر، وكان سعدان قد أكد للاعبيه صبيحة المباراة لما قال لهم: "الخسارة ليست نهاية المنتخب، لكن حاولوا أن تفوزوا لتبرهنوا للجميع أنكم في مستوى المهمة التي جئتم من أجلها".